المصمم نجا سعادة لـ"هي": لكلّ فستان حكاية... وقلبي مع الأسود والأحمر
كلّ الدروب تؤدّي إلى القلب بالنسبة إلى المصمّم اللبناني نجا سعادة. فهذا الطبيب الذي تخصّص في الأشعّة، نقل قدرته على رؤية ما لا يراه الآخرون، ليشعّ في عالم تصميم الأزياء، ويقدّم صوراً "عميقة" تنقل "رؤيته" الإبداعية إلى فساتين الفتيات والنساء.
من عالم الطب إلى عالم تصميم الأزياء، إنتقل المصمم اللبناني نجا سعاده . وبعد 7 سنوات من العمل في مجال الطب قرّر أنّه سيرتاح ، وسينتقل إلى شغفه الأصلي، منذ طفولته، إلى مهنة أخذت بيده الى طريق العالمية.
معه كان هذا الحوار:
كيف دخل نجا سعاده عالم تصميم الأزياء؟
عالم تصميم الأزياء هو شغفي وحبّي منذ طفولتي. منذ عامي الرابع بدأت في وقت فراغي أرسم فساتين، وأحلم كيف سأجسدها عندما أكبر وأجعلها حقيقية. وفعلاً بدأت في خياطة كلّ الأقمشة التي تقع بين يديّ.
شاءت الظروف أن أتّجه إلى عالم الطب وتصوير الأشعة بعد إنهاء دراستي الثانوية، لكن لاحقاً اعتبرت أنّني أدّيت واجبي الطبي، وتعلمت الكثير من هذا الاختصاص، لكن مع الوقت، تأكّدتُ أنّ شغفي الحقيقي هو في عالم تصميم الأزياء الذي كنت أهرب منه دوماً.
فعدت إلى حيث تنتمي روحي، وتخصّصتُ في تصميم الأزياء، وصقلتُ شغفي بدورات تدريبية لدى مصمّمين كبار، وبعدها افتتحتُ مشغلي الخاصّ.
إلى أي مدرسة ينتمي نجا سعاده؟
أنتمي الى المدرسة الكلاسيكية، لكن في الوقت نفسه أنا متأثّر بالمودرن وأحبّ الستايلش.
أحبّ الفستان الذي لا تبطل موضته مع الوقت، وهذا تحبّه أيّ عروس وترك نفسها فيه على مر السنين. ولا أحبّ الفستان أن يكون "صرعة" أو"موديل" تحتاجه لمناسبة محددة وبعدها تقول "تغيّرت شخصيتي وأصبح لا يليق بي" الفستان جوهرة ثمينة يجب أن يكون موجوداً في الخزانة وأن ننظر إليه بحبّ دوماً، وأحب عندما تراه المرأة أن تتمنى ارتداءه، ولو بعد سنوات طويلة.
من أين تستلهم مجموعاتك؟
أستلهم مجموعاتي أولاً من المرأة. فحياتها غنية جدّاً بالنسبة لي، وفيها تحديات كثيرة وجديدة يومياً، سواء في عملها أو عاطفتها أو في قوّة شخصيتها وطاقاتها الكامنة. هذه كلّها أبواب للدخول إلى مفاتيح المرأة وترجمتها في مجموعات كثيرة.
من خلال مشاكلها في عملها ومدى قدرتها على أن تكون امرأة تنسّق بين صفات وأدوار متعددة تلعبها في حياتها، أنتقي أفكاراً تمنحني بحثاً دائماً عن مواضيع جديدة تطال المرأة.
كما أبحث وأتابع دائماً مواضيع جديدة من خلال قراءتي التي تخصّ عالم المرأة، سواء في الحاضر أم في المستقبل.
أتناول مواضيع أستلهم من خلالها فكرة جديدة ومتجددة لمجموعاتي.
ما هي أقرب التصاميم إلى قلبك؟
التصميم الأقرب إلى قلبي في المرتبة الأولى هو فستان الزفاف. فهو أقرب الى قلب العروس أيضاً. يستلزم دراسة لشخصيتها وانتباه إلى أدقّ التفاصيل في ثيمات الزفاف. هنا يكون العمل ضرورياً للخروج بالتصميم الملائم الذي يُشبه شخصيتها وجسمها.
أحبّ ايضاً الفستان الأسود هو دائما موجود ضمن مجموعاتي، فله طابع خاص ورائج على مدى السنوات.
ما هي التصاميم التي لا تستغني عنها ضمن مجموعاتك؟
من الألوان التي لا تخلو منها مجموعاتي: اللون الأسود، بالإضافة إلى الفستان الأحمر بتدرجاته المناسبه لكل فصل.
أما بالنسبة للموديلات، فأحبّ الجمبسوت. دائماً تجدونه في مجموعاتي. فنحن قادرين على تحويله ليتلاءم مع مختلف الأجواء والمناسبات، سواء الملابس الجاهزة أو الهوت كوتور أو التصاميم الخاصّة بالعروس. بالإضافة إلى الفستان الطويل بقصة مستقيمة ذات فتحة خلفية، لأنّه يليق بمختلف الأجسام،
الممتلئ منها أو النحيف.
ما هي الصيحات الرائجة لعروس صيف ٢٠٢٢؟
مثل كل صيف نرى جميع الصيحات رائجة. لا نستطيع القول إنّ لون الأوف وايت وحده الرائج، لكنّه موجود بقوّة هذا الموسم، ويتناسب مع بشرات معينة. فبعض العرائس مثلاً لا يُفضلن اللون الأبيض.وهناك قَصّة الحورية والـ A cut وقصة الأميرات.
لكن هنا نُصمّم كل فستان حسب شخصية العروس. وهذا يلعب دوراً مهماً. ونأخذ في الاعتبار شكل جسمها وطوله. فالعروس الصغيرة القامة لا تليق بها قصة
الأميرات. أنصحها بقصة الـA cut والعروس صاحبة المنحنيات أنصحها بقصة الحورية مع ذيل طويل. أما العروس التي ترغب بإرتداء فستان ضخم لحفل زفاف فخم فأنصحها به فقط في حال كان يليق بقوامها. كما وتلعب المناسبة ومكانها دوراً مهماً في اختيار الفستان.
والتطريزات رائجة إنّما على العروس الاختيار، بين فستان من قماش مطرّز، أو تول مطرّز بالخرز والباييت والكريستال والشواروفسكي، فلا نستطيع جمع التطريزات في فستان واحد. علينا أن نأخذ اتجاهاً معيّناً ومحدّداً لنعطي إطلالة ملفتة للفستان.
بماذا تنصح العروس لإطلالة ملفتة خلال حفل الزفاف؟
أنصح العروس بالوثوق بمصمم الأزياء الذي تعمل معه، فهو يعرف ماذا يليق بها، والإطلالة الملفتة ليست من خلال جمع كل الإطلالات بفستان واحد. نحن نعمل على النقاط الجمالية في جسم كل عروس وعلى شخصيتها لإبرازها.
الفكرة يجب أن تكون واضحة ومحددة، للعمل على فستان مريح للعين وملفت ويُشبه العروس مع لمسات تظهرها بطريقة أجمل.
ما هي أبرز الألوان الرائجة هذا الصيف لفساتين السهرة أو الخطوبة؟
الألوان بشكل عام رائجة هذا الصيف، مثل درجات الأخضر من البيستاش الفاتح للأخضر الداكن، والأحمر الفاتح. ومختلف درجات النيود وصولا للون الزهري،
الأزرق الفاتح والأزرق المائل الى الفضي، والفستان الفضي مع تطريزات بألوان عدة. الفستان الأبيض والأوف وايت،واللون البنفسجي الفاتح أيضاً رائج بالإضافة
إلى الأصفر.
ما هي الصيحات التي غابت هذا الصيف ولم تعد رائجة؟
غابت هذا العام نقشة النمر، إنما ظلّت رائجة في الملابس الجاهزة والكاجوال. البنطلون الواسع والـOver Size والـ low waist رائج.
رأينا في السنوات الماضية الاكسسوارات المختلطة، لكن هذا العام يبدو الغالب هو الالتزام بفكرة واحدة ناعمة.
أما في صيحات فساتين السهرة فالتطريز كان محدّداً وذا فكرة ورسمة واضحة، أمّا هذا الموسم فالتطريزات اتسمت بفكرة غير واضحة.
وفي ما يخص الياقات، راجت هذا الموسم تلك المفتوحة، الأوف شولدر، التي تنسّق معها مجوهرات بطريقة ملفتة.
هل أنت مؤيد لفكرة فساتين الزفاف الملونة؟
لا أحبّذ أن تكون ملوّنة بالكامل، لأنّها ستكون صيحة مؤقتة وبعدها تندم العروس على اختيارها. أفضل اختيار هو الفستان الأبيض أو الأوف وايت أو النيود المطرز
بالذهبي أو الفضي بطريقة قوية لتغيير لونه، والألوان الأخرى كالأصفر والأزرق والزهري لا أنصح بها.
هل تنصح العروس باستبدال فستان الزفاف التقليدي بالبدلة أو الجمبسوت؟
سبق أن صمّمت بدلة وجمبسوت لبعض العرائس. فمفهوم الزفاف اليوم لم يعد كالسابق. إطاره كان محدّدا أكثر في السابق، أما اليوم فأصبح أكثر out of the box، مثل الحفلات على الشاطئ، حيث يمكن ارتداء جمبسوت مطرزا، أو فستانا أبيض من قماش الشيفون أو الموسلين الحرير أو بدلة جاكيت وبنطلون.
صف تصاميمك في ثلاث كلمات:
تصاميمي "متقنة" من لحظة وضع التصميم إلى حين تسليمه. نعمل على الإتقان أوّلاً بطرح التصميم، وثانياً خلال عملية التنفيذ ووضع اللمسات الأخيرة وأيضا في الملاحقة والتعامل مع كل امرأة كما يلزم.
الكلمة الثانية "أنيقة" أطمح دوماً إلى تصميم فستان أنيق، يُشبه تصاميم نجا سعاده والمرأة التي أجسّدها.
الكلمة الثالثة "لكلّ فستان قصة"تنبع الحكاية من موضوع معيّن وثيم وفكرة، وعندما أرى الفستان الذي ترتديه أرغب بعدها في إخبارها بهذه القصة.