وفاة رائدة الفن صفية بن زقر: مشهد الفن السعودي يفقد قامة ثقافية مبدعة
توفيت رائدة الفن السعودي صفية بن زقر، التي تُعدّ واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ الفن التشكيلي بالمملكة، مخلفة وراءها إرثًا فنيًا وثقافيًا لا يُنسى. برحيلها يفقد المشهد الفني السعودي أحد أبرز مبدعيه الذين ساهموا في رسم معالمه وتطويره، تخوض "هي" رحلة في مسيرتها المتميزة ونستعرض تأثيرها الكبير على الفن والثقافة في المملكة.
فقد الفن السعودي أحد أعمدته الرئيسية وأبرز مبدعيه. تركت الفنانة صفية بن زقر وراءها إرثًا غنيًا يجسد رحلة إبداعية بدأت في جدة وامتدت إلى العالمية، تعتبر أعمالها تجسيدًا للأصالة والتجدد، وعكس تأثيرها المذهل والعميق في تطوير المشهد الفني في المملكة.
تُذكَر صفية بن زقر بكونها من أوائل الفنانين الذين استطاعوا نقل الفن السعودي إلى آفاق جديدة، مقدمةً نموذجًا يحتذى به في الإبداع والاحترافية. ستبقى أعمالها وشغفها بالفن خالدة، تذكيرًا دائمًا بالإسهامات القيمة التي قدمتها لتاريخ الفن التشكيلي، وسيستمر إرثها في إلهام الأجيال القادمة من الفنانين والمبدعين.
الفنانة السعودية صفية بن زقر من جدة إلى العالمية
تُعد صفية بن زقر واحدة من أبرز الأسماء في عالم الفن السعودي، وُلدت في مدينة جدة عام 1940، ونشأت في بيئة تقدّر الفنون والتعليم، منذ صغرها أبدت اهتمامًا كبيرًا بالرسم والألوان، مما دفعها لمتابعة شغفها بالفن، بعد إكمال دراستها الثانوية، سافرت إلى القاهرة لمواصلة تعليمها الفني، حيث التحقت بكلية الفنون الجميلة وتخرجت منها بشهادة في الفنون التشكيلية، لاحقًا أكملت دراستها العليا في الفنون الجميلة في جامعة سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية.
عادت صفية بن زقر إلى المملكة بعد إتمام دراستها، وبدأت بعرض أعمالها في معارض محلية ودولية، كان معرضها الأول في عام 1968 نقطة تحول في مسيرتها الفنية، حيث لاقى استحسانًا واسعًا وأثبت مكانتها كفنانة رائدة في السعودية، منذ ذلك الحين واصلت بن زقر تطوير أسلوبها الفني، مستلهمة من التراث الثقافي السعودي والتقاليد المحلية.
إبداعات صفية بن زقر: توثيق التراث والاحتفاء بالمرأة السعودية
في أعمالها الفنية تصور الفنانة السعودية لوحات الحياة اليومية في السعودية حيث تجسد هذه اللوحات مشاهد من الأسواق الشعبية، والمنازل التقليدية، كما قدمت بن زقر مجموعة من الجداريات التي تزين جدران العديد من المباني العامة في السعودية، تبرز هذه الجداريات التراث السعودي بألوان زاهية وتصاميم معقدة، وتعتبر من أهم أعمالها التي تجمع بين الفن والعمارة.
ولطالما اهتمت صفية بن زقر بتوثيق الأزياء الشعبية السعودية من خلال فنها، قدمت مجموعة من الأعمال التي تستلهم من الملابس التقليدية، والزخارف، والنقوش التي تعبر عن الهوية الثقافية للمملكة، كما لعبت المرأة دورًا محوريًا في أعمال بن زقر، حيث صورت النساء السعوديات في مختلف الأدوار الاجتماعية والثقافية، تسلط هذه اللوحات الضوء على قوة المرأة ودورها الفاعل في المجتمع، تأتي لوحة الزبون التي جسدت فيها المرأة الحجازية كأشهر أعمالها حيث أطلق الإعلام العربي على هذه اللوحة في وقت عرضها في باريس عام 1980 م اسم “موناليزا الحجاز وأصبحت أيقونة تمثل المرأة الحجازية خاصة والمرأة العربية عامة.
الفيلم الوثائقي: رحلة ملهمة بدأت بمعرض في عام 1968
تعد الفنانة التشكيلية السعودية صفية بن زقر من أبرز الأسماء في عالم الفن السعودي، قدمت أعمالًا فنية رائعة تعكس التراث والثقافة السعودية بأسلوب فني فريد، يهدف هذا الفيلم إلى تكريم مسيرتها الفنية والاحتفاء بإسهاماتها الكبيرة في إثراء الفن والثقافة في المملكة، يعرض الوثائقي عبر اليوتيوب تطور أعمال صفية بن زقر منذ بداياتها وحتى الآن، مسلطًا الضوء على المراحل المهمة والتحديات التي واجهتها والإنجازات التي حققتها.
كما يضم الفيلم مقاطع وصور نادرة لم تُعرض من قبل، مما يتيح للمشاهدين فرصة لاكتشاف جوانب جديدة من حياة وإبداع هذه الفنانة الرائدة، يسرد الفيلم قصة صفية بن زقر من خلال لقطات توثق أعمالها الفنية، ومقابلات مع زملائها وأصدقائها الذين رافقوها خلال مسيرتها، كما يتيح للمشاهدين التعرف على السياقات التاريخية والثقافية التي تأثرت بها صفية وكيفية تطورها كفنانة.
واحدة من أبرز المراحل في حياة صفية بن زقر كانت في عام 1968 عندما أقامت معرضها الفني الأول، الذي كان نقطة تحول في مسيرتها، تعكس لوحاتها الحياة اليومية والثقافة الشعبية في المملكة، مظهرة جمال وتفاصيل التراث السعودي.
رحيل الفنانة السعودية صفية بن زقر يُمثل نهاية فصل مهم في تاريخ الفن السعودي، ولكن إرثها سيبقى حيًا، يروي قصة تميز وإبداع لا ينتهي.