
بدعم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائية "عائشة لا تستطيع الطيران" يحلق في سماء مهرجان كان 2025
الفيلم مدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي يفتتح حضورًا عربيًا لافتًا في مهرجان كان السينمائي 2025
في إنجاز جديد للسينما العربية المستقلة، أعلن مهرجان كان السينمائي عن اختيار الفيلم مدعوم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي "عائشة لا تستطيع الطيران" للمخرج المصري مراد مصطفى ضمن قائمته الرسمية للنسخة المقبلة من عام 2025، وذلك ضمن قسم “نظرة ما” الذي يسلّط الضوء على الأصوات السينمائية الجديدة والرؤى الإبداعية المختلفة.
يروي الفيلم قصة عائشة، مهاجرة سودانية تبلغ من العمر 26 عامًا، تعيش على هامش مدينة مزدحمة، وتتنقّل يوميًا بين محاولات البقاء والاندماج في مجتمع لا يمنحها خيارات كثيرة.
جاء دعم الفيلم من مؤسسة البحر الأحمر السينمائي ضمن برنامج "معامل البحر الأحمر"، الذي يهدف إلى تطوير المشاريع العربية الواعدة من مرحلة الكتابة وحتى ما بعد الإنتاج. هذا الدعم لم يقتصر على التمويل فقط، بل شمل التوجيه الإبداعي والتقني في مراحل تطوير القصة وتقديمها للعالم.

تُكرّس المؤسسة اليوم مكانتها كأحد أهم الداعمين لصناعة سينما مستقلة وقوية، تُمنح فيها المساحة للمواهب الجديدة لصقل رؤاها وتقديم أفلام ذات جودة وقيمة فنية، حيث يتناول العمل موضوع الهجرة غير الرسمية، والضغط النفسي والاجتماعي الذي يرافق الهوية المهاجرة، من دون أن يقع في فخ المباشرة أو الاستعطاف.
يقدم مراد مصطفى الحكاية من منظور شخصي وإنساني، يركز فيه على التفاصيل اليومية الدقيقة التي تشكّل عالم عائشة.
عُرف مراد مصطفى من خلال عدد من الأفلام القصيرة التي لفتت الأنظار في مهرجانات دولية، لكنه في هذا العمل الطويل الأول، يقدّم نضجًا في الأسلوب والمعالجة. الفيلم يتميز بإيقاع هادئ، وتصوير واقعي، وكتابة مشدودة توازن بين التعبير الفني والسرد البصري. مصطفى يتعامل مع شخصياته بصدق وواقعية، ويمنحها مساحة للوجود دون أحكام، مما يضفي على الفيلم طابعًا إنسانيًا حقيقيًا.
ويأتي هذا الحضور المتصاعد للسينما العربية في المهرجانات العالمية امتدادًا لنجاحات سابقة، من بينها فيلم "نورة" للمخرج السعودي توفيق الزايدي، الذي شكّل محطة فارقة في تاريخ السينما السعودية. فبعد فوزه بجائزة العلا لأفضل فيلم سعودي طويل خلال مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، حقق الفيلم إنجازًا غير مسبوق بمشاركته في مهرجان كان السينمائي 2024 ضمن قسم "نظرة ما"،
ليصبح بذلك أول فيلم سعودي يُدرج رسميًا في قائمة مسابقات المهرجان. وقد لاقى الفيلم ترحيبًا لافتًا من الجمهور والنقاد على حد سواء، مع نفاد التذاكر خلال ساعات من فتح الحجز، وهو ما دفع المهرجان لتخصيص عروض إضافية، في دلالة واضحة على الاهتمام الدولي المتزايد بالأعمال السينمائية السعودية الجديدة.
مؤسسة البحر الأحمر السينمائي لعبت دورًا محوريًا في دعم وإبراز الأفلام العربية والأفريقية على الساحة العالمية، من خلال تمويلها لمجموعة متنوعة من المشاريع السينمائية المتميزة. على سبيل المثال، في مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2025، دعمت المؤسسة تسعة أفلام عبر ستة أقسام مختلفة.
بما في ذلك فيلم "يونان" الذي نافس في المسابقة الرسمية للمهرجان. بالإضافة إلى ذلك، حظيت أفلام مثل "القلب عضلة" و"يلا باركور" و"رؤوس محترقة" بتقدير كبير، حيث فازت بجوائز مرموقة في المهرجان نفسه. هذا الالتزام المستمر من المؤسسة يعكس رؤيتها في تمكين ودعم المواهب السينمائية من المنطقة، وتقديم قصص ذات صدى عالمي.