الأميرة ماريا الزوجة الثانية لأمير الجليد
إعداد: عمرو رضا
شمس فرنسا لا تغيب عن العرش الدنماركي أبدا، ولا تحكمها أبدا. حقيقة أكدتها الملكة مارغريت عندما اختارت زوجا فرنسيا هو الأمير هنريك الذي ظل أميرا على البلاد أكثر من أربعين عاما، وكررها الثنائي الملكي الأميرة ماريا كونتيسة مونبيازات، والزوجة الثانية للأمير يواكيم شقيق ولى العهد الدنماركي، وأشهر الأمراء الأوروبيين في عالم رياضة التزلج على الجليد.
ولدت الأميرة Marie Agathe Odile Cavallier في السادس من فبراير العام 1976 بالعاصمة الفرنسية باريس، وهي الابنة الوحيدة للوالدين معا، لكن لها أربعة أشقاء من زيجات أخرى للأب Alain Cavallier والأم Françoise Grassiot اللذين انفصلا مبكرا، ما دفع ماريا للسفر مع والدتها الى العاصمة السويسرية جنيف للالتحاق بالقسم الداخلي لمدرسة the Collège Alpin International Beau Soleil boarding، لتتفرغ ألأم لرعاية شقيقين جديدين هما Benjamin وGregory، بينما رزق الأب بطفلين أيضا هما Charles وEdouard.
النشأة المرتبكة لم تؤثر كثيرا على التحصيل العلمي للفاتنة الفرنسية السمراء، فقد درست قواعد الاقتصاد وإدارة الأعمال في معهد Massachusetts ثم حصلت على ليسانس الآداب من جامعة Marymount Manhattan, وتمكنت في سن صغيرة من التحدث بطلاقة بلغتها الأم الفرنسية والإنكليزية والإسبانية والإيطالية وأخيرا الدنماركية ما أهلها للعمل كمنسق للتسويق الدولي بنيويورك ثم مستشارة لوكالة متخصصة في الدعاية والاعلام بباريس، وبعدها التحقت بفريق عمل وكالة رويترز بسويسرا.
الدخول الى عالم الأسرة الملكية الدنماركية جاء كالعادة بالمصادفة، فقد التقت بالأمير يواكيم الابن الأصغر للملكة مارغريت في افينيون بفرنسا في عطلة خاصة عام 2005، وكان سبب الانجذاب للحوار معه أنه الوحيد الذي يتحدث الفرنسية، وبعدها ظهرت معه مجددا للاحتفال بأعياد الميلاد 2006 بحضور زوجته الأولى الأميرة الكسندرا الصينية الأصل، التي تحمل حتى الان لقب كونتيسة Frederiksberg، وولديه منها Nikolai وFelix وبعض الأصدقاء المقربين.
في يناير 2007، رافقت ماريا الأمير يواكيم وأولاده في يوم عطلة للتزلج في سويسرا، وفي وقت لاحق من ذلك العام، انضمت الى مائدة العائلة المالكة لعيد الفصح في قصر Marselisborg، حيث التقت الملكة مارغريت للمرة الأولى. وبات شائعا وقتها أنها ستحمل لقب الزوجة الثانية، وبالفعل أعلن رسميا عن خطبتها للأمير يواكيم في الثالث من أكتوبر عام 2007 وعقد حفل الزفاف في 24 مايو 2008 لتصبح كونتيسة وصاحبة السمو الملكي رسميا وتم تغيير جنسيتها من الفرنسية الى الدنماركية كما تم تغيير كنيستها لتصبح تابعة للكنيسة الإنجيلية اللوثرية وفقا للأعراف الملكية في الدنمارك.
الفاتنة السمراء دخلت سريعا عالم الأمومة فقد صرحت في مقابلة مع الصحافة الدنماركية أثناء الخطوبة أنها ستهتم أولا بإنجاب الأطفال، وبالفعل رزقت في الرابع من مايو عام 2009 بطفلها الأول Henrik Carl Joachim Alain وفى الرابع والعشرين من يناير العام 2012 رزقت بطفلتها الأميرة أثينا مارغريت ماري فرانسواز ، كما أسندت اليها مهام الرعاية الروحية للعديد من أطفال الاسرة الملكية من بينهم أطفال الأميرة ماري زوجة ولي العهد.
في الوقت نفسه بدأت انطلاقتها للقيام بمهامها الملكية فقامت بأول رحلة ملكية رسمية برفقة زوجها الى المغرب يوم 28 أكتوبر 2008، ثم توجهت الى روسيا. محليا، استهلت نشاطها برعاية المهرجان الأكبر للفنون والموسيقى الشعبية في الدنمارك، ثم تولت رعاية الجائزة الكبرى للأدب الدنماركي المكتوب باللغة الفرنسية، ثم تم اختيارها لرعاية اللجنة الوطنية الدنماركية لليونسكو والأكاديمية الملكية الدنماركية للعلوم. وحتى تتوافق مع اهتمامات زوجها وافقت على رعاية الاتحاد الوطني لرياضة التزلج على الجليد، كما وافقت على رعاية رياضات سباق السيارات والملاكمة، لتثبت بمزجها "الناعم" بين الآداب والرياضة أن حرارة فنون فرنسا لا زالت قادرة على إذابة جليد الدنمارك العنيد.