خاص "هي": أثر مبادرة الشرقية تبدع .. إبداع مستدام وتحولات مجتمعية نحو مستقبل أخضر
في كل عام، تُضيء المنطقة الشرقية بفعاليات "الشرقية تبدع"، التي تحتفل بالإبداع وتنميته تحت رعاية أمير المنطقة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف. تُبرز المبادرة هذا العام أفكاراً مبتكرة من مخلفات البناء، حلولاً معمارية مستدامة، ومبادرات زراعية خضراء تواكب رؤية المملكة نحو مستقبل أكثر استدامة، ما يساهم في إحداث تحولات مجتمعية تنموية واضحة.
الإبداع الأخضر في رأس الخير: بداية تحول بيئي مستدام
في أول مشاركة لها في مبادرة "الشرقية تبدع"، تطلق مدينة رأس الخير للصناعات التعدينية مفهوم "الإبداع الأخضر"، الذي يجسد الاستدامة في جوهرها. ويشمل البرنامج أنشطة بيئية مبتكرة، أبرزها زراعة 400 شتلة وإصلاح التربة، بهدف تحسين البيئة المحيطة وتوسيع المساحات الخضراء. عبر التعاون مع المركز الوطني للحياة الفطرية والمركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي، تعزز المدينة من التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تركز على التوازن بين الصناعة والحفاظ على البيئة.
الابتكار في إدارة النفايات: تحويل التحديات إلى فرص
تسعى مدينة رأس الخير لتعزيز التفاعل البيئي عبر ابتكار "باركود" لفرز النفايات، مما يسهم في عملية إعادة التدوير بطريقة علمية وفعالة. المبادرة تروج لأفكار بيئية جديدة تسهم في الحد من التلوث وتحسن من إدارة النفايات في المدينة. من خلال هذه الابتكارات، تتعهد المدينة بتحقيق بيئة صحية ومستدامة للمجتمع، تعزيزاً لثقافة الاستدامة في مختلف القطاعات، وهو ما يعكس التزامها بنهج متكامل نحو تحقيق مستقبل بيئي أفضل للأجيال القادمة.
ديمومة الإبداع: تعزيز ثقافة البيئة والابتكار
في إطار مبادرة "الشرقية تبدع"، يبرز مفهوم "الإبداع الأخضر" ليس فقط عبر تقنيات إعادة التدوير، بل أيضًا باستخدام التكنولوجيا لتقليل الأثر البيئي. شموخ الشمري، المشرفة على المبادرة، أشارت إلى أهمية ورش العمل التي ستنظمها لتعريف المجتمع بطرق المشاركة في تحسين البيئة. هذه المبادرة تمثل خطوة أساسية نحو تعزيز التعاون المجتمعي وتحقيق رؤية المملكة 2030 في خلق بيئة صحية ومستدامة من خلال مشاركة فعالة في الحفاظ على الأرض.
ديزايناثون: الابتكار في إعادة تدوير مخلفات البناء
من اللافت أن مدينة رأس الخير التي تمتاز بصناعاتها التعدينية، بادرت باستحداث "باركود" قادر على تصنيف النفايات الملقاة، مما يسهم في كيفية التخلص منها بشكل صديق للبيئة من خلال إعادة التدوير، إلى جانب عدد من المساهمات التنموية لتفعيل مبادرة "الشرقية تبدع"، إذ يعزز من روح التعاون بين أفراد المجتمع ويشجع على الابتكار في الحلول البيئية. و بهذه الجهود تسعى رأس الخير إلى تحقيق بيئة صحية ومستدامة، لتحسين جودة الحياة للسكان.
وعن ذلك، قال مدير إدارة خدمات الأملاك بالهيئة الملكية لمدينة رأس الخير سلمان العتيبي أن المبادرة تمثل فرصة حقيقية للتميز البيئي في المنطقة، حيث تعكس رؤية المملكة نحو تحقيق التنمية المستدامة. منوهًا إلى أهمية الشراكات الاستراتيجية بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني وتسخير الطاقات الشابة من متطوعين ومتطوعات للنهوض بالمدينة وصولًا لتحقيق التوازن بين الصناعة والحياة في المدينة.
عمارة البيئة: ربط الثقافة والفن في تصميمات مبتكرة
بيت الثقافة في الدمام يقدم عبر مبادرة "الشرقية تبدع" معرض "عمارة البيئة"، الذي يدمج بين العمران والثقافة والفن. المعرض هو منصة سنوية تُبرز أبرز المشاريع التي تعتمد على استدامة البيئة في التصميم المعماري. من خلال تقديم مجموعة من الفعاليات المبتكرة، يعزز المعرض من الوعي البيئي بين المشاركين، ويشجع على إنشاء بيئات معمارية تراعي البيئة وتنسجم مع الهوية الثقافية، مما يعكس رؤية المملكة نحو تطوير عمران مستدام يرتبط بالتراث الثقافي.
مسابقة رتال للإبداع العمراني: تراث وحداثة في تناسق مستدام
أطلقت شركة رتال للتطوير العمراني مسابقة "رتال للإبداع العمراني"، التي تهدف إلى دمج التراث المعماري مع الحداثة في حلول مبتكرة تدعم الاستدامة. من خلال الشراكة مع بلدية الخبر ومقهى Knock، تشجع المسابقة المهندسين والمصممين على تقديم أفكار معمارية تراعي الحفاظ على الهوية الثقافية للمملكة وتواكب التطور العمراني المستدام. هذه المسابقة تعتبر فرصة لعرض الحلول المعمارية التي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزز من قدرة المشاريع المستقبلية على التفاعل مع البيئة.
جودة البرامج والأنشطة: تعزيز التنمية المجتمعية عبر الإبداع
مبادرة "الشرقية تبدع" تشهد هذا العام تطورًا ملحوظًا في شراكاتها وبرامجها، حيث تسعى إلى إحداث تغيير إيجابي في المجتمع من خلال الفنون، الرياضة، التعليم، والابتكار. كما تقول خولة السعدون، المشرفة العامة على المبادرة، فإن "الشرقية تبدع" تعكس التزام المنطقة بتحقيق مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر. المبادرة ليست فقط فرصة لتشجيع الإبداع، بل أيضًا مساحة لتنمية المهارات وتعزيز روح التعاون بين القطاعين العام والخاص والمجتمع، مما يسهم في تنمية مستدامة تدعم رؤية المملكة 2030.