تعرّض الحامل للمبيدات الحشرية يصيب الطفل بالتوحد
هي: أريج عراق
ما زالت المبيدات الحشرية قادرة على إدهاشنا بإظهار الجديد من وجوهها القبيحة، وتأثيراتها الصحية السلبية على حياتنا، والجديد هذه المرة هو قدرتها على إيذاء الأجنة في أرحام الأمهات، حيث أثبتت الدراسات الحديثة، أن تعرض النساء الحوامل لهذه المبيدات في دائرة نصف قطرها ميل كامل، يؤدي إلى زيادة نسبة الأطفال بمرض التوحد بما يزيد عن 60% أكثر من أقرانهم.
وقد يبدو الأمر قاصراً على السيدات في المجتمعات الزراعية –وما أكثرها في وطننا العربي- إلا أن الأمر يتجاوز ذلك، بتناول النساء للأطعمة المرشوشة بهذه المبيدات، ربما كانت النسبة أعلى لؤلائك اللاتي يعشن في المناطق الزراعية، وإلى جانب ملاعب الجولف في المنتجعات الكبيرة وغيرها، إلا أن الخطر لا يزال قائماً في كل الأحوال.
وقد أثبتت هذه الدراسات أن تعرض الحامل لأبخرة الديزل والزئبق والمبيدات الحشرية، يؤثر سلباً على نمو مخ الجنين، وتزداد الخطورة بنسبة 120% في المراحل الأخيرة من الحمل (الشهور الثلاث الأخيرة)، حيث تتعامل هذه المواد الكيميائية مباشرة مع الخلايا العصبية وتهاجمها بشدة (كما تفعل مع الحشرات، حيث تهاجم أجهزتها العصبية)، وحيث أن مخ الطفل يكون بعده في مرحلة التكوين، فإن قدراته المناعية تكون منخفضة جداً مقارنة بالكبار والبالغين، الذين يملكون فلاتر طبيعية تبعد عنهم جزءا كبيرا من أخطار هذه المواد، بينما لا يملك الطفل (الجنين) مثلها، ويبقى خطر إصابته بهذا المرض –وغيره من الأمراض الخطيرة- مستمراً حتى عمر ثلاث سنوات، إذا ظل يتعرض لهذه المواد بشكل كبير ومنتظم.