الحياةُ تحبَ الأقوياء
هي: جمانة الصباغ
ليست قوة الجسد فقط، ولا قوة العضلات كهرقليس، بل هي قوةٌ نابعةٌ من الذات.
هي قوة التحمل والصبر على المآسي مهما كثرت، فالحياة لن تتوقف عن تسديد الصفعات لنا.
هي قوة الإيمان في زمن بات الشك فيه مسيطراً ومهيمناً.
هي قوة المحبة في زمن باتت فيه النفوس الملئية بالضغينة والكره والحسد أكبر من أن تُحصى.
هي قوة العزيمة، التي تنهض بعد كل كبوة وتتابع المسير رغم الجراح.
هي قوة الإرادة، التي لا تزعزعها أي شكوك أو شجون أو مصاعب قد تحاول النيل منها.
هي قوة القدرة على الإبتسام رغم الحزن، وقوة العطاء رغم شحَ الموارد، وقوة المساندة رغم جبال الهموم التي تثقل بها الأكتاف.
هي قوةُ أن نقول "لا" عندما يكون هناك حاجةٌ ماسةٌ لقولها، وقوة أن نبقى راسخين ومتمسكين بقيمنا ومبادئنا وأخلاقنا بالرغم من قساوة الظروف وجحود الآخرين.
هي قوة الإستمرار في تحقيق الحلم ولو كان صغيراً، وفي تكريس الذات لحب الخير ولو كان العالم من حولنا كله شريراً.
الحياةُ تحب الأقوياء، ونحن نحب الحياة؛ لذا لا يمكن أن نكون إلا أقوياء ونحن نحياها، على الرغم من كل ما نمرَ به ويعصف بنا. على الرغم من الجراحات والخيبات والطعنات، يبقى هناك دوماً أملٌ ولو ضئيل في جانب إيجابي من الحياة لا بد سنصل إليه يوماً ما.
القوة يعني أن تبقوا كما أنتم وكما عهدكم الآخرون، لا تتلونون ولا تتجملون كرمى لشخص أو لمنصب أو لغاية.
القوة أن تكونوا كما تحبون، لا كما يريدكم الآخرون. ومنتهى القوة أن تقاتلوا للحفاظ على ذواتكم في عواصف التغيير العاتية.
سيبقى في الأفق ضوءٌ يلوح من بعيد، يحمل لأقوياء النفوس والضمائر أملاً بأن الحياة ليست كلها متاعب كما نتصور.