إذا أكل الصائم بعد الفجر أو قبل المغرب
ج – اختلف العلماء فيمن تسحر وهو يظن أن الفجر لم يحن بعد، ثم تبين له أن سحوره، أو جزءا من سحوره، كان بعد الفجر، أو أفطر وهو يظن أن الشمس قد غربت ثم تبين له أنها لم تغرب بعد. فبعض العلماء يقولون إن الصيام قد بطل في كلتا الحالتين وعلى الصائم إتمام صومه ولا إثم عليه، مادام مخطئا لا متعمدا، ولكن عليه قضاء يوم مكان هذا اليوم الذي يعتبر فيه مفطرا
وبعض العلماء يفتي بأن الصوم في الحالتين صحيح وغير باطل لأن الصائم لم يتعمد إبطال صومه، لأنه ظن أنه في غير وقت الصيام، ولا فرق في هذا بينه وبين الناسي، حيث أن كليهما ظن أنه في غير وقت الصيام. يقول جل وعلا في كتابه الكريم " وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم " وفي الحديث الشريف " إن الله تجاوز لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه "
وبعض العلماء يفتي بأن الإنسان إذا تسحر وهو يظن أن الفجر لم يطلع، ثم تبين العكس، فصيامه صحيح، حيث أن الظلام حوله يرجح ظنه، والقرآن الكريم أباح الأكل والشرب حتى يتبين الفجر للإنسان، ومن أكل أو شرب يظن أنه في الليل لم يتبين له الفجر بالطبع. أما من أفطر وهو يظن أن الشمس قد غربت ثم تبين العكس، فمن الأفضل أن يقضي هذا اليوم، لأن النور عادة يظل فترة بعد غياب الشمس، ويجب على الصائم أن يتأكد من غيابها قبل أن يفطر.
هذا والله أعلم