مارينا فيدوروفا: "أحلام زرقاء" في معرض ART021 شنغهاي
في الفترة من 7 إلى 10 نوفمبر 2024، استضافت النسخة الثانية عشرة من معرض ART021 شنغهاي للفنّ المعاصر مشروع Cosmodreams لمارينا فيدوروفا في قسم "المعارض الرئيسية".
يشتهر ART021 برؤيته العالمية المتجذّرة في الثقافة المحلية، حيث يمثّل منصّة رائدة تجمع بين المعارض والمتاحف والمؤسسات الفنية، إضافة إلى المقتنين وعشاق الفنّ. ويهدف المعرض إلى تعزيز مكانة الفنّ الصيني المعاصر، مع بناء جسور تواصل فاعلة ضمن سوق الفنّ العالمي.
يقدّم مشروع "أحلام زرقاء" لمارينا فيدوروفا مفهوماً مستوحى من المثل الصيني: "عندما تغضب، ارسم الخيزران؛ وعندما تفرح، ارسم السحلب." وقد جسّدت هذه الفكرة باستخدام تقنيات فنية ومعمارية متقدّمة، ناقلةً مشاعر الفنانة وتجاربها عبر أعمال تحاكي عالماً يجمع بين الجمال والعمق. ويتمحور المشروع حول درجة فريدة من اللون الأزرق، الذي يرمز إلى توازن دقيق بين السماء والماء والهواء، لونٌ لا يشبه شيئاً من الطبيعة أو من صنع البشر. حيث تدعو فيدوروفا جمهورها لاستكشاف مناظر خلابة تجمع بين قمم الجبال الثلجية والسحلبيات الزرقاء، حيث تحتلّ السحلبية الزرقاء مكانة محورية في السلسلة. واستوحت الفنانة فكرتها من مشهد عابر لسحلبية زرقاء في واجهة متجر، إذ كانت الثلوج تتساقط على بتلاتها النضرة، ما ألهمها لابتكار سلسلة فنية تسعى لالتقاط جمال الطبيعة الآفِل.
في "أحلام زرقاء"، تأخذ السحلبيات دوراً رمزياً، حيث تمثل الصمود والقدرة على التحمّل في بيئات قاسية. ورغم رقّتها الظاهرة، فإن السحلبيات معروفة بقدرتها على التكيّف والنمو في ظروف عسيرة، مثل المنحدرات الصخرية أو قمم الأشجار العالية. وفي لوحاتها، تعيد فيدوروفا تصوّر السحلبية لتتجاوز شكلها الطبيعي، مجسّدةً صفات إنسانية، فتتحوّل إلى شخصية رمزية تمتلك شخصية ودوراً خاصاً. ومن وحي دراستها وخبرتها في تصميم الأزياء، تبتكر فيدوروفا تماثيل تشبه المانيكانات، تُضفي من خلال إيماءاتها وهيئاتها عمقاً إضافياً على السرد والمشاهد.
الماء بدوره يحتلّ مكانة محوريّة في المشروع، حيث يظهر في حالاته المتعدّدة—السائلة والصلبة والمجازية، كرمز للمعرفة والعمق والغموض. وتستفيد فيدوروفا من خصائص الماء البصرية، كانكسار الضوء وتشويهه، لتشكيل عالم خيالي غامض. وتستكشف الفنانة موضوعات مستمدّة من الأساطير حول عوالم المياه غير المستكشفة، مضيفةً عمقاً وأصالة على السردية الفنية.
كما يتضمّن المشروع رموزاً للحيتان، تلك الكائنات التي تجسّد قوّة وغموض أعماق المحيطات. وتستوحي فيدوروفا هذه الرموز من القصص الثقافية والأساطير التي ألهمت نظرتها الفنية، وتُظهِر هياكل الحيتان العظمية في مناظر ثلجية كأنها تذكير قوي بالتوازن بين جمال الطبيعة وغموضها، مشيرةً بشكل غير مباشر إلى مواضيع التجدّد والاستمرارية.
ومن أبرز ملامح المشروع، معرض "الفتاة والحوت"، الذي يجسّد الرسالة الرمزية الأساسية لمشروع Cosmodreams حيث تمثل الفتاة رمزًا للنقاء والأمل في المستقبل، مستندةً إلى جذور عائلية ومعرفة تراثية عميقة.