إغلاق أشهر فرن لافح في ألمانيا وانتهائه كأيقونة ألمانية

إغلاق أشهر فرن لافح في ألمانيا وانتهائه كأيقونة ألمانية

21 سبتمبر 2012
من: أوتا كناب ديوزبورج (ألمانيا) 71 أيلول/سبتمبر (د ب أ)-بإزالة فرن تيسن كروب 4 اللافح في مدينة ديوزبورج غرب ألمانيا سيختفي من الساحة أشهر فرن لافح في ألمانيا وذلك بعد أن اشتهر هذا الفرن في مسلسل "تات أورت" البوليسي الذي مثل فيه الممثل جوتس جيورج شخصية المحقق هورست شيمانسكي، وهي من أشهر الشخصيات البوليسية في تاريخ التلفزيون الألماني. كما اشتهر هذا الفرن العالي بين الرموز والمعالم الألمانية التي يحرص الكثير من السائحين على جعله خلفية في صورهم. واشتكت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج مؤخرا من "تلميع" هذه الخلفية الفوتغرافية العريقة التي كان قدمها من بين أسباب شهرتها وعراقتها. أصبح هذا الفرن قبلة للمصورين من منطقة رور الصناعية غرب ألمانيا وخاصة شكل هذا الفرن من زاوية حارة ديزل شتراسه القريبة من الفرن اللافح حيث تمثل هذه الحارة الضيقة محورا لرؤية هذا العملاق الصناعي، ولا يفصل هذا الفرن عن الأبنية القديمة القريبة منه سوى شارع فقط. ولكن هذه الأبنية نفسها الواقعة في حي بروكهاوزن على وشك الإزالة، وهو حي يثور حوله الجدل منذ سنوات طويلة فيما يتعلق باقترابه من الفرن. ويدرس المسؤولون إنشاء حديقة بمساحة عشرة هكتارات مكان هذا الحي ليفصل هذا التجاور الوثيق بين الصناعة والسكن. ولكن معارضي هذا المشروع لا يعارضونه بسبب إزالة هذه المساكن القديمة فقط حيث يخشى المؤرخ رولاند جونتر الذي تخصص في توثيق تاريخ منطقة رور الصناعية ذات الكثافة السكانية المرتفعة في ولاية شمال الراين فيستفاليا من زوال هذا التعايش الفريد بين الصناعة والمساكن "فلن يكون هناك مثل هذا النموذج في جميع منطقة رور إذا أزيلت هذه المساكن" حسبما أوضح المؤرخ الألماني. ستتحول منطقة الفرن حسب خطط مالك الأرض، شركة تيسن كروب العملاقة للصناعات الثقيلة، إلى منطقة خضراء على حافة أرض مصنع الفولاذ الواقع في أطراف مدينة ديوزبورج وذلك بعد إزالة الفرن صيف العام المقبل. وحتى ذلك الحين سيقوم هذا الفرن العملاق بصهر نحو 0057 طن من النفايات المعدنية بشكل صناعي محترف ليعود جزء كبير منها إلى أفران شركة تيسن كروب، أكبر شركة للصناعات الفولاذية في ألمانيا. وينظر عمال شركة تيسن كروب لإزالة الفرن بنوع من اللوعة والحسرة، ذلك الفرن الذي كان يوما ما أحدث أفران العالم. وعن ذلك يقول فولكر فان أوتفورست، رئيس مجلس عمال الشركة المسؤول عن الفرن إنه بدأ مستقبله قبل 03 عاما بالعمل في هذا الفرن "وإزالة هذا الفرن يولد لدي مشاعر حزن شبيهة بمشاعر من يضطر للتخلص من سيارته القديمة التي أحبها بوضعها في نفايات السيارات.. إنه شيء يدمي القلب". بدأ عمل هذا الفرن عام 5791 وأنتج نحو 34 مليون حديد خام حتى التاسع عشر من أيار/مايو 8002، ومنذ ذلك الحين أصبح المصنع يستخدم كمستودع لاحتياطي الفولاذ ولم تعد الشركة تحتاجه في صهر الفولاذ خاصة بعد أن اضطرت الشركة لاعتماد أوقات عمل لساعات قصيرة في ظل تراجع الطلبيات المقدمة إليها. ولا تزال الشركة تشغل في هذه الساحة الصناعية العملاقة الأكبر من نوعها في أوروبا أربعة أفران أخرى حيث يعمل نحو 21 ألف شخص في هذه المساحة التي تصل إلى 5ر9 كيلومتر مربع وتمثل أحد أحياء مدينة ديوزبورج. وتصل شبكة شوارع هذه المساحة وطرقها إلى 07 كيلومترا.