أحبي نفسك أولاً
جمانة الصباغ
ليست دعوةً للغرور والثقة المفرطة بالنفس، وليست تصريحاً لعداوة الآخرين وتفضيل الذات عليهم.
هي ببساطة دعوةٌ لمعرفة ذاتك من خلال حبَها، فكثيرٌ منا لا يعرف نفسه كفايةً ويضيع في قراراته وأموره اليومية والشخصية متخبطاً فيها باستمرار. حب النفس هو المفتاح لحب الحياة وحب الناس وحب كل شيء من حولنا، وعندها تبدأ الأمور بالتحسنَ.
إن أنكرت نفسك وحتى كرهتها، فإنك ستكرهين كل شيء من حولك، وستبدأين بتدمير كل الأشياء الجميلة بما فيها نفسك. في حين أنك إن أحببت نفسك، ستحافظين عليها وتهتمي بها وتقدَريها، وسينسحب هذا الشيء على ما يحيط بك من أشخاص وقرارات حياتية. أحبَي نفسك لتحبي ما يحيط بك.
كذلك إن أحببت نفسك، فإنك ستحبين ما بها من عيوب قبل حسنات، وستصلين لمرحلة قناعة واقتناع بجسمك وعقلك وتجاربك كافةً. حب الذات يجعلنا أكثر تقبلاً وانفتاحاً على أنفسنا، في حين أن كرهها يحيلنا لأشخاص إنطوائيين ومتشائمين ورافضين.
أحبَي نفسك لتدركي ما معنى أن يحبك الغير وأن يحترمك ويقدَرك، فالمحبة لا تُصنع من تمنَي ولا من استجداء. إنها خلاصة الإحتكاك الإنساني مع الذات ومع الآخرين، للوصول إلى مرحلة شديدة الحبَ والتقدير.
أحبَي نفسك وأحبَي مقدراتك وإنجازاتك وهواياتك، فهي ستكون الدافع لك لتحقيق المزيد وعدم الإستسلام عند أول منعطف وعائق. أن تحبَي نفسك يعني أن تسعي بكل جهدك لتنميتها وتطويرها والإرتقاء بها نحو آفاق أفضل وأرحب.
أحبَي نفسك لتسعدي بها، فالسعادة تتحقق من الرضا بالذات وحبَها والتأقلم معها في كل الظروف. وسعادتك بالتأكيد ستنعكس على الآخرين غبطةً وحبور، لأن السعادة معدَية وتترك آثارها بكل تأكيد.
أحبَي نفسك لتتمكني من حبَ زوجك وأولادك وحبَ أهلك وأصدقائك، أحبَي نفسك لأنها ستكون عونك وقت الشدة وملاذك وقت الخوف وواحتك وقت الحزن. أحبَي نفسك لأنها نفسك أولاً، موجودةٌ داخلك ولا يمكنك نكرانها، أحبَيها واعملي على تحسينها لأنها قوتك وقت يذهب الجميع وتبقين وحدك معها.
حبَ الذات هو الوصول للمصالحة الحقيقية، هو الصفاء والهدوء الذي ينعكس على تصرفاتنا وأفعالنا وأقوالنا، فلا تترددي في قول أنك تحبين نفسك وأنك تفعلين ذلك بصدق وإخلاص.