الملكة الأم...وصيفة الشرف الملكية التي ظلت بعيدا عن دائرة الاهتمام

مع بداية عام 1922، بدأت الصحف في المملكة المتحدة في نشر مقالات عديدة عن حفل زفاف الأميرة ماري Princess Mary، وهي الابنة الوحيدة للملك جورج الخامس King George V والملكة ماري Queen Mary، والذي أقيم في فبراير من نفس العام، في ذلك الوقت انشغلت الصحف في البحث ومحاولة كشف الستار عن التفاصيل المتعلقة بحفل الزفاف، حتى لو كان من الصعب الحصول على التفاصيل الفعلية، وفي حين أن تفاصيل مثل فستان زفاف العروس الملكية، والتاج الملكي الذي قررت ارتدائه في زفافها، ووجهة شهر العسل، ظلت قبل الزفاف تفاصيل غير مؤكدة، ومحل الكثير من التكهنات، إلا أن أحد التفاصيل التي تحدثت عنها الصحف وقتها فيما يتلق بالزفاف، بثقة كبيرة لا تدع مجالا للشك، هو عدد وهوية وصيفات الشرف في حفل الزفاف، كانت من بينهن وصيفة شرف ملكية لم يعيرها الكثيرون أي اهتمام، كما لم يكن هناك من يتوقع وقتها أنها ستصبح زوجة ملك بريطانيا التالي ووالدة ملكة بريطانيا المستقبلية.

ليدي إليزابيث باوز ليون الملكة الأم

من نتحدث عنها هي ليدي إليزابيث باوز ليون Lady Elizabeth Bowes-Lyon، التي أصبحت تعرف فيما بعد بالملكة الأم وهي والدة إليزابيث الثانية Queen Elizabeth II ملكة بريطانيا، وقتها لم تكن ليدي إليزابيث أهم أو أشهر الشابات اللاتي وقع عليهن الاختيار ليكن وصيفات شرف الأميرة ماري في حفل زفافها، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز أشارت إليها بإيجاز شديد في مقالها عن حفل الزفاف الملكي القادم في فبراير 1922، وذكرتها في المرتبة السادسة في قائمة وصيفات الشرف في حفل الزفاف الملكي والمكونة من 8 وصيفات شرف ملكيات، واكتفت الصحيفة بالإشارة إليها كـ "الابنة الصغرى لإيرل ستراثمور Earl of Strathmore".

ليدي إليزابيث باوز ليون الملكة الأم

علاقة ليدي إليزابيث بالعائلة المالكة

في ذلك الوقت لم تكن وسائل الإعلام تعلم بأن علاقة ليدي إليزابيث بالعائلة المالكة أكثر عمق وقربا مما تبدو عليه، فهي صديقة مقربة للعروس الملكية، الأميرة ماري، كما كان شقيق ماري الأكبر، وهو الأمير ألبرت Prince Albert الذي أصبح فيما بعد ملك لبريطانيا، ويعرف باسم الملك جورج السادس King George VI، كان مفتونا بليدي إليزابيث، حتى أنه تقدم بطلب الزواج منها  في غضون أشهر قليلة من لقائهما الأول، وهو طلب رفضته ليدي إليزابيث عدة مرات لرغبتها في تجنب تعقيدات الحياة الملكية قبل أن توافق في النهاية، إلى جانب ذلك فإن الأميرة ماري والأمير ألبرت والملكة ماري قاموا في عدة مناسبات بزيارة ليدي إليزابيث وعائلتها في منزلهم في اسكتلندا، وهو قلعة جلاميس Glamis Castle، في حين أن الملك جورج الخامس كان لديه انطباع جيد للغاية عن ليدي إليزابيث، وكان يعتقد أنها ستكون زوجة مثالية لابنه الثاني ألبرت حتى أنه قال إن ابنه ألبرت سيكون محظوظا إذا ما تزوجت منه ليدي إليزابيث.

وصيفات الشرف في حفل زفاف الأميرة ماري

في يوم 22 فبراير 1922 أقيم حفل زفاف الأميرة ماري وتابع البريطانيون حفل زفافها باهتمام، كما أصبحت وصيفات ماري الثمانية ومن بينهم ليدي إليزابيث في دائرة الضوء، وهن الأميرة مود أميرة فايف Princess Maud of Fife، وهي الابنة الوحيدة لعمة الأميرة ماري، الأميرة لويس Princess Louise، ليدي ماري من كمبريدج Lady Mary Cambridge وليدي ماي كامبريدج Lady May Cambridg، وهما ابنتي شقيق والدة العروس، الملكة ماري، ليدي ديانا بريدجمان Lady Diana Bridgeman، وليدي ماري ثين Lady Mary Thynne، وليدي راشيل كافنديش Lady Rachel Cavendish، وليدي دوريس جوردون لينوكس Lady Doris Gordon-Lennox.

قصة حب بقيت طي الكتمان لفترة

العلاقة الوثيقة بين ليدي إليزابيث والعائلة المالكة البريطانية، وقصة الحب التي جمعت بينها وبين الأمير ألبرت ظلت طي الكتمان خلال الأسابيع التالية لحفل الزفاف، وحتى تم الإعلان عن خطبة ليدي إليزابيث على الأمير ألبرت وزواجهما في العام التالي.