مشاعر أخرى للعروس في ليلة زفافها لم ينتبه إليها أحد

 

حانت اللحظة ولم يبق على ليلة الزفاف إلا ساعات قليلة، وبدأت العروس تشعر بمشاعر أخرى تملكتها بعد الإعداد والترتيب لهذه اللحظة فما هي تلك المشاعر؟

 

لن يشعر بما أقوله إلا من خاض هذه التجربة، فالعروس الفاتنة الآن في لحظة تفكير عميق إسترجعت فيها الماضي بذكرياته الحلوة الغالية التي زينت كل مرحلة من مراحل عمرها، فحضر وأصبح نصب عيناها، لتعود بعدها إلى الحاضر مخاطبة نفسها "اليوم أنا عروس وهذه ليلة زفافي فكم مر الوقت سريعا؟"، متمنية أن يكون شريكها عند حسن ظنها به، وبهذه الأمنية الغالية تطير إلى دروب المستقبل لتتخيل حياتها معه آملة في أن تكون حياتها الجديدة مليئة بالحب والسعادة والهناء.

 

فنجد العروس تتحسس وبشدة لأي رأي أو فعل، كما نجدها تتعامل مع الأمور بطريقة شخصية، وقد يلاحظ عليها من طريقة تفكيرها كما لو أن عقلها قد تبدل بعقل شابة في عمر أقل من عمرها، وقد تندفع بالبكاء من أبسط الأفعال والأقوال، فإذا رأيتموها هكذا فلا داعي للقلق فهذا ما قد يحدث لكل عروس قبلها.

 

فقد استنفذت العروس كل قواها تقريبا في الإعداد لهذا اليوم، وقد لا تستطيع غلق عيناها، فالنوم قد عز عليها مع حلول هذه الليلة أهم وأكبر ليلة في حياتها وكيف لا وقد طال إنتظارها لها، فالإرهاق أمر طبيعي ووارد حدوثه في مثل هذه الأجواء، ولكن لن تبقى العروس هكذا فسرعان ما سيزول عنها عندما تحين لحظة الزفاف، وستتغير حالتها فورا بفضل هرمون الأدرينالين الهرمون الذي سيسهل مهمة ضخ الدم إلى الشرايين لتقف وتستعيد قواها وتواجه الموقف الجديد والحادث البهيج لتكون على قدر كبير من المسؤولية والوفاق.

 

وهو أمر طبيعي، فبعد أن تعرضت العروس لضغط إنفعالي كبير، نجدها تمتنع عن الطعام، ورغم محاولات الجميع بإقناعها بأن تأكل شيئا حتى لا تتعرض لحالات دوخة أو إغماء في هذه اليوم الهام. يمكن علاج الشعور بالغثيان وشكوى العروس منه بكوب من الزنجبيل لتتغلب على آلام معدتها التي حدثت نتيجة للعصبية الزائدة.

 

فكم تتمنى العروس أن تفعل كل شيء في هذه الليلة ترقص، وتحيي الحضور وتبادلهم إبتساماتهم لها، متنقلة بين المدعويين والأهل فتارة نجدها وسط أصدقائها، وتارة أخرى مع أقاربها، فالضوء مسلط عليها فما إن تدخل في نقاش مع أحد، إلا وتجد خلفها من يرغب في تحيتها وتهنئتها قاطعا حديثها معه وهكذا فهي ليلة حافلة بمزيد من الإثارة والتحديات.