إدارة الوقت بذكاء ومن دون أخطاء
جمانة الصباغ
قيل سابقاً: الوقت كالسيف إن لم تقطعه، قطعك. وغيرها من الأقوال والأمثال والحكم التي جعلت من الوقت وإدارته والإستفادة منه محوراً لها، فكم منا يتقن فن إدارة الوقت وكم منا نجح في تحقيق ما يصبو إليه عبر تنظيم وقته بالشكل الصحيح؟
العصر الحالي بسرعته الفائقة وتحدياته التي لا تنتهي، يبدو أنه المتآمر الأول علينا لدفعنا إلى إنجاز أكبر عدد من الأعمال والمهام بدون كلل أو راحة، وبأقل وقت مطلوب. وهو ما يجعل الكثيرين يقعون في براثن اليأس والإحباط والتعب والإنهاك خصوصاً إذا لم يتم تحقيق كل هذه المهام. فهل نترك الزمن الحالي ليحبطنا ويُشعرنا بعجزنا أم نتكفل بإدارة الوقت وننجح بقطع الوقت بأشياء مفيدة بدلاً من أن يقطعَنا الوقت والفشل؟
إدارة الوقت فنٌ لا يتقنه الكثيرون منا، مهما حاولنا من وسائل لا تبدو ذات منفعة في نهاية الأمر. لماذا؟ لأننا لا ندرك الأخطاء الجسيمة التي نقع فيها عند إدارة الوقت، فنبقى عالقين في دوامة انقضاء الوقت قبل انقضاء الأعمال، أو مرور الوقت من دون أي إنجاز يُذكر.
نقدم لكم اليوم الأخطاء الخمسة التي نقع فيها دوماً عند إدارة الوقت، حسبما عرض لها الدكتور دونالد ويتمور، وهو متحدثٌ ومحاضرٌ محترف في مواضيع الإنجاز الشخصي وإدارة الوقت، ومدير معهد الإنتاجية الشخصية والخبير في إدارة الوقت.
1.بدء اليوم بدون خطة فعلية: إذا لم يكن لديك خطةٌ فعلية قد وضعتها من بداية اليوم، فانظر ماذا يحدث لك، سوف تكون أفعالك كلها ردات أفعال لأحداث تحدث في يومك، وسوف تستجيب دائماً للصوت الأعلى من حولك، وتمضي يومك في حالة دفاع تستجيب فيها للآخرين ومطالبك الأخرى. إن إدارة الوقت ليست هي فعل الأشياء الخطأ بسرعة، لأن ذلك معناه أننا نمضي بشكل سريع إلى حيث لايوجد شيء! إن إدارة الوقت الحقيقية تعني أن نفعل الأشياء الصحيحة في الوقت المناسب.
2.الخروج عن التوازن في حياتك: إن حياتنا تتكون من سبع مناطق حيوية، الحالة الصحية والحالة العائلية والأمور المالية والحالة الفكرية والحالة الإجتماعية والحالة المهنية وأخيراً الحالة الروحية. سوف يكون من الصعب علينا أن نخصص وقتاً لكل منطقة يومياً، ولكن على المدى البعيد علينا أن نخصص كميةً كافيةً ونوعيةً من الوقت لكل منها وذلك لإعادة التوازن لكل منها، وإذا صدف وتجاهلنا واحداً أو إثنين من هذه المناطق، فسوف ندمر نجاحاتنا. تخيل إذا كانت أمورك المالية ليست على ما يرام ماذا يحدث؟! بالتأكيد سوف تتأثر حياتك العائلية والمهنية أليس كذلك؟!
3. العمل في مكتب فوضوي أو في مكان غير مرتب: أثبتت الدراسات العلمية أن الشخص الذي يعمل على طاولة غير مرتبة، يصرف في المعدل حوالي ساعة ونصف من وقته في محاولة العثور على الأشياء، وبالتالي يتشتت نشاطه وتركيزه في العمل. وهذا ليس كل شيء، فالمسألة تتعدى ذلك إلى انسياب الوقت من بين يديك كما ينساب الماء،دقيقةً وراء دقيقة وساعةً خلف ساعة حتى ينتهي الدوام أو ينتهي العمر.
4.عدم أخذ قسط مناسب من النوم: أثبتت الدراسات العلمية أيضاً أن 75% من الناس يشتكون بشكل منتظم من التعب والإرهاق والعمل المنهك، لأن معظمهم ينامون بشكل غير منتظم وغير كاف. فيكون يومهم التالي مليئاً بالتوتر حتى أنهم يفقدون السيطرة في العمل بسبب عملهم بشكل مجهد وليس بذكاء، (work hard not smart) وبالتالي لايحصلون على نوم كاف ونوعي (نوم صحي).
5.عدم أخذ استراحة غداء: إن الكثيرين من الناس يعملون بشكل متواصل متأملين من ذلك أنه سوف يمنحهم المزيد من الوقت للإنتاج، في حين أثبتت الدراسات العلمية أن هذا العمل المتواصل سيعطي نتائج عكسية وإنتاجية سلبية. بل إنه بعد ساعات من العمل المتواصل تبدأ أحاسيسنا بالتبلد، وقد يعترينا إحساس بالملل والإحباط. لذا فإن أخذ إستراحة غداء حتى ولو كانت قصيرة ولمدة 15 دقيقة، فإن ذلك يمنحنا الفرصة لشحن بطاريتنا وإعادة شحن الطاقة لدينا، لمعاودة التعامل بكفاءة أكبر مع تحديات العمل في ما بعد الظهيرة.
العبرة إذن في فن إدارة الوقت وتجنب الأخطاء الشائعة التي تجعلنا نخسر أوقاتاً مثاليةً للعمل والإنجاز وتحقيق ما نصبو إليه.