ليلة حناء العروس.. تقليد متوارث لم تقتله الاعراس العصرية
ليلة حناء العروس ما زالت تعبق بالكثير من أريج الأجداد، وهي عادة ما زالت شبه إلزامية في المجتمع الخليجي خصوصا في المملكة العربية السعودية ولا يمكن تجاهلها، كونها تربط الجيل الحاضر بالعادات والتقاليد المتوارثة.
ليلة الحناء.. لتوديع العزوبية
بين سهرة العزوبية وليلة حناء العروس أوجه تشابه كثيرة. ففي الحالتين تودع العروس الحياة العزوبية مع الصديقات والمقربات. ولكن ليلة الحناء يُشترط ان تكون قبل حفل الزفاف بيوم واحد، وفيه تقام حفلة في منزل العروس تضم صديقاتها وقريباتها او يمكن اقامتها في صالة يتم استئجارها لهذه الغاية. في هذه الليلة تسهر المدعوات حتى ساعات الصباح وهن يغنين ويرقصن، وتُزف العروس خلالها الى جانب والدتها، وأخواتها، وقريباتها. أما لباس العروس فيكون عبارة عن زي تقليدي ملفت وجميل. حتى وجه العروس وتسريحة شعرها وكل اطلالتها يجب ان تكون بأجمل حلّة. ومن عادات هذه الليلة ارتداء العروس للحلي والمجوهرات والذهب وتكون في اغلبها عبارة عن هدايا من العريس، وتقوم برسم نقشات الحنة على يديها وساقيها، والتي تحمل رسمات زخرفية واحترافية.
لكن من التي ستقوم برسم نقشات الحنة على يدي العروس وساقيها؟
إن أول شرط لمن ستقوم بهذه المهمة الكبيرة هو ان لا تكون أرملة او مطلقة أو تواجه مشاكل زوجية او تعيش تعيسة مع زوجها. والسبب في هذا الشرط هو ابعاد الفأل السيء عن العروس، وجذب الحياة السعيدة لها عن طريق اختيار المرأة السعيدة لرسم النقوشات فتمنح العروس التفاؤل والطاقة الايجابية لحياة سعيدة
تكاليف هذه الليلة كبيرة
من اللافت ان ليلة حناء العروس لا يمكن التغاضي عن احيائها رغم تكاليفها المالية الكبيرة والتي تصل في حدها الأدني الى 20 ألف ريال تقدم خلالها المدعوات هدايا ثمينة للعروس تتنوع بين الذهب والعطور الراقية، وغيرها من الهدايا القيّمة.
ما الذي تغير بين ليلة الحناء الحاضرة والماضية؟
في الماضي، قبل عشرين عاما تقريبا، كان التزين بالحناء اجباريا في هذه الليلة التي تُعرف بليلة الغمرة، لكن الكثيرات تمردن على هذا التقليد رغم حرصهن على احضار متخصصة بنقش الحناء. في الماضي لم تكن العروس تبالغ في وضع مساحيق التجميل على وجهها بعكس عروس اليوم التي تستغل ليلة الحناء من اجل ابراز جمال وجهها وشعرها بالكثير من المساحيق التجميلية والاستعانة بمصففات الشعر. قبل عشرين عاما كانت ليلة الحناء عبارة عن حفلة صغيرة تضم الاهل والمقربين فقط، اما اليوم فباتت العرائس تتسابق في اقامة حفلات باذخة وباهظة لإحياء هذه الليلة.
ومهما يكن نقول ان ليلة حناء العروس مهما تغيرت وتبدلت، الا انها ما زالت تُطعّم الاعراس العصرية بشيء من روح الماضي وعبق الاجداد، وتربط العروس بالتقاليد المتوارثة.