الأم عطاء لا ينتهى
إعداد: ريهام كامل
لا أعلم كيف أبدأ الحديث عن الأم فهي قيمة عظيمة ومعان جميلة يعجز اللسان عن التعبير عنها وتعجز الأفعال مهما كانت قيمتها عن إعطائها حقها. لأمي الحبيبة روح قلبي ونور عيني ولكل أم كل عام وأنتن جميعا بخير وصحة وعافية وأحسن حال كل عام وأنتن سبب بهجة من حولكن، كل عام وأنتن سر نجاحنا بدعوة طاهرة من القلب إلى الرب.
هل كلنا يعلم بمكانة الأم؟ الإجابة تتضمن الجوابين نعم ولا. فيوجد منا من يعلم مكانتها ويقدرها ويسعى دوما لسعادتها وإرضائها ويوجد منا كذلك من يهملها ولا يصلها بل ويبعدها عن حياته وكأنها عائق أمامه. إلى كل من يتجاهل أمه أنت الخاسر دوما لأنك فقدت شخصا يعطي من دون مقابل وإلى ما لا نهاية، وقلبا مخلصا يحب بكل قوة، ونبضا يشعر بحالك أكثر من أي شخص آخر، وحضنا لن تجد غيره عندما يضيق صدرك، وابتسامة رضا تفتح لك أبواب من الرزق، وأمانا لن تشعر به بصحبة غيرها. فالإحساس قطعا مختلف، إنها الأم ذلك العطاء الذي لا ينتهى، إنها الشمعة التي تحرق نفسها لتضيء حياتك، إنها الأم التي تحدت الحياة والظروف مهما كانت وكيفتها لصالحك أنت.
إنها كبستان مليء بالزهور تعطيك من كل زهرة شيئا ما تنير به حياتك وتدعمك به، أما آن الأوان لكل غافل عن قدر أمه أن يهتم بها ويرعاها ويحسن معاملتها، أما آن الأوان لنرحم أمهاتنا من العيش كالأموات وهن أحياء؟ حاسب نفسك بنفسك وقيم علاقتك بأمك وتمعن قليلا في الأمر، ثم توجه إليها بوردة أو هدية بقدر استطاعتك فكم هي مشتاقة لضمك وكذلك أنت ولكنك غافل عن ذلك، وتذكر أن الجنة تحت أقدام الأمهات كما قال نبينا محمد "صلى الله عليه وسلم"، وتذكر منادي ينادي في السماء بمجرد وفاتها ورحيلها يقول " يابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها " إنه نداء تقشعر له القلوب والأبدان، فسارع واذهب إليها فهي بحاجة إليك لتسر قلبها.
ولا أستطيع أن أنسى أبدا الأم التي لم تنجب فليس الأم من تنجب فقط، فيوجد بيننا أمهات عظيمات لم يلدن، ولكن بقلوبهن الرقيقة الحنونة استطعن أن يكفلن أطفال كانوا بحاجة لرعايتهن، وقد نجحن في الوصول بهم لبر الأمان . فتحياتي لكن جميعا.