لماذا وقعت أحداث شغب واحتجاجات في يوم حفل زفاف الأميرة بياتريكس؟

عادة ما تشهد حفلات الزفاف الملكية احتفالات شعبية ضخمة يتخللها صيحات التهنئة للعروسين الملكيين الجديدين، ورفع الأعلام الوطنية، وطرح الهدايا التذكارية بمناسبة الزفاف الملكي الجديد، إلا أن حفل زفاف الأميرة بياتريكس Beatrix of the Netherlands، ملكة هولندا السابقة، والذي أقيم في العاصمة الهولندية أمستردام في يوم 10 مارس 1966، لم يكن سبب في أن تعم الاحتفالات في المدينة، وإنما كان سبب في وقوع أعمال شغب واحتجاجات شبابية بسبب اعتراض الكثيرين على زواج وريثة العرش الهولندي آنذاك من رجل ألماني نشأ في ظل الحكم النازي الألماني وهو الدبلوماسي الألماني كلاوس فان أمسبيرج Claus van Amsberg.

كلاوس ولد في هيتساكر بألمانيا عام 1926، وكان جزء من شباب الحزب الحاكم لألمانيا النازية بقيادة هتلر، كما تم تجنيده لاحقا في الجيش الألماني خلال الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، على غرار الكثير من الشباب الألماني وقتها، وبعد انتهاء الحرب بهزيمة ألمانيا النازية، درس كلاوس القانون وعمل في السلك الدبلوماسي، ومن خلال عمله التقى بالأميرة بياتريكس عندما كانت لا تزال وقتها ولية عهد هولندا.

معارضة شعبية لقصة حب ملكية

قصة حب الأميرة بياتريكس وكلاوس فان أمسبيرج، لاقت معارضة كبيرة في الشارع الهولندي، لدرجة أن الملكة جوليانا Queen Juliana والدة الأميرة بياتريكس، ترددت كثيرا قبل موافقتها على خطبة الأميرة بياتريكس وكلاوس، ولكن في النهاية تم الإعلان عن الخطبة في يوم 28 يونيو 1965، ثم عرض الأمر على البرلمان الهولندي بعد أن تم تقديم التماس من أكثر من 65000 مواطن هولندي، برفض زواج وريثة عرش هولندا من ألماني نازي سابق، ولكن في النهاية حصلت الأميرة بياتريكس على موافقة البرلمان على زواجها وهو ما ضمن لها الاحتفاظ بحق وراثتها للعرش بعد زواجها.

فستان زفاف الأميرة بياتريكس

في النهاية تزوجت الأميرة بياتريكس من كلاوس فان أمسبيرج والذي أصبح يعرف فيما بعد باسم الأمير كلاوس، وظهرت في حفل زفافها بفستان زفاف أبيض أنيق من ماركة Maison Linette الهولندية والمفضلة لدى والدتها، وتضمنت احتفالات الزفاف نقل العروسين إلى موقع الزفاف بالعربة الملكية الذهبية، وبخلاف توقعات الكثيرين، استمر زواج الأميرة بياتريكس والأمير كلاوس حتى وفاته في عام 2002.