الفرح الحزين والد العروس ودموع غالية

ليلة بكى فيها والد العروس

ريهام كامل
6 سبتمبر 2015
مرت السنين سريعا كالبرق، وصارت الفتاة الصغيرة، شابة جميلة مفعمة بالأنوثة، وهي الآن على أعتاب حياة جديدة في كنف ورعاية رجل آخر، وعلى الرغم من فرحة الجميع بذلك، وبقدوم ليلة عرسها، إلا أن هناك نظرات عميقة من الأب لإبنته تارة تصاحبها إبتسامة رقيقة من القلب، وتارة أخرى ترافقها دموع غالية لم يتستطع الأب منعها.
 
حانت لحظة الفراق 
إنها ليلة زفاف ابنته الغالية، فقد حانت اللحظة الحاسمة، وتهيأ الأب لتسليمها للرجل الذي ستكمل معه حياتها، تاركة بيت أبيها بكل ما فيه من ذكريات حلوة وجميلة، راحلة بها من عالم أبيها إلى عالم رجل آخر.. فماذا عن الأب في هذه اللحظة؟
 
مشاعر متناقضة 
تنتاب الأب في هذه اللحظات مجموعة متناقضة من المشاعر والأحاسيس، فبقدر سعادته في هذه الليلة بقدر حزنه على مفارقة ابنته الغالية، فقلبه متعلق بها يريدها وردة جميلة تزين عمره وبيته، ويعم عبيرها أرجاء البيت، وعقله يتمنى لها السعادة، والستر، وبداية حياة جديدة وتكوين أسرة وإنجاب الأطفال، وشتان بين ما يكنه القلب وما يطلبه منه العقل، فهو العاشق الأول لإبنته، أول من لمسها، وأحبها، وهو أول من ابتسمت له، وداعبها، فيا لها من لحظات فارقة في حياة الأب، ويا لها من مشاعر متناقضة جمعت بين الضحك والبكاء، الحزن والفرح.
 
دموع والد العروس: غيرة أم حب؟
قد تكون غيرة إلا أن أساسها حب قوي وعاطفة نبيلة هي عاطفة الأبوة، فلا يمكن أن نفصل بين مشاعر الحب والغيرة، فالأب قد يشعر بالغيرة على طفلته الصغيرة التي كبرت وترعرعت على يديه، ليأتي رجل آخر غريب عنها ليظفر بها في النهاية، نعم فالأب ينظر له بهذه الطريقة، مهما كان محبا له ومقدرا لشخصه، فهو الغريم الذي قدر للأب أن يسلمه ابنته بيديه، فالغيرة ناتجة عن شدة حب الأب لإبنته، وشدة تعلقه بها، ولخوفه عليها أيضا، فقد يفكر الأب في أمور كثيرة، وتنهال عليه الأسئلة، فقد يسأل نفسه هل سيرعى هذا الرجل ابنتي؟ هل سيحسن معاشرتها؟ هل حقا يستحقها؟
 
شريط الذكريات
ويمر شريط الذكريات سريعا أمام الأب في ليلة زفاف إبنته ليسترجع حياته معها، وبأدق تفاصيلها منذ أن بشر بولادتها، ومرورا بأول مرة نطقت فيها بكلمة بابا، وبسنوات الإحتفال بيوم ميلادها عام تلو الآخر، ليجد نفسه محاصر بذكرياته معها فيرق قلبه، وتتداخل عليه المشاعر. وعلى الرغم من محاولته وقف شريط الذكريات إلا أنه يمر نصب عيناه دونما إستئذان ليجد نفسه محصورا بالبكاء، تتساقط الدموع على خده رغما عنه.. وكيف لا وهي ليلة بكاء والد العروس.