
التعليم... منارة لمستقبل مشرق
في رحلة الطفولة يظل التعلم أساسا للنمو، باباً لاكتشاف الحياة، ومساحة لتحقيق الأحلام. لكن لبعض الأطفال، تأخذ هذه الرحلة منحى مختلفاً، حينما تتحول أروقة المستشفيات إلى فصول دراسية، ويصبح العلاج جزءاً من روتينهم اليومي. رغم التحديات، تبقى رغبتهم في التعلم حاضرة، يظهر ذلك في أعينهم عندما يستمعون إلى درس جديد، أو في ابتسامتهم عندما ينجحون في حل مسألة، أو في شعورهم بالانتماء وسط زملائهم ومعلميهم.
التعليم يمنح الطفل أكثر من المعرفة، فهو يعيد إليه الشعور بالحياة الطبيعية، ويوفر له الاستقرار وسط التغيير الكبير الذي يمر به. كل كتاب يقرأه، كل معلومة يتعلمها، كل لحظة يقضيها في الدراسة، تضيف إلى قوته وتمنحه ثقة بأن المستقبل لا يزال أمامه، وأن المرض ليس حاجزاً أمام طموحه. فحين يفتح الطفل كتابه وسط أجهزة العلاج، فإنه يفتح نافذة الحياة التي تنتظره خارج أسوار المستشفى، ويشعر حينها أنه أقوى من الظروف التي يواجهها.
ندرك في "مجموعة روشن" تحت مظلة برنامج "يحييك" للمسؤولية الاجتماعية ، أن دعم المجتمع يبدأ من تمكين أفراده، وخاصة الأطفال الذين يواجهون تحديات استثنائية. لهذا، جاءت شراكتنا مع جمعية سند" لدعم "برنامج سند التعليمي" في مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال لتمكين الأطفال المصابين بالسرطان من متابعة تعليمهم دون انقطاع خلال فترة العلاج، مما يسهم في دعم تحصيلهم الأكاديمي وتعزيز صحتهم النفسية خلال رحلة التعافي. وتزامناً مع شهر رمضان المبارك، يبدأ "برنامج سند التعليمي" في توفير الدعم الأكاديمي والموارد اللازمة للأطفال ، والذي يهدف إلى تطبيق برنامج تعليمي إثرائي يتيح فرص تعلم ضمن بيئة تعليمية موجهة مع مراعاة خصوصية الأطفال واحتياجاتهم الصحية والنفسية والاجتماعية، وتحسين الوضع النفسي للطفل المريض من خلال خدمة العلاج الترفيهي وتنمية المهارات الشخصية وتقديم التدريبات العملية
إن التعليم قوة تُحدث فرقاً يمنح الأطفال القدرة على التمسك بأحلامهم، ويضيء دروبهم نحو مستقبل يحمل لهم الأمل والفرص. ونحن في مجموعة روشن، نؤمن بأن كل استثمار في التعليم هو استثمار في الحياة، وكل دعم نقدمه اليوم يثمر في الغد. وعبر هذه المبادرة، نؤكد التزامنا بمساندة الأجيال القادمة، ونعمل على أن يكون الأمل رفيقهم في رحلتهم، أينما كانوا، وتحت أي ظروف.
بقلم غادة بنت عثمان الرميان الرئيس التنفيذي للتسويق والتواصل لمجموعة روشن