أول سعودية تحقق الرقم القياسي في الغوص الحر.. ندى الرشيد في حوار ملهم لـ"هي"
كتبت اسمها بأحرف من ذهب في التاريخ وأستطاعت أن تغوص في أعماق البحار لكي تثبت أن المرأة السعودية قادرة على تحقيق الإنجازات في شتى المجالات.. إنها السباحة السعودية الموهوبة ندى الرشيد.
تعد ندى الرشيد نموذجًا مشرفًا للمرأة السعودية في مجال الرياضات البحرية، إذ تجسد بإصرارها وإنجازاتها رؤية المرأة السعودية التي تتحدى الحدود وتحقق أحلامها في مجالات جديدة ومختلفة. ندى لم تكتفِ فقط بممارسة رياضة الغوص، بل استطاعت أن تحفر اسمها عالميًا عندما حققت أول رقم قياسي سعودي في بطولة العالم للغوص الحر للأعماق، وحصلت على البطاقة البيضاء التي تعكس تفوقها والتزامها الكبير.
موهبة سعودية استثنائية
ما يميز ندى ليس فقط مهاراتها الرياضية العالية، بل أيضًا روحها المثابرة والتزامها بقيم العمل الجاد والصبر، وهو ما جعلها رمزًا يحتذى به للمرأة السعودية الشغوفة بتحقيق النجاح في المجالات الرياضية العالمية. قصتها تُلهم الكثير من النساء للانطلاق في مجالات غير تقليدية، وتبرهن على أن المرأة السعودية قادرة على المنافسة والتفوق في الساحات العالمية، بفضل الدعم الذي تتلقاه من المجتمع والإرادة القوية التي تقودها نحو التميز.
لذلك نصحبكم في جولة سريقة ولقاء مميز لمجلة "هي" رفقة السباحة السعودية الموهوبة ندى الرشيد التي فتحت قلبها لنا لتكشف مشوارها الرياضي الملهم وصولا لتحقيق الأرقام القياسية وكان لنا معها هذا اللقاء.
ماهو شعورك بعد تحقيقك لأول رقم قياسي سعودي في بطولة العالم للغوص الحر للأعماق وحصولك على البطاقة البيضاء؟
كان شعورًا لا يوصف، تحقيق رقم قياسي لبلدي هو فخر كبير، وشعرت بمزيج من الفرح، الارتياح، والفخر الذاتي. الحصول على البطاقة البيضاء يمثل نتيجة لتدريب طويل وجهد متواصل، وكانت تلك اللحظة تتويجًا لسنوات من العمل الجاد والتفاني.
متى بدأت ندى الرشيد تتعلق بالبحر والرياضات البحرية؟
منذ طفولتي، كان للبحر مكانة خاصة في قلبي. نشأت في بيئة قريبة من البحر، وكنت دومًا أشعر بالانجذاب لعالمه الهادئ والعميق. بدأت بشكل جدي الاهتمام بالرياضات البحرية والغوص في ٢٠١٨، ومنذ ذلك الحين أصبح البحر جزءًا لا يتجزأ من حياتي.
كيف بدأت مشوارك في عالم الغوص والسباحة؟
بدأت بممارسة السباحة كهواية قبل أن أكتشف شغفي بالغوص. مع الوقت، انتقلت إلى الغوص الحر وبدأت التدريب بشكل مكثف. التزامي وتدريبي المستمر جعلني أتحول من مجرد هاوية إلى محترفة تمثل بلدي في بطولات عالمية.
موقف لا تستطيع ندى الرشيد نسيانه على مدار مشوارها الرياضي؟
لن أنسى أبدًا كيف دعمني الأهل والأصدقاء طوال هذه الرحلة، وأحيانًا حتى أشخاص لا أعرفهم. تلقيت الكثير من الرسائل والكلمات المشجعة من مجتمع الغواصين ومحبي الرياضة، وهذا الدعم كان له تأثير كبير عليّ. شعرت حقًا أنني لست وحدي في هذا المسار، بل هناك من يؤمن بقدراتي ويشجعني على المضي قدمًا. هذا النوع من الدعم يمنحني القوة والإصرار على تجاوز التحديات وتحقيق المزيد من النجاحات.
كيف ترين مستقبل الرياضة النسائية في المملكة في ظل الدعم غير المحدود الذي تحظى به المرأة في رؤية 2030 الملهمة؟
مستقبل الرياضة النسائية في المملكة مشرق جداً، الدعم الكبير الذي تقدمه رؤية 2030 للمرأة يفتح أمامها أبوابًا جديدة لتحقيق إنجازات غير مسبوقة في مختلف المجالات الرياضية.
أشعر بالتفاؤل وأعتقد أن المرأة السعودية ستواصل كسر الحواجز وتحقيق إنجازات عظيمة.
هل شعرت بالخوف في أول تجربة غوص لكِ وأين كانت تلك التجربة؟
لا يوجد يوم معين شعرت فيه بالخوف. ولكن في الأيام التي أحاول فيها التقدم في العمق وتحقيق رقم شخصي جديد، أحيانًا أشك في قدراتي، وهذا الشك يؤدي إلى شعور بالخوف.
عندما يراودني هذا الخوف، أحاول تذكير نفسي بالثقة في قدراتي وتدريبي، وأركز على الاسترخاء.
كيف تخططين لمستقبلك الرياضي في عالم الغوص وكيف تعملين على تطوير مهاراتك الرياضية؟
أضع أهدافاً واضحة لنفسي وأستمر في تطوير مهاراتي من خلال التدريب المستمر والمشاركة في مسابقات محلية و دولية. أحرص على وضع خطة تدريبية و التدريب مع مدربين محترفين.
من هو مثلك الأعلى في عالم الغوص؟
Guillaume Néry هو مثلي الأعلى في عالم الغوص. إنه مصدر إلهام كبير لي، ليس فقط بسبب أرقامه القياسية العالمية، ولكن لأنه يستمتع بكل ما يتعلق بالعمق.
أسلوبه في الغوص يجمع بين الأداء الرياضي العالي والتأمل العميق في البيئة البحرية. كما أنه يتحدث دائمًا عن الارتباط الروحي مع البحر وكيف أن الغوص الحر هو أكثر من مجرد رياضة، بل هو وسيلة لاكتشاف الذات والتحرر من قيود الحياة اليومية. نظرته الفلسفية تجاه الغوص والطريقة التي يعبر بها عن حبه للعمق ألهمتني لتطوير علاقتي مع البحر والسعي لتحقيق توازن بين العقل والجسد أثناء الغوص.
بماذا تنصحين الشابات السعوديات الراغبات في اقتحام رياضة الغوص؟
أنصحهن بالشجاعة والتحلي بالثقة. رياضة الغوص تتطلب صبرًا وتفانيًا، ولكن مع التدريب والإصرار، يمكن لأي فتاة أن تحقق إنجازات عظيمة. لا تدعن الخوف أو الشكوك تمنعكن من تحقيق أحلامكم.
ماذا تعلمت ندى الرشيد من رياضة الغوص؟ وكيف أثرت تلك الرياضة على حياتك اليومية؟
الغوص علمني الصبر والتحكم في النفس والتركيز. أصبحت أكثر هدوءاً واتزاناً في حياتي اليومية، وأدركت أهمية التوازن بين العقل والجسم لتحقيق النجاح.
ماهي أبرز المناطق البحرية السعودية التي تنصحين الناس بخوض غمار تجربة الغوص بها؟
البحر الأحمر من أجمل المناطق البحرية في العالم، وأوصي بشدة بالغوص في الليث أو حطام السفن في جدة و في الشمال منطقة نيوم. تلك المناطق توفر تجربة غوص فريدة بسبب تنوع الحياة البحرية فيها.
كيف دعم زوجك عبد الله مفتي مسيرتك في عالم الغوص؟
زوجي عبد الله كان داعمًا كبيرًا لي. هو شريك في كل خطوة، ويدفعني دائمًا نحو تحقيق الأفضل. دعمه النفسي والمعنوي ساعدني على الاستمرار حتى في اللحظات الصعبة.
كيف تستعد ندى الرشيد للغوص في أعماق البحار وما هي الخطوات التي تتخذينها قبل خوض كل تجربة للغوص؟
أبدأ بالتركيز على التنفس العميق وتمارين الاسترخاء لتهدئة العقل والجسم. أقوم ايضاً بتمارين الاطالة للجسم و الرئتين استعداداً للأعماق.
حديثنا عن النمط الصحي الذي تتبعينه كرياضية موهوبة في عالم الغوص؟
ألتزم بتناول وجبات صحية متوازنة، وأحرص على شرب الكثير من الماء. كما أخصص وقتًا للراحة والنوم الكافي لضمان أداء جسمي بكفاءة. بالإضافة إلى ذلك، أقوم بتمارين تقوية العضلات والتنفس بشكل منتظم لتحسين أدائي تحت الماء.
ما هي النصائح التي توجه ندى الرشيد للشابات في مجال الغوص؟
النصيحة الأهم هي البدء في أخذ دورات تدريبية مع مدربين محترفين، وعدم التردد في تجربة رياضة الغوص، فهو عالم جميل يستحق الزيارة