للحامل: ما يجب أن تعرفيه عن سكري الحمل
تغفل العديد من النساء الحوامل عن خطورة مرض السكري، والبعض منهن يستبعدن أن يكن عرضة للإصابة به. والأمر على العكس من ذلك وفقاً لما أدلت به الدكتورة أنسيلما فيراو من مستشفى برايت بوينت رويال للمرأة، فيمكن لداء سكري الحمل أن يصيب أي امرأة في أي مرحلة من مراحل الحمل: "بالرغم من أن الإقامة في مكان مثل الإمارات العربية المتحدة حيث أن نسبة كبيرة من السكان عرضة لخطر الإصابة بداء السكري، ولكن في نفس الوقت هناك وعي متزايد حول كيفية منع الإصابة بالداء وكيفية التعامل معه في حال أصيب الفرد به. على الرغم من هذا، فإن العديد من النساء قد لا يدركن أنه حتى إذا كانت عوامل خطر الإصابة بداء السكري من نوع 1 أو نوع 2 منخفضة لديهن، فإنهن لا يزلن عرضة للإصابة بداء سكري الحمل أثناء فترة الحمل".
وفقاً للاتحاد الدولي للسكري، حصلت منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على ثاني أعلى معدل انتشار لداء سكري الحمل على مستوى العالم. وعند الاستفسار عن سبب شيوعه داخل الإمارات العربية المتحدة، أفادت الدكتورة أنسيلما: "سكري الحمل هو حالة شائعة بين كل من المجتمعات المحلية والوافدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن درجة الوعي الصحي منخفضة جداً. ففي مستشفى براينت بوبنت رويال للمرأة يتم الكشف عن الإصابة بهذا الداء بمعدل أربع إلى خمس حالات جديدة يومياً.
من هذا المنطلق أوردت الدكتورة أنسيلما فيراو أهم خمسة أشياء يجب على كل امرأة أن تعرفها بخصوص هذا الداء:
1) ما المقصود بسكري الحمل وما هي أعراضه؟
النساء المصابات بداء سكري الحمل هن النساء الحوامل اللاتي لم يصبن بداء السكري من قبل ونسبة الجلوكوز (السكر) في دمهن مرتفعة خلال فترة الحمل. سكري الحمل في كثير من الأحيان لا يتسبب في ظهور أعراض يمكن للأم ملاحظتها، في حين أن أنواع أخرى من مرض السكري (مثل داء السكري من النوع 1 والنوع 2) قد يسبب أعراضاً مثل زيادة العطش. من الطبيعي لمستويات السكر في دم المرأة أن ترتفع قليلاً خلال الحمل بسبب الهرمونات التي تنتجها المشيمة.
ويرجع سبب ارتفاع مستوى سكر الدم في المصابات بداء سكري الحمل إلى الهرمونات الصادرة عن المشيمة أثناء الحمل. تفرز المشيمة هرمون يسمى محفز الإلبان المشيمي البشري. وهو المسئول الرئيسي عن رفع مستوى السكر في دم الأم، وبقلل من تأثر الجسم بالأنسولين، بمعنى آخر أنه يجعل الجسم غير قادر على الاستفادة المثلى من الأنسولين بالشكل الصحيح، وفي هذه الحالة يرتفع مستوى السكر في الدم. يرفع هرمون محفز الإلبان المشيمي البشري مستوى السكر في الدم حتى يحصل الطفل ما يكفي من المواد الغذائية عن طريق السكر الزائد في الدم. سكري الحمل يتطور عندما يكون الجسم غير قادر على إنتاج ما يكفي من هرمون الأنسولين أثناء الحمل.
2) من هن النساء الأكثر عرضه للإصابة به؟
يزيد خطر الإصابة بسكري الحمل للنساء اللواتي لديهن:
زيادة في الوزن (مؤشر كتلة الجسم لديهن أعلى من 25)، أو تزدن أعمارهن عن 25 عاماً، أو من أصول عرقية معينة مثل الآسيويين، أو لديهن تاريخ عائلي يدل على الإصابة بداء السكري، أو أصبن بداء سكري الحمل من قبل، أو أنجبن جنيناً ميتاً، أو أنجبن في الحمل السابق طفلاً كبير الحجم (أكثر من 4 كلغ)، أو لديهن تاريخ طبي يدل على الإصابة بتكيس المبايض، أو يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع الكوليسترول في الدم أو أمراض القلب.
3) ما هي آثاره على الجنين؟
يؤثر سكري الحمل على الأم في أواخر الحمل، بعد أن يتشكل جسم الطفل، ولكن حين يكون الطفل مشغولا في النمو. بسبب هذا، لا يسبب سكري الحمل أي عيوب خلقية قد تصيب الأطفال الذين كانت أمهاتهم مصابة بداء السكري قبل الحمل.
فقدان السيطرة على التحكم في مستويات الجلوكوز في الدم (الحالات التي تبقى مرتفعة جدا لفترة طويلة) يمكن أن يسبب مضاعفات للطفل. سكري الحمل (غير المراقب) يمكن أن يؤثر على الطفل عند الولادة وبعد الولادة. قد يصبح الطفل ضخماً جداً (العملقة)، ومن المرجح أن يولد هؤلاء الأطفال عن طريق الولادة القيصرية. الولادة المهبلية لطفل كبير الحجم قد تؤدي إلى مضاعفات مثل عسر الولادة الكتفي مع احتمال إصابة الضفيرة العضدية.
الأطفال الذين كانت أمهاتهم مصابة بسكري الحمل هم أكثر عرضة لمشاكل في أطوار النمو، مثل تعلم اللغة وتنمية المهارات الحركية. الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بسكري الحمل أكثر عرضة لخطر الإصابة بالسمنة ومرض السكري من النوع 2 في مراحل لاحقة من حياتهم.
إن التحكم في مستويات السكر في الدم يقي الطفل من المشاكل التنموية المذكورة أعلاه. نظراً لارتفاع معدل الإصابة بسكري الحمل في هذا الجزء من العالم، يتم فحص كل أم حامل في مستشفى برايت بوينت رويال للمرأة لتحديد إذا ما كانت مصابة بداء سكري الحمل.
4) إلى أي مدى يمكنك التحكم في سكري الحمل
يهدف علاج داء السكري الحملي على الحفاظ على مستويات السكر في الدم لتصبح مساوية لتلك المستويات في النساء الحوامل الغير مصابة بسكري الحمل. ويتضمن العلاج وجبات غذائية خاصة ونشاط بدني وفقاً لجدول زمني. كما قد يشمل العلاج على الفحص اليومي للسكر في الدم وتناول بعض الأدوية عن طريق الفم مثل الميتفورمين، والحقن بالأنسولين. اختصاصية التغذية يمكن أن تساعد في وضع خطة غذائية متوازنة. الهدف من الخطة هو السيطرة على مستوى السكر في دم الأم وابقائه في المعدلات الطبيعية الصحية. ممارسة الرياضة يمكن أن تخفض مستويات السكر في الدم، وتقلل من مقاومة الأنسولين، وتعمل على التحكم بالوزن خلال فترة الحمل، والحفاظ على صحة القلب، وجعل نوم الأم أكثر راحة، ناهيك عن تحسن الحالة المزاجية لها. المواظبة على التمارين كل يوم مثل المشي أو السباحة لمدة 30 دقيقة تعود بالنفع على الأم.
5) ماذا يحدث بعد الولادة؟
سكري الحمل عادة ما يتلاشى بعد الحمل نظراً لاستئصال المشيمة، والتي كانت تنتج الهرمونات الزائدة التي تسبب مقاومة عمل الأنسولين. ومع ذلك، فقد يصاب عدد قليل من النساء بعد الحمل بداء السكري من نوع 1 أو نوع 2. سوف يحتجن أولئك النساء إلى مواصلة العلاج من داء السكري بعد الحمل. بعد مضي حوالي ستة أسابيع من الولادة يتم اختبار الجلوكوز عن طريق الفم لمعرفة ما إذا عاد إلى المعدل الطبيعي مرة أخرى. النساء المصابات بسكري الحمل أثناء الحمل الواحد لديهن فرصة للإصابة بمرض السكري في الحمل القادم بنسبة تتراوح من 35٪ إلى 50٪. قبل التخطيط للحمل مرة أخرى، يفضل أن تعمل المرأة على تعديل أنماط الحياة اليومية الضرورية التي هي بحاجة إلى التغيير.
كما ينبغي فحص السكر للنساء في المستقبل، فالنساء اللاتي أصبن بداء سكري الحمل هن عرضة للإصابة بداء السكري من النوع 2 في المستقبل بنسبة تصل إلى 60٪. من خلال المحافظة على وزن الجسم المثالي، واتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، يمكن للمرأة أن تقلل من خطر الإصابة بداء السكري من النوع 2.