من البدلة العسكرية إلى العباءة  فالكاب... هكذا تطورّت فساتين الزفاف عبر الزمن

لن تصدّقي كيف تطوّرت فساتين الزفاف منذ قرون مضت. هذا الفستان "الحلم" لم يكن يشبه الأحلام دائماً، بل كان يمكن تشبيهه بعباءة عادية في بعض الأحيان؛ ليتحوّل في ما بعد إلى بدلة رسمية  أو ثوب بمثابة حديقة ورود حرفياً. لكن هذا لا ينفي حقيقة تألّق عرائس اعتمدن الفساتين الفكتورية، أو القماش الساتان الذي جعلهن يسرن في بريق ساحر. تابعي القراءة كي تسافري معنا  في رحلة توثيق لافتة، من خلال  جولة على فساتين الزفاف تنطلق من حقبات الزمن الغابر إلى اليوم.  

سنة 1977 وموضة فستان الزفاف
من البدلة العسكرية إلى العباءة فالكاب... هكذا تطورّت فساتين الزفاف عبر الزمن

فساتين بالأبيض في منتصف القرن التاسع عشر

ظهرت فساتين الزفاف البيضاء بشكل حقيقي في منتصف القرن التاسع عشر، توازياً مع قماش الحرير المطرّز والدانتيل والتفاصيل الزهرية. وقد ساد تناقض حول هوية السيدة التي ارتدت الفستان الأبيض للمرة الأولى؛ فتحدثت مصادر عن أنّه_ على عكس المتداول، لم تكن الملكة فيكتوريا أول من ارتدت فستانًا أبيض يوم زفافها، ولم تكن حتى أول سيدة ملكية تعتمده (ماري، ملكة اسكتلندا ارتدت الأبيض في يوم زفافها عام 1558)، لكنها كانت بالتأكيد الأكثر تأثيرًا. فسرعان ما أصبحت فساتين الزفاف البيضاء هي القاعدة، وليس الإستثناء، بعد عرس فيكتوريا.

الملكة فيكتوريا  عام 1840فيكتوريا
الملكة فيكتوريا  عام 1840فيكتوريا

بالمقابل، لفتت مصادر أخرى إلى أنّ أول حالة موثقة لأميرة كانت ترتدي فستان زفاف أبيض في حفل زفاف ملكي هي تلك الخاصة بفيليبا من إنجلترا، حيث ارتدت سترة مع عباءة من الحرير الأبيض يحدّها السنجاب والجزر في عام 1406.

إلاّ أنّ الفضل يعود إلى الملكة فيكتوريا في الترويج لفستان الزفاف الأبيض بعد أن ارتدت ثوبًا حريريًا عاجيًا عام 1840. إذ بعد فترة وجيزة من زواجها، تم نسخ ستايل زفاف الملكة من قبل كبار الخياطين.

1890 فستان زفاف
1890 فستان زفاف

 للفساتين الواسعة 1900 حقبة

مع اقتراب نمط العصر الإدواردي، واجهت فساتين الزفاف فترة انتقالية؛ فجأة، أصبحت المقاسات الفضفاضة والأقمشة الرقيقة مثل الدانتيل رائجة، فيما كانت الرقبة مغطاة بالكامل مع أكمام طويلة في فساتين يملؤها الكشكش.

عام 1900 عام الدانتيل بامتياز
عام 1900 عام الدانتيل بامتياز

1920 حقبة الطرحة

خلال عشرينيات القرن الماضي، شهدت أزياء الزفاف تحوّلاً لافتاً، حيث باشرت النساء باعتماد الطرحة الطويلة وفساتين زفاف بخصر ضيق. في الفترة نفسها، ارتدت العرائس الفستان القصير الذي وصل طوله إلى الركبة.

1920 عام الطرحة
الطرحة 1920 عام

1930 حقبة الساتان والحرير

بدأت العرائس تعتمد أقمشة الساتان  والحرير، وعادة ما كنّ يخترن أنماط فساتين طويلة الأكمام مع ذيل صغير وتصميمات زخرفية بسيطة، مثل التطريز؛ كما تم اعتماد بوكيه العروس خلال هذه السنوات.

1930 عام   فستان الساتان
1930 عام   فستان الساتان

العروس بالبدلة في حقبة 1940

 شهد هذا العام اندلاع الحرب العالمية الثانية، فأتت فساتين العرائس عبارة عن بدلات تشبه البدلات العسكرية، باللون الرمادي. حسناً، هذه البدلة لا تمثل فرحة الزفاف ولا فستانه.

العروس بالبدلة عام 1940
العروس بالبدلة عام 1940

 حقبة الخمسينات للفساتين الأنثوية

سجّلت هذه الحقبة توجها لافتاً في فساتين الأعراس نحو الطابع الرومانسي والأنثوي. في هذه الفترة بدأت فساتين الزفاف تسطّر صفحات جديدة حالمة لليوم الكبير. أبرز من ظهر بفستان أنثوي بقالب عصري هي جاكلين كينيدي التي ارتدت فستاناً مميزاً تمت خياطته بتصميم خاص للأكتاف والخصر وتم تزيينه بالقفازات القصيرة.  هذا، وتوّجت كينيدي طلتها من خلال بوكيه من الزهور الطبيعية.

جاكلين كينيدي في حقبة الخمسينات-
جاكلين كينيدي في حقبة الخمسينات-

الستّينات حقبة الثورة في الموضة

في ذلك الوقت، شهدت فساتين الزفاف ثورة في التصاميم؛ وأصبحت الموضة السائدة عبارة عن فساتين تعبّر عن شخصية العروس التي تحرّرت حينها من قوالب نمطية تحكمها في يوم زفافها. بدأت الموضة  تتطوّر من خلال طرحة التول القصيرة والناعمة، أو القبعة الصغيرة مع الشبك، مع فساتين قصيرة بعيدة عن النمط الأسطوري لفستان الزفاف، الذي تم تصميمه بطول لا يتخطى الركبة بأقمشة الساتان والتول، كما بدأت تنتشر الفساتين الملوّنة كالبيج والوردي الفاتح. 

موضة 1965 لفساتين الزفاف
موضة 1965 لفساتين الزفاف

حقبة السبعينات للفستان البوهيمي

كان النمط البوهيمي أحد السمات المميزة لفساتين الزفاف في السبعينات، بأكمام طويلة تتدلى من أسفل الساعد، في نمط ناعم، أنثوي، كلاسيكي، ورومانسي.

موضة 1970 لفستان الزفاف
موضة 1970 لفستان الزفاف

فستان الطبقات في حقبة الثمانينات

الفستان بطبقات كان موضوع إطلالات الزفاف في الثمانينات، بالأكمام المنتفخة والتنانير الضخمة، مع ياقات عصرية؛ وذلك بفضل حفل زفاف الأميرة ديانا الملكي بقماش الدانتيل المزيّن بالخرز. كما برزت فساتين بأكمام الكاب، والكشكشة من الأورجانزا.

الليدي ديانا عروس استثنائية
الليدي ديانا عروس استثنائية

حقبة التسعينات امتداد للستّينات

من ناحية الموضة، كانت فترة التسعينات فريدة وانتقائية، وكان هناك تجديد  واضح لإتجاهات الستّينات الشعبية، من الصور الظلية ذات الأكمام الجورسية إلى المطبوعات وتفاصيل القوام الرائع. اللافت في هذه الحقبة هو  ظهور بارز للعقد على رقبة العروس من خلال ستايل التشوكر الدانتيل.

حقبة التسعينات امتداد للستّينات
حقبة التسعينات امتداد للستّينات

حقبة الألفين للفساتين المكشوفة

فساتين زفاف رائعة بدأت بالظهور في هذه الفترة، بقماش التافتا والساتان. كما درجت موضة الفساتين دون أكتاف مع اعتماد الحزام على الخصر في كثير من الأحيان؛ الفساتين أتت طويلة وضخمة ولكن بطريقة ناعمة، كما تكاثرت أنماط الفساتين الجريئة والمكشوفة.

بساطة فساتين الزفاف - تصميم ريم عكرا 2005
بساطة فساتين الزفاف - تصميم ريم عكرا 2005

فساتين زفاف 2010 الجريئة

 فساتين زفاف 2010 أتت بتصاميم مزخرفة بأقمشة التافتا والتول والساتان مع طابع فكتوري في بعضها. لكن، هذا لم يمنع ظهور الفساتين القصيرة الناعمة، والطرحات الفانكي. كما بدأنا نلاحظ توجهاً لافتاً نحو الفساتين الملوّنة التي ظهرت على مدرجات أسابيع الموضة حينها.

فستان من شانيل 2012
فستان من شانيل 2012

فساتين زفاف 2020 بنغمات إبداعية

 فساتين زفاف 2020 أصبحت تشبه الأعمال الفنية، من الصور الظلية الكلاسيكية، إلى الجريئة والترندي. وتعدّدت التصاميم من الفساتين المحتشمة إلى فساتين بالظهر العاري، والأكتاف المزيّنة بشرائط التي خلقت تأثيرًا لافتاً.  استحوذت الصيحات البسيطة على فساتين الزفاف لهذه الحقبة، بينما قدمت تجربة أنيقة حقًا كشفت أنامل مبدعة في موضة فساتين الأعراس: من طبعات الورود إلى الكاب الأنيق والزخرفة عند الصدر وتفصيل القوام، كلها عوامل جعلت العروس تبرز بمظهر عصري نخبوي.

عروس   المصمم ايلي صعب حقبة 2020
عروس   المصمم ايلي صعب حقبة 2020