
الصندوق الثقافي محركٌ رئيسي لدعم الفنون في أسبوع فن الرياض
في خطوة تعكس التزام المملكة بتعزيز المشهد الثقافي والفني، تستضيف الرياض النسخة الأولى من مبادرة أسبوع فن الرياض تحت شعار "على مشارف الأفق"، من 6 إلى 13 أبريل 2025. هذه المبادرة الطموحة، التي أطلقتها هيئة الفنون البصرية التابعة لوزارة الثقافة، تهدف إلى الاحتفاء بالحراك الفني السعودي المتنامي وترسيخ مكانة الرياض مركزًا إبداعيًا عالميًا يجذب نخبة الفنانين، والمعارض، والمؤسسات الثقافية، والجهات الداعمة للفنون.
وفي سياق شراكاته الإستراتيجية وتكامله مع المنظومة الثقافية، أسهم الصندوق الثقافي في هذه النسخة الافتتاحية بصفته شريكًا للبرامج التي أقامها الحدث، وبمشاركة تعددت أوجهها أكدت على الدور الحيوي للصندوق كممكن مالي رئيس للقطاع الثقافي في المملكة ومساهم فاعل في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للثقافة ورؤية المملكة 2030.
منصةٌ فنية، يلتقي فيها الإبداع السعودي بالعالمية
منذ انطلاقة أسبوع فن الرياض، استقطبت فعالياته جمهورًا واسعًا من المهتمين بالفنون من داخل المملكة وخارجها. تمركزت الأنشطة والمعارض بشكل أساسي في حي جاكس بمنطقة الدرعية، الذي تحوّل إلى منصة إبداعية نابضة بالحياة، تعكس مزيجًا فريدًا من الأصالة والعصرية في المشهد الفني السعودي. كما امتدت الفعاليات إلى مواقع ثقافية أخرى في الرياض؛ ما يعكس إتاحة التجربة الفنية لأوسع شريحة من الجمهور.
تميّز الأسبوع بتقديم مجموعة متنوعة من المعارض التي ضمّت أعمالًا لفنانين سعوديين وعالميين، مما أتاح للزوار فرصة استكشاف اتجاهات ومدارس فنية معاصرة متعددة. كما شملت الفعاليات عروضًا لمقتنيات نادرة من مجموعات خاصة، قدّمت للجمهور تجربة استثنائية للاطلاع على كنوز فنية فريدة. وإلى جانب المعارض، تضمّن الأسبوع برامج تفاعلية شملت جلسات حوارية، وورش عمل، وعروضًا فنية، تأكيدًا على دور المعرفة والتواصل في إثراء التجربة الفنية.
الصندوق الثقافي، شريكًا للبرامج في أسبوع فن الرياض
ضمن جهوده في تمكين المشاريع الثقافية، ورواد الأعمال والمبدعين، شارك الصندوق الثقافي شريكًا للبرامج في أسبوع فن الرياض؛ ليصنع الفرص ويمهد الطريق لزوار الحدث من الارتقاء بريادتهم ومشاريعهم الثقافية. وقد أقام الصندوق جناحًا رئيسًا في قلب حي جاكس، استعرض من خلاله مجموعة من تعاوناته الفنية التي يلتزم بها لدعم الفنانين السعوديين في مختلف القطاعات الثقافية، ومنها قطاع الفنون البصرية، بجانب قصص نجاح المشاريع الستفيدة من حلول الصندوق. واستقبل جناح الصندوق الثقافي أكثر من 600 زائرًا، من بينهم رواد الأعمال، المبدعين، والفنانين وأصحاب المشاريع في قطاع الفنون البصرية، الذين التقى بهم الصندوق ليعرّفهم بالتمويل الثقافي، والحلول التطويرية؛ ليفتح الأبواب لهم نحو بدء وتوسيع نطاق مشاريعهم، ومضاعفة إبداعاتهم.
تعاونات فنية نوعية لدعم المواهب المحلية
تميز جناح الصندوق الثقافي بتعاونات فنية مع أكثر من 15 فنانًا ومبدعًا سعوديًا، تمثلت في عرض أعمالهم الفنية المتنوعة التي تجسد جوانب من التراث السعودي الغني.
شملت هذه الأعمال تصوير العرضة النجدية بأسلوب انطباعي مفعم بالحركة والحيوية، حيث استخدم الفنان عبدالله الرشيد ضربات فرشاة متداخلة وألوانًا مبهجة. كما تم عرض نقوش القط العسيري التي قدمتها الفنانة أشواق العتيبي، بالإضافة إلى أعمال معاصرة تستخدم تقنيات حديثة، مثل الذكاء الاصطناعي، حيث تبرز رمزيات ودلالات الإبل في الثقافة السعودية والعلاقة العميقة بينها وبين إنسان شبه الجزيرة العربية في فن غادة المهنا، وتهدف هذه التعاونات إلى دعم المواهب الوطنية وإبراز إبداعاتهم الفنية الفريدة، وذلك ضمن مساعي الصندوق لتوفير الفرص للفنانين السعوديين لعرض أعمالهم والوصول إلى جمهور أوسع.
قصص إبداعية بالتعاون مع صنّاع الثقافة
استمرارًا لهذا النهج الداعم للمواهب الوطنية، بادر الصندوق بتقديم هدايا تذكارية فريدة لزوّار الجناح بطابع ثقافي سعودي، صُممت بالتعاون مع فنانين سعوديين بارزين، هما لولوة الحمود وفيصل الخريجي. وتُعد لولوة الحمود من الفنانات السعوديات الرائدات اللاتي حظين بتقدير دولي لأعمالهن المستوحاة من الخط العربي والهندسة الإسلامية، بينما يتمتع الفنان فيصل الخريجي بأسلوب فني متميز يسلّط من خلاله الضوء على الثقافة المحلية، ويقدمها بقالب معاصر يعكس روح المشهد الثقافي في المملكة، ويُضفي هذا التعاون قيمة استثنائية على الهدايا التذكارية، ويساهم في تعزيز مكانة الفن السعودي على الساحة العالمية.
ورشة عمل "التمويل الثقافي لقطاع الفنون البصرية" منصة للتمكين والدعم
في إطار جهوده المستمرة لتمكين قطاع الفنون البصرية، نظم الصندوق الثقافي ورشة عمل بعنوان "التمويل الثقافي لقطاع الفنون البصرية"، بحضور مجموعة من رواد الأعمال والمهتمين. سلّطت الورشة الضوء على الفرص التمويلية المتاحة للمنشآت الثقافية عبر مختلف مراحل سلسلة القيمة، بما يشمل الإنتاج والتوزيع والتسويق. واستعرض الصندوق خلالها آليات الدعم المالي التي يقدمها لرواد الأعمال وأصحاب المنشآت الثقافية، وذلك ضمن دوره كممكن مالي رئيسي يسهم في تطور واستدامة نمو القطاع الثقافي. كما شهدت الورشة تفاعلًا مثمرًا أسهم في رفع الوعي بالخيارات التمويلية وفرص التطوير المتاحة في هذا القطاع الحيوي.
استشارات متخصصة وتفاعل مثمر مع رواد الأعمال والمجتمع الفني
استمرت مشاركة الصندوق على مدار الأسبوع كاملًا، حيث تحولت مساحة الجناح إلى منصة تفاعلية مع الزوار، قدّم من خلالها معلومات شاملة حول التمويل الثقافي والخدمات التطويرية التي يوفرها لدعم نمو المشاريع الثقافية. وشمل جناح الصندوق تقديم استشارات مجانية متخصصة استفاد منها رواد الأعمال والمهتمين بالفنون في الجوانب المالية والإدارية، في خطوة تعكس جهود الصندوق في تقديم دعم متكامل للمبدعين وأصحاب المشاريع، وتمكينهم من تطوير أعمالهم وتحقيق تطلعاتهم.
دور حيوي وتطلعات مستقبلية
تعكس هذه المشاركة الفاعلة للصندوق الثقافي في النسخة الأولى من أسبوع فن الرياض دوره الحيوي كممكِّن مالي رئيسي للمشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية، وداعم للمشاريع والأنشطة الثقافية. حيث يتجلى هذا الدعم في حلول متنوعة تهدف إلى تمكين رواد الأعمال والمنشآت الثقافية وتعزيز الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، ومن المتوقع أن تتبع هذه المشاركة مشاركات أخرى، في مختلف القطاعات الثقافية الـ16، وحول مدن السعودية وخارجها، كجزءٍ من الدور المحوري الذي يؤديه الصندوق في تنمية القطاع الثقافي واستدامته، وإسهامه في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، ضمن رؤيته في ترسيخ مكانة المملكة وريادتها في مجال الثقافة عالميًا.