عادات وتقاليد تضر بصحة المولود
على الرغم من التقدم العلمي الملحوظ حولنا، إلا أن العديد من الأطفال حديثي الولادة يقعون ضحية لبعض العادات والتقاليد والمفاهيم الخاطئة التي تؤثر سلبا على صحتهم، إذ يتم التعامل معهم من خلال مجموعة من العادات والتقاليد والممارسات التي تفقتد للأدلة العلمية، والتي تعتمد في أساسها على مفاهيم وإعتقادات خاطئة، وقد تختلف من مجتمع لاخر، وتتوقف درجة خطورته على درجة تمسك كل مجتمع بها ووفقا للثقافة السائدة فيه.
ومن أهمها ما يلي:
أولا: تقميط الأطفال
جرت العادة بعد الولادة أن يتم تقميط الطفل المولود بطريقة ما، معتقدين أنهم قد حققوا السلامة له بهذا القماط، وفي الحقيقة تختلف درجة التقميط وقوته من بلد لآخر، ولي تجربة شخصية في هذا الصدد فقد كنت في زيارة صديقة لي بعد ولادتها، وهي من بلد من بلاد الخليج،ولا ان استطتيع ان أصف لكم ما حدث لي عندما رأيت المولود، لقد أصابني القلق والزعر عليه من قسوة الطريقة التي كان مقمطا بها، ولم أقتنع إطلاقا بالأسباب التي سردت لي وراء هذا القماط، والتي كان من أهمها الحفاظ على عظام الطفل قوية، وتوفير الأمان بإحكام عضلاته حتى لا يتفزز، وغيرها من المفاهيم الخاطئة، والتي تكون الأم فريسة لها ظنا منها أنها بذلك تحافظ على صحة وليدها، ولم أنسى أبدا حتى اليوم شكل المولود وهو محاصر بهذه الطريقة شديدة القسوة، وهي غير مقصودة طبعا، وظللت أفكر كيف يتنفس هذا الطفل بسهولة، كيف يتحرك، حتى أنني سألت نفسي كيف سيتألم ويعبر عن ألمه؟!
وجاء العلم والدراسات لتثبت خطر التقميط على الأطفال وتوضح أثره السلبي عليهم، فقد أشارت دراسة علمية بأن التقميط يهدد السلامة الجسدية والسيكولوجية للطفل ومن أسوأ آثاره على الطفل ما يلي:
•إعاقة حركة الطفل
•العمل على بطء نموه
•التقليل من إستجابته للبيئة المحيطة به، وعدم التجاوب معها.
•صعوبة التنفس بشكل طبيعي نتيجة لضغطه على القفص الصدري وعدم كفاءة دورته الدموية بالشكل الأمثل الذي يضمن سلامته
ثانيا: تكحيل العين
يعتقد البعض خطأ أن تكحيل الأطفال حديثي الولادة أمر هام وضروري لتقوية أبصارهم، ولزيادة سماكة الرموش، والعمل على تكثيف الحواجب فيظهر المولود بأجمل طلة، وقد ردت دراسة سعودية على هذا الإعتقاد الخاطيء بعكس ما ترفضه العقول التي تسلم وبطريقة غريبة لمثل هذه المعتقدات، والعادات الضارة، إذ بينت تلك الدراسة أضرار الكحل على عيون الطفل، خاصة لإحتواؤه على نسبة كبيرة من الرصاص، فقد وجد الأطباء في مستشفى الملك فيصل التخصصي، بعد تحليل عينات عشوائية من الكحل الذي يباع في الأسواق والأنواع الهندية بالأخص، أن نسبة الرصاص فيها تتراوح بين 85 في المائة إلى مائة في المائة في كل غرام من الكحل. وأوضح الأطباء أن هذه النسبة من الرصاص تضر بالعيون وخصوصا عند الأطفال حديثي الولادة، لإحتمالية إصابتهم بتسمم الرصاص، وما يسببه من اعتلالات دماغية تقود الأطفال للموت، وعمل على زيادة نسبة وفيات الأطفال لتصل إلأى 25%.
ثالثا: تمليح جسد الطفل
إعتقاد آخر بضرورة فرك جسد الطفل المولود بالملح ظنا منهم أن ذلك سيضمن للطفل جلد صحي ونظيف، وقد حذر جميع الإختصاصيون في مجال طب الأطفال من إتباع ذلك، لأنه يلحق ضررا مؤكدا للطفل نتيجة لفقد الطفل للسوائل كنتيجة لإرتفاع نسبة الصوديوم بالدم.
رابعا: إستعمال البخور
تعتقد بعض الأمهات بضرورة إستخدام البخور كحماية لأطفالهن من الإصابة بالعين، أو الحسد، إلا أن رائحة البخور قد تعرض المولود للخطر، فيحدث وفي كثير من الأحيان أن يتضرر منه الأشخاص البالغين، ولآثار البخور الضارة بالأطفال خاصة المواليد الجدد منعت مستشفيات دولة الإمارات العربية المتحدة إستخدام البخور فيها لضمان سهولة عملية التنفس عند الأطفال ولتوافر الكمية المناسبة لهم من الأكسجين، الذي يعمل البخور على إستهلاك كمية كبيرة منه، كما حذر الأطباء منه لإضرار ترتبط بالغشاء المخاطي للطفل ما يسبب له، سيلان الأنف، والسعال، وأضرارا تنفسية أخرى.