ما عمر طموحاتك؟

في كل يوم نكبر فيه، تكبر معه طموحاتنا. من الصغر عند سؤالنا ماذا سنعمل عندما نكبر، إلى المراهقة والشباب والنضوج، تزداد الأحلام ومعها الطموحات وتكبر فينا وفي عقولنا.
 
وكم من طموحات إنتهت بعد فترة من الزمن، بسرعة كما بدأت، وكم من أخرى عاشت فينا لأوقات طويلة وأصبحت جزءاً منا وإن كانت لم تتحقق بعد. وأجملها هي الطموحات التي نجحنا في تحقيقها وتحويلها حقيقةً نسعد ونفخر بها.
 
فما هو عمر طموحاتنا؟ وهل هناك فعلاً عمرٌ محددٌ لهذه الطموحات، أم أنها لا تنتهي إلا بنهاية الحياة؟
 
لا شك أن معظم الإجابات ستكون أن لا عمر محدد للطموح، وأن الرغبة دائمة في تحقيق أحلام وطموحات كثيرة في الحياة هي الدافع لنا للتقدم والنجاح. وقد يكون هناك بعض المشكَكين في هذه الإجابات، معتبرين أن الطموح يتكسر عند صخرة الواقع الأليم في كثير من الأحيان. لكن لن يتفق الجميع على فكرة واحدة، فالطموح مسألة فردية، تتعلق بشخصية الإنسان وبيئته ونشأته وظروفه، وبالتالي لا يمكن الحكم على جميع الناس بنفس المعايير.
 
قد تكون هناك امرأة ضحت بطموحاتها من أجل الأسرة والأولاد، وقد يكون تكوين الأسرة هو أقصى طموحات البعض الآخر. قد تكون هناك نسبةٌ من النساء يجزمن بأن النجاح في العمل هو الطريق للسعادة، وقد يكون هناك رأيٌ مغاير يعتبر أن سعادة المرأة في اهتمامها بأسرتها وبيتها. 
 
فمن أنت من هاتين؟ وهل تحددين معايير وأعمار خاصة لطموحاتك؟ وهل فعلاً تكسرت بعض هذه الطموحات على صخرة الواقع؟ 
 
من المؤكد أن كثيراً من طموحات الطفولة والمراهقة لم تتحقق في عمر الشباب والنضوج، وقد يكون حلَ محلها طموحات أخرى أكثر واقعية وملاءمة للواقع الذي نعيشه. ومن البديهي القول أن نجاح أي من طموحاتنا مرتبطٌ بالدرجة الأولى بقدرتنا على تحقيقه، ثم بتوافر الظروف والمُناخات المناسبة. 
 
إن الطموحات لا تتنهي، لكنها تصبح أكثر واقعيةً مع التقدم بالسن واكتساب الخبرات ومعرفة الأفضل والأصح لنا.
 
ولذلك لا يجب أن نتوقف عن الطموح، وعن التفكير بتحقيق أحلام وأفكار ستغني حياتنا وتحقق لنا النجاح والسعادة اللذين نطمح لهما في كل يوم. مهما كانت التحديات والصعاب، ومهما كانت المحبطات من حولنا، إن توقفنا عن الحلم والطموح يعني توقفنا عن الحياة.
 
لن نحدد عمراً لطموحاتنا، بل ستكون هي العمر الذي نعيشه في حلمها والسعي إليها وتحقيقها بأفضل صورها.