مصمّمة حفلات الزفاف يارا اسطفان لـ"هي": أطير بأفكاري خارج الصندوق عند تنظيم عرس جديد
بين عجقة الثيمات والعناصر المكرّرة في حفلات الزفاف، لا بدّ من خلق محتوى "خارج الصندوق" يروي قصة العروسين في يومهما الميمون. هذا ما لمسناه في حفلات زفاف نظمتها مصممة الحفلات الشابة يار اسطفان، التي تسعى لابتكار مغزى يخلّد العرس بطابع عصري متفرّد. عن أعراس الموسم تحدثنا إلى اسطفان، التي شاركتنا أفكاراً حديثة لحفلات زفاف نظمتها، لا سيّما حفل زفاف أمل ابنة المنتج جمال سنان، الذي اختتمت من خلاله موسم الأعراس لهذا العام.
- ما الأفكار الجديدة التي تخططين لها في حفلات الزفاف؟
قد يرى كثيرون أنّ حفلات الزفاف أصبحت تشبه بعضها، لذا أركّز دائماً على خلق أفكار جديدة، من خلال متابعة آخر الاتجاهات في ما يتعلّق بالتصاميم والديكورات والهندسة والإضاءة وغيرها من العناصر المكمّلة لحفل الزفاف. كما لا يجب أن نغفل في عملنا عن توافر الترند المتحرّك باستمرار في عصر الإنترنت ووسائل التواصل، لذا أخصّص للعروسين والضيوف ثيمات جديدة بطريقة يعيشون من خلالها تجربة جديدة ويختبرون قصة فريدة.
- زوّدينا بنصائح للعروسين قبل التفكير بتنظيم حفل زفافهما
منذ اللحظة الأولى التي التقي فيها العروسين، أحرص على معرفتهما عن كثب، كي أسهّل عليهما الضغوطات التي قد تنجم خلال التحضيرات، وأطمئنهما أننا سنقوم بالواجب كاملاً كي يسعدا بيومها الكبير، كي يشعرا بأنّهما في أيادٍ أمينة. أمّا النصيحة المثالية هنا، فتقضي بأن يفكرا بكافة التفاصيل والتشاور مع الأهل قبل القيام بأي خطوة. كما من الضروري أن يلحقا حلمهما وأن يضعا الميزانية المطلوبة، وأن يحددا عدد الضيوف، قبل الاهتمام بأي تفصيل آخر.
- لماذا من الضروري استشارة منظم حفلات زفاف؟
في حال كان الزفاف مقتصراً على عدد معيّن من الضيوف وآخذاً طابع البساطة، قد لا يتحتّم على العروسين الاستعانة بأحد لتنظيم زفافهما. لكن، عندما يكون الزفاف كبيراً، من الضروري استشارة منظم حفلات، خاصة إذا ما كان العروسان يقيمان خارج البلد الذي سيُقام فيه حفل الزفاف؛ إذ يستحيل عليهما الإحاطة بالتفاصيل أو التنظيم في هذه الحالة، خاصة لناحية متابعة المورّدين والتصاميم. في حالتنا،نحن من نقوم بالتصميم والتنفيذ والتخطيط والتواصل مع الموردين وإعداد الثيمات، كي نخلق محتوى مميزاً للحفل، مسهّلين بذلك التعب على أي ثنائي ، من خلال متابعة كاملة وشاملة من فريقنا لتنفيذ كافة العناصر بتقنية وحرفية.
- بين الكم الهائل من الثيمات والأفكار، كيف يمكن للعروسين اختيار حفلهما؟
كما نلاحظ تضج وسائل التواصل بصور وفيديوهات لحفلات الزفاف، مما يسبب الضياع لأي عروسين عند تنظيم زفافهما. لذا، نعمل على تخصيص حفلات خاصة بالعروسين، من خلال روي قصتهما التي تجسّد أحلامهما وشخصيتهما، إلى حدّ يلاحظ الضيوف أنّ هذا العرس مطابق للعروسين بشكل مثالي؛وهذا ما ننظر إليه كجزء أساسي عند تنظيم أي حفل، إذ نحرص أن لا تكون تكون الأعراس شبيهة ببعضها البعض.
- أي أخطاء على العروسين تجنبها في حفل زفافهما؟
مهمّة منظم الأعراس تكمن في تجنب الخطأ قبل حدوثه، لكن يهمني أن ألفت نظر أي عروسين أن لا يجعلا مرحلة التحضير عبارة عن ضغط نفسي، بل على العكس، عليهما التمتع بلحظات وساعات التحضير التي قد تستمر لعام كامل، من أجل ابتكار أجمل مناسبة تجمعهما مدى العمر.
- أخبرينا عن حفل زفاف أمل ابنة المنتج جمال سنان الذي كان حديث روّاد التواصل
حفل زفاف أمل سنان من أكثر الأعراس المميّزة التي اختتمنا من خلالها موسم الأعراس هذا الصيف؛ حقيقة، ما ساعد بتميّز هذا الزفاف هي الروحية التي تتمتع بها العروس أمل، من خلال التفكير خارج الصندوق والتطلّع إلى أفكار جديدة وفريدة. استوحينا الزينة من فستانها، الذي كان يتضمن الريش وأتى بتوقيع المصمم العالمي إيلي صعب. اللافت أن فستان والدتها وشقيقتها تضمنا الريش أيضاً، كرمز للأمل. من هنا، اعتمدنا ثيم الريش في كل مكان، كي نعزّز مغزى الزفاف.
كما قمنا بتقسيم المكان إلى نصفين من خلال الألوان؛ فاعتمدنا من جهة ألوان البيج والوردي، والأخضر والأزرق من جهة أخرى، وقما بطلاء الطاولات والأكسسورات الأخرى. حتى عند استقبال الضيوف، كانت الفساتين منقسمة إلى قسمين بحسب الألوان المتبعة. فأتت الفكرة خارج الصدنوق من كافة العناصر، ما جعل الزفاف مميزاً ومتفرّداً لإنهاء الموسم.
- نلاحظ أنّك لا زلتِ تعتمدين فرقة الرقص الفلكلورية في حفلاتك. هل تقصدين من ذلك الحفاظ على الثراث اللبناني؟
أحببت أنكم لاحظتم هذا الأمر، فهذا فعلاً ما أحرص عليه، أن أبرز الثراث والفلكلور اللبناني؛ خاصة أنّ معظم العرسان الذين أتولى تنظيم أعراسهم يقيمون خارج لبنان، وضيوفهم يحضرون من الخارج أيضاً؛ لذا أجدها فكرة مميّزة لتجسيد عناصر زفاف لبنانية، ومنها الزفّة التقليدية التي تضفي أجواء فرحة ومميّزة تعكس روحية الوطن.
- ما الذي ساعدك للتألق بوقت قصير؟
شغف تنظيم الحفلات رافقني منذ صغري، وبدأت بممارسة هذه الهواية في المنزل والمدرسة وبين الأصدقاء. كنت لا زلت في الثانية عشرة من عمري عندما قرّرت أن أنظم حفل زفاف لشيقيقتي، فقمنا بدعوة 40 شخصاً للزفاف ونظمت الزينة وقائمة الطعام. مع الوقت تدربت لتنمية هذه الموهبة، كما ساعدني تخصصي بالغرافيكس في تطوير المهنة.
إلى ذلك، أنظر إلى كل حفل زفاف كقصة وفكرة جديدتين، فأركز على التفاصيل وأفكر خارج الصندوق كي ابتكر عناصر غير متداولة، مع الحفاظ على الطابع الأنيق والتقليدي والكلاسيكي، وهذا ما يجسّد بصمتنا في الشركة.
- يزعجك أنّ غالباً ما لا يتم ذكر اسم منظم الحفل في الإعلام؟
قد أنزعج لأنّنا كمنظمي حفلات، نشبه أي مصمم آخر، بل العمل كلّه ينصب علينا. لكن الجميل بالأمر، أنّ السوشال ميديا ساعدت بإبراز أسمائنا.
- ثيم الورود الأحمر هنا مميز. أخبرينا عن الفكرة والوحي
أُقيم حفل الزفاف هذا في موقع قديم، وهو عبارة عن فندق عتيق تم ترميمه وتخصيصه لحفلات الزفاف في منطقة صوفر بجبل لبنان. يتميّز المكان بتأثيرات رائعة تليق بها الورود باللون الأحمر. وكان الثيم يجسّد
قصة أسطورية " phantom of the opera" أو الجميلة والوحش، قصة ملحمية يسودها الغموض. لذا، وضعنا الشموع وأقمنا الزينة باللون الأحمر وكان هذا الثيم أول ما يراه الضيوف عند الدخول.