
خاص لـ"هي": العد التنازلي بدأ… معهد مارانجوني وهيئة الأزياء يطلقان حقبة جديدة في الموضة السعودية
وسط زخمٍ متصاعدٍ يجعل من المملكة العربية السعودية مركزًا عالميًا للإبداع والابتكار، يستعد معهد مارانجوني، الاسم العريق في تعليم المتخصص بمجال الأزياء، لتوسيع آفاقه من خلال افتتاح مقره الجديد في الرياض في أغسطس 2025. هذه الخطوة الطموحة تأتي ضمن شراكة استراتيجية بين المعهد وهيئة الأزياء السعودية، بهدف إعادة تشكيل مشهد تعليم الأزياء في المملكة، وصياغة مستقبل جديد للمواهب المحلية في عالم الفخامة والإبداع.
احتفالًا بهذه الشراكة، شهدت الرياض ليلة أنيقة من الطراز الرفيع في مطعم "لا بيتيت ميزون"، حيث اجتمع نخبة من الشخصيات المؤثرة في عالم الأزياء والإبداع السعودي، في أجواءٍ راقية جسّدت جوهر التعاون بين الإرث العريق والابتكار المعاصر.

مستقبل مشرق للمواهب السعودية
بروحٍ داعمةٍ للمواهب الصاعدة، أطلق معهد مارانجوني، بالتعاون مع هيئة الأزياء، برنامج "دبلوم التدريب المتقدم الجامعي" الذي يمتد لثلاث سنوات، مع تقديم 50 منحة دراسية للطلاب السعوديين الطموحين. هذه الفرصة الاستثنائية ستفتح الأبواب لجيلٍ جديدٍ من المصممين والإداريين، لتأهيلهم لسوق العمل المحلي والدولي عبر برامج متخصصة تشمل تصميم الأزياء، وإدارة العلامات الفاخرة، والتواصل الرقمي في عالم الموضة، إلى جانب برامج متقدمة في إدارة العطور ومستحضرات التجميل.
وفي حديثها أعربت ستيفانيا فالينتي، المدير الإداري لمجموعة معهد مارانجوني، عن حماسها لهذه الخطوة قائلة: "نحن متحمسون لدمج الخبرة الإيطالية في الموضة مع التراث السعودي الغني، بهدف بناء جيل جديد من القادة في قطاع الأزياء والمنتجات الفاخرة في المملكة."
أما .. روبيرتا فتؤكد : "نحن ملتزمون بدمج التراث السعودي العريق في مناهجنا التعليمية، ليكون مصدر إلهام للأجيال القادمة. وكخطوة أولى، سيركّز المعهد على فن صناعة الإكسسوارات والمجوهرات، مستلهمًا من الحرفية المتميزة التي تشتهر بها المنطقة. نحن متحمسون لكتابة فصل جديد في مسيرة الأزياء السعودية، حيث يلتقي الإبداع المحلي مع الخبرة العالمية."

كما أكد بوراك شاكماك، الرئيس التنفيذي لهيئة الأزياء، أن هذه الشراكة تعد نقطة تحول في صناعة الأزياء السعودية، مشيرًا إلى أن الاستثمار في التعليم العالي سيخلق نظامًا بيئيًا مستدامًا لصناعة الموضة، مما يتيح للمواهب المحلية فرصة التألق على الساحة العالمية.
الرياض.. القلب النابض لصناعة الأزياء
اختيار الرياض لم يكن مجرد قرار استثماري، بل جاء بعد دراسة معمّقة للمشهد الإبداعي المتنامي في المملكة، حيث باتت العاصمة السعودية بوتقة تنصهر فيها الحداثة والتقاليد، ويتنامى فيها الطلب على تعليم الأزياء وفق أرقى المعايير العالمية. سيتمركز المعهد في مركز الملك عبدالله المالي، داخل "الرياض الإبداعية"، المبادرة التي ترعاها الهيئة الملكية لمدينة الرياض، والتي أصبحت وجهةً جاذبةً لأهم الشركات العالمية في المجالات الإبداعية والفنية.

العاصمة التي كانت تعرف بتراثها الغني وتاريخها العريق، باتت اليوم محطةً رئيسيةً في خارطة الموضة العالمية، مع تحولها إلى مركز إقليمي لصناعة الأزياء، واحتضانها فعاليات عالمية كأسبوع الأزياء في الرياض والبحر الأحمر، مما يعكس طموح المملكة في تحقيق تحولٍ نوعي في هذا القطاع الحيوي.
احتفاءٌ بأسلوبٍ مميز
مع هذا الحراك الجديد، يبدو أن الأزياء السعودية على أعتاب عصرٍ ذهبي، حيث يتم تمكين المواهب المحلية بأدواتٍ عالمية، وتمهيد الطريق لصناعةٍ مزدهرة تواكب تطلعات رؤية السعودية 2030. وبينما يستعد معهد مارانجوني لاستقبال أول دفعة من طلابه في أغسطس 2025، يبقى السؤال: أيُّ قصص إبداعية ستُكتب في فصول هذا المعهد، وأيُّ مواهب سعودية ستنطلق منه لتصنع بصمتها الخاصة في عالم الموضة العالمية؟