سعودية "كفيفة" تمثّل بلادها عالمياً بمنحوتات لم ترها
هي – شروق هشام
لا تقف "الإعاقة" حاجزاً أمام تحقيق الفرد للإنجازات المبهرة والمتميزة، وهذا ما برهنته طالبة سعودية "كفيفة البصر" مثلت بلادها عالمياً وأبهرت البريطانيين في فن "النحت" من خلال منحوتات لم ترها بعينيها!
الطالبة السعودية زهرة الضامن وصلت إلى المستوى الخامس في كلية الإعلام بجامعة الملك سعود بالرياض، ولم يكن فقدانها للبصر عائقاً أمام تحقيق طموحاتها بل دافعاً لإكمال دراستها الجامعية، وأيضاً ممارسة هوايتها المحببة منذ طفولتها "فن النحت". وتمكنت في ضوء إصرارها على تنمية موهبتها في بناء المجسمات بالطين المشاركة في الكثير من المعارض الفنية على مستوى مدرستها وعلى مستوى جامعتها، حتى حانت الفرصة لأن تمثل المملكة في التظاهرة العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة عبر تقديمها للوحات فنية نالت استحسان الجميع عالمياً، على الرغم من أنها لا ترى ما تصنعه اناملها، حيث تصف الفن بأنه أفضل طريقة لتعزيز تقبل الآخر والتعبير عن التنوع الثقافي وتشجيع الابداع الفردي والجماعي.
استطاعت الطالبة الضامن من ذوي الاحتياجات الخاصة تمثيل المملكة بأعمالها المنحوتة ضمن مشروع "النور.. الرؤية الهشة"، وهو مشروع تعاون متعدد الثقافات بين المملكة المتحدة والمؤسسات الفنية المنفتحة على ثقافة وتنوع ذوي الإعاقة، والذي يتضمن معارض فنية، إنتاج رسوم متحركة والأفلام الرقمية بالإضافة إلى برنامج إقامة مكثف للفنانين تحت شعارات متعلقة بحساسية ومرونة الفنانين ذوي الإعاقات.
يشرف على المشروع المجلس الثقافي البريطاني مع الخبيرة البريطانية المعروفة ريتشل جادسدن المتمرسة في مجال تدريب الفنانين ذوي الإعاقة، والتي تعاني الإعاقة الصحية وضعف في البصر، بالتعاون مع فنانين من المملكة المتحدة والشرق الأوسط لتعزيز النظرة الاجتماعية إيجابيا نحو الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة والسياسات والأساطير المحيطة بالإعاقة.
أبهرت الطالبة "كفيفة البصر" البريطانيين في فن النحت، ما حدا بالمجلس الثقافي البريطاني أن يقدم لها برنامجا تدريبيا خاصا في كيفية الرسم ثلاثي الأبعاد للمكفوفين والتحدث بلغة الإشارة باللغة الانجليزية وتعلم إشارات غير واردة في القاموس السعودي والعربي للمكفوفين.