5 مشاكل أساسية تؤدي الى إنفصال الزوجين
الانفصال هو آخر ما يدور في ذهن أي اثنين ينويان الزواج، و لكن قد تجري الرياح بما لاتشتهي السفن وقد يحدث، لسوء الحظ، أن ينفصل الزوجين لعدة أسباب.
صحيح أن الزيجات الفاشلة و انفصال الزوجين هي مشكلة تحدث كنتيجة لأسباب مختلفة ولكن هناك عوامل و دوافع عامة، تكاد تكون متكررة في كل الزيجات الفاشلة، تتمحور حولها المشاكل الاساسية التي تؤدي إلى الطلاق.
ماهي إذن الدوافع و الأسباب الشائعة التي تسبب الطلاق و فشل الزواج؟
"هي" لخصتها في خمسة مشاكل أساسية تؤدي إلى إنفصال الزوجين. لنتعرف عليها في السطور التالية:
- عدم تحمل المسؤولية:
يشكل عدم تحمل المسؤولية واحدا من المشاكل الأساسية التي تؤدي إلى انفصال الزوجين، و الاسباب القوية لفشل الزواج. و تتمثل مشكلة عدم تحمل المسؤولية في إهمال طرف لمسؤوليته في بيت الزوجية وتركها كاملة على عاتق الطرف الآخر. ومن ذلك إمتناع الزوج عن الانفاق على زوجته و البخل و التقتير، وإهمال الزوجة لبيت الزوجية، و الانشغال المستمر لطرف عن الطرف الأخر بأمور خاصة مثل زيارة الاصدقاء أو التسوق أو قضاء كل الوقت خارج المنزل، كلها أسباب تشعر احد الطرفين بأنه تزوج من الشخص الخطأ و تشعره بالحرمان و الاحباط. و مع مرور الوقت، تتحول هذه المشاعر السلبية إلى الرغبة في الانفصال.
- سوء المعاملة و العنف المنزلي:
إن سوء معاملة شريك الحياة وممارسة العنف في بيت الزوجية هي من أبرز الأسباب وراء فشل الزواج، و أهم المشاكل الأساسية التي تؤدي إلى انفصال الزوجين. فالعنف الجسدي ضد الزوجة هو أفة اجتماعية خطيرة تؤدي إلى انفصال الزوجين لامحالة، لأنه كابوس مزعج ينغص حياة الزوجات اللواتي يجدن في الطلاق و الانفصال ملاذهن الآمن. و لايقتصر العنف المنزلي بين الزوجين على الاعتداء البدني فحسب، و إنما هناك أيضا العنف اللفظي الذي يكتسي أشكالا أخرى من العنف و الاعتداء مثل تهديد الزوجة بالطلاق، أو الهجر و الإذلال، أو إهانة وانتقاد الزوج أو الزوجة أمام الناس. عندما يتعرض أحد الزوجين للإعتداء اللفظي و التجريح بالتقليل من الشأن و انعدام الاحترام والتقدير على نحو مستمر، فإنه يصبح غير قادر على تحمل عبئ الاهانة، و سيضطر أن يختار الانفصال العاطفي، ثم مع تكرار هذا العنفقد يفضل الانفصال الفعلي و الطلاق.
- تدخل الأهل و الاصدقاء:
يؤدي تدخل الاهل و الأصدقاء، سواء من جهة الزوج أو الزوجة، إلى انفصال الزوجين ويسرع بالعلاقة إلى الدخول في مشاحنات و خلافات لاحد لها. تدخل الأهل في الحياة الزوجية يجعل من الحبة قبة و يدفع إلى تفاقم المشاكل مهما كانت بسيطة و تافهة. ومن المشاكل الاساسية التي تؤدي إلى انفصال الزوجين كذلك إجراء المقارنات بين شريك الحياة و بين أزواج الاقارب و الأصدقاء، والبدء في تقييمه و انتقاده على هذا الأساس. وضع المقارنات بهذا الشكل يدفع بطرف إلى القاء اللوم على عواهنه صوب الشريك، مما يحول الحياة الزوجية إلى جحيم لايطاق.
- الخيانة الزوجية:
تشكل الخيانة الزوجية من أبرز المشاكل الأساسية التي تؤدي إلى إنفصال الزوجين وسببا رئيسيا للطلاق. فغالبا ما يمثل دخول أحد الطرفين في علاقة خارج إطار الزواج طعنة تقصم ظهر الطرف الآخر، فتجعل ثقتة بنفسه تهتز و احترامه لذاته يتحطم. الخيانة الزوجية هي أسهل الطرق لتدمير الزواج و تسريع الانفصال. فالزواج لايمكن أن ينجح و يدوم إلا إذا كان قائما على أسس الوفاء والإخلاص من الطرفين، و فور وقوع حادثة الخيانة تنهار كل تلك الأسس ليهتز بيت الزوجية ويختل توازنه فتنعدم الثقة و يحل محلها الشك و الحنق الشديد، ما يدخل الزوجين في نزاعات و مشاكل تنتهي بانفصال الزوجين، و يكون مصيرها الطلاق الحتمي.
- إهمال العلاقة الزوجية:
إن إهمال العلاقة الزوجية نتيجة الملل و الفتور أو غير ذلك من اسباب الاهمال، يمكن أن يؤدي إلى الانفصال الزوجين. فالجفاء بين الطرفين و عدم تبادل كلمات الغزل و الرومانسية فيما بينهما يفتح المجال أمام تسرب الملل في الحياة الزوجية و هو من بين المشاكل الاساسية التي تؤدي إلى انفصال الزوجين لأنه يبعث على التذمر و يتسبب في المشاحنات. لايكسر ملل الروتين سوى التجديد في العلاقة الزوجية وبذل مجهود لإضفاء التغيير و الحيوية على العلاقة، وهي مسؤولية الزوجين على حد سواء. و لتجنب ذلك، يمكن للزوجة، على سبيل المثال، تغيير الاطلالة، في حين يقوم الزوج باقتراح الخروج في أمسية إلى السينما أو مطعم جديد، أو القيام سويا ببعض التمارن الرياضية، و تبادل الكلام الطيب بين الفينة و الأخرى لأن كل من الزوج و الزوجة يحب الدلال و الاهتمام و سماع الكلمات الرومانسية من شريك حياته. ومن اهمال العلاقة الزوجية عدم اتباع المصارحة الدائمة والحوار البناء مع الطرف الآخر حتى فيما يخص المشاعر و الاحاسيس. وهذا الاهمال هو ما يجعل الحياة الزوجية والعاطفية تصاب بالفتور و الملل، و تخلو من التفاهم بين الطرفين لأن كلاهما لا يسمع للآخر ... كلها مشاكل اساسية تؤدي إلى انفصال الزوجين.
كانت تلكم خمسة مشاكل اساسية تؤدي إلى انفصال الزوجين. معرفتها و الاحاطة بها سيساعد الزوجين على تجنبها و ستحثهم على بذل مجهود لجعل العلاقة الزوجية حياة متكاملة و علاقة متجددة لا يشوبها الملل. فأغلب الخبراء يتفقون على أن انفصال الزوجين لا يأتي نتيجة لحادثة مفاجئة أو حدث مباشر، و إنما يكون نتاج تراكمات مدة طويلة. لذلك على كل طرف في العلاقة الزوجية عدم إخفاء الامور التي تزعجه من الطرف الآخر، و عليه بدلا من ذلك اللجوء إلى المصارحة و توضيح المشاعر في ذات الحين دون تجريح حتى يشعر الطرفين بالرضا، وحتى لا تتفاقم المشاكل في العلاقة الزوجية فتؤدي إلى انفصال الزوجين مع مرور الوقت.