الدرس الذي يغيَر حياةً بأكملها
من منا لم يمرَ به؟ إنه الدرس الأقسى الذي يعصف بحياتنا فيغيَرها للأبد؟
درسٌ في الحياة يغيَر الحياة بأكملها، يجعلنا نقف أمام أنفسنا في لحظة تأمل ومصارحة وانكشاف كامل. درسٌ يكون قاسياً جداً لحد الألم، ولو لم يكن كذلك، فإنه لن يستطيع تغيير أي شيء. درسٌ قد يغيَر حياةً كاملة، وقد نحتاج حياةً كاملةً لنتعلَم درسياً قيَماً واحداً.
لقد مررتُ بتجارب صعبة وكثيرة في حياتي، وفي بعض المرات لم تكن الحياة تتحداني بل كنتُ أتحداها. لا لشيء إلا لأنني كنتُ أحب التحدي، وما زلت، أسعى للتعلَم واكتساب أشياء جديدة وإثبات قدراتي، لكنني كنتُ أمرَ بتجارب شاقة أتعلم من بعضها وأتجنب بعضها الآخر.
إلى أن جاء اليوم الذي تعلمتُ فيه درساً كبيراً في الحياة، درساً أجبرني على التوقف هنيهةً مع نفسي والتأمل فيما أفعله؛ درساً قاسياً لكنه نافعٌ جداً أحدث تغييراً كبيراً في حياتي، لأنه فتح عيناي على حقائق كثيرة، ومنها حقيقة نفسي وما أريد وما أستطيع وما أحب.
درسٌ قال لي: إنسي كل ما مررت به في السابق، وكل ما أنجزته في السابق، وكل ما وصلت إليه في السابق؛ اليوم تتعلمين شيئاً جديداً، سيكون الفاصل في حياتك للأبد. فإما أن تتعلمي منه جدياً وتجدي نفسك مرةً أخرى، أو تبقين تتخبطين فيما أنت فيه.
درسٌ جاء كصفعة قوية على الوجه والروح، أيقظني من سبات نفسي ومن تلكؤء عشتُ فيه لبعض الوقت، أجلَتُ فيه كثيراً من الأمور، وضغطت على نفسي بكثير من الأمور، وقمت بأمور لم أحب القيام بها من قبل. هذا الدرس فعل فعله القوي بي، فحملني من سكون الحياة المملَة التي وضعتُ نفسي فيها، إلى صخب حياة جربتها قديماً وكانت تعجَ بالحياة. يوم كنتُ لا أنظر للخلف ولا أفكر برأي الآخرين بي ولا أؤجل أمراً للغد بداعي التعب، يوم كانت الحياة تفتح أمامي أفاقاً جديدة في كل يوم أتقدم فيه خطوةً واحدةً للأمام. لأن الحياة تعطينا المزيد كلما قطعنا شوطاً فيها، ولا تبخل علينا بشيء.
نأخذ من الحياة ما نحب وما نريد وما نستحق، لأننا نسعى ذلك ولا نقف متفرجين حالمين وراغبين في الكثير دون السعي لذلك.
جاء الدرسُ متأخراً بعض الشيء، لكنه لم يكن متأخراً أبداً. وأنت عزيزتي، ما الدرس الذي غيَر حياتك للأبد؟