عروس تبيع فستان زفافها للمساعدة في مواجهة فيروس كورونا

ارتداء فستان الزفاف الابيض هو حلم كل فتاة، ويعتبر من العناصر الاكثر أهمية إلى جانب العريس في جذب الانظار على منصة حفل الزفاف. ورغم أهمية التفاصيل الاخرى للاعراس و التي تتعلق بمكان حفل الزفاف و الكوشة و خدمات تموين الضيافة و الموسيقى وغيرها من التفاصيل، إلا أن فستان العرس يحتل الصدارة في مقدمة الأولويات بالنسبة لكل فتاة مقبلة على الزواج، و في جذب الانظار في حفلات الزفاف.

و يعد اختيار فستان الزفاف من اهم القرارات التي تتخذها العروس لما يكتسيه من أهمية في تقييم طلة العروس التي تسعى إلى الظهور والتألق بأجمل وأبهى حلة لها على الاطلاق في حفل زفافها و أهم يوم في عمرها. وهذا هو ما يدفع كل فتاة مقبلة على الزواج إلى تخصيص جل وقتها في تحضير و اختيار فستان زفاف يليق بهذه المناسبة لتعكس من خلاله ذوقها وأناقتها الخاصة.

حظيت تينجوي بفرصة ارتداء فستان زفاف الاحلام في ديسمبر 2019 أثر احتفالها بزفافها على عريسها آنذاك وزوجها الآن

ومع أخذ كل هذه الجهود في عين الاعتبار، فلا شك أن مشاركة الغير في الاستفادة من فستان الزفاف سيكون من ألطف المواقف الانسانية النبيلة.

وهذا هو ما قامت به "تينجوي أغوبرا غوتيريز Tinjoy Agcopra-Gutierrez" إحدى ملكات الجمال ومؤثرة من المؤثرات على منصة التواصل الاجتماعي انستغرام، و التي حظيت بفرصة ارتداء فستان زفاف الاحلام في ديسمبر 2019 إثر احتفالها بزفافها على عريسها آنذاك وزوجها الآن.

وفي تفاصيل القصة، وفقا لوكالة أي بي إس-سي بي إن الفلبينية ABS- CBN، فإن تينجوي كانت قد قامت بتكليف مصمم فساتين الزفاف المعروف "فال تاغوبا Val Taguba" ليبتكر لها فستان زفاف خاص و مميز تتألق به على منصة الزفاف. وأفادت "تينجوي"، نقلا عن الوكالة، بأنها قامت عند ذاك بقياس الفستان أربع مرات، و شعرت في المرة الأخيرة لقياسه بفرحة أدمعت عيناها حيث جاء الفستان تماما كما تمنته و حلمت به أن يكون.

وفي يوم 28 مارس الماضي أعلنت "تينجوي" عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي بأنها تود بيع فستان زفافها وذلك لهدف نبيل ألا وهو التبرع بعائدات الفستان للمركز الطبي في جنوب الفلبين Southern Philippines Medical Center (SPMC) من خلال اقتناء المستزمات الوقائية الطبية لفائدة جنود الخطوط الامامية الذين يعملون في المركز الطبي.

ساعات قليلة بعد الاعلان، تم بيع فستان زفاف "فال تاغوبا Val Taguba" بنصف السعر لتشتريه سعيدة الحظ التي تتطلع إلى أن تكون عروسا مستقبلية عما قريب. و شاركت "تينجوي" ردة فعلها مع متابعينها على حساب التواصل الاجتماعي في تعليق لها جاء فيه :"لم أكن أتوقع إقبالا كبيرا إلى هذا الحد. فلم تمر سوى ساعات قليلة حتى اتخذت إحداهن القرار بشراء الفستان ولكنني لم أوافق فورا على بيعه. وقد اقترح علي العديد من الاشخاص وضع الفستان في مزاد للبيع و الحصول على مبلغ أكبر من المال لاقتناء معدات الوقاية الشخصية، و لكنني أيضا أضع في الاعتبار مصلحة مشترية الفستان بقدر اهتمامي بالمبلغ الذي سوف أحصل عليه من وراء بيعه. لقد تابعت حسابها انستغرام وفيسبوك فقط لأطمئن أنها ستعتني بفستاني جيدا."

 لحظة اعلان العروس عن بيع فستانها عبر حسابها على انستغرام

وفي النهاية، فإن قصة المشترية هي التي أقنعت "تينجوي" ببيع فستان الزفاف لها، وذلك بحسب تعليقها عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي حيث جاء في التعليق :"إنها وقعت في حب الفستان و كان هدفها تقديم المساعدة، و الأغرب من ذلك كله هو أنها لاتزال عزباء تبحث عن حب حياتها. إنني أتمنى أن يمنحها فستاني الحظ لتجد نصفها الثاني. لقد طلبت منها أن تدعوني لحفل زفافها."

وتضيف "تين" قائلة، بحسب الوكالة :"لقد اشتريت آلافا من الاقنعة الجراحية من مانيلا بالدفعة الاولى من المبلغ، حتى أنني اقتنيتها بسعر غال بسبب ندرتها. وقمت كذلك بشراء المئات من الدروع الواقية للوجه بمساعدة الاموال الاخرى التي حصلت عليها من حسابي على انستغرام. كما أنني بصدد شراء عدد من بدلات الوقاية الشخصية من مشرف التمريض الطبي الخاص بي و الذي راسلني."

وهكذا تمت مقايضة فستان الزفاف المرصع بفصوص سواروفسكي بما يكفي من المال لشراء آلاف من الأقنعة الجراحية و كمامات نوع N95 لصالح العاملين في الخطوط الأمامية في المركز الطبي جنوب الفلبين Southern Philippines Medical Center.

و بكل تواضع، تناشد "تينجوي" الجميع أن يقدموا المساعدات لحماية جنود الصفوف الامامية، قائلة :"لا يمكننا تحمل أي انخفاض في أعداد القوى العاملة في المستشفيات لذلك علينا تقديم المساعدة لحماية أولئك المتفانين في العمل من أجل رعايتنا الصحية. فهناك نقص بالفعل كما تبدو عليه الحالة الراهنة."

وجاء تصرفها هذا كوسيلة للتعبير عن شكرها و امتنانها للتضحيات التي يقوم بها العاملين في قطاع الصحة من أجل البلاد. و هو ما عبرت عنه في تعليقها الذي شاركته عبر حسابها على وسائل التواصل الاجتماعي حيث أضافت :"لكم مني جميعا امتناني اللامحدود. لايمكن لأي مبلغ من التبرعات أو الاموال أن يسدد مقابل كل ما تخاطرون به من أجل بلادنا. شكرا جزيلا لكم لقيامكم بكل ما في وسعكم من أجل إنقاذ حياتنا. إنني رغبت في أن يكون لفستان زفافي فائدة أكبر. و بعد مضي عشر أو عشرون عاما من الآن سوف أتمكن من الالتفات إلى الماضي بكل فخر و أطلع ابنائنا في المستقبل على هذه القصة و أخبرهم بأن فستان زفافي كان أجمل فستان ارتديته طوال حياتي بأكملها، فقد ساعد، بطريقة ما، في إنقاد الارواح."