إكتئاب الولادة يصيب الرجال أيضا!

إكتئاب الولادة يصيب الرجال أيضا!

ريهام كامل
23 مارس 2015
قد تتعرض المرأة للإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة، وهو بالأمر الشائع لدى بعض النساء قد يكون الخوف والقلق أحد أسبابه، وقد تكون أسبابه غير معلومة بدقة، ولكن المدهش أن الرجل وهو الأب في هذه الحالة قد يكون عرضة للإصابة بإكتئاب ما بعد الولادة، لدوافع معلومة ويمكن فهمها بسهولة.
 
فبعض الرجال قد تظهر عليه أعراض الإكتئاب بمجرد رؤية طفله، بحيث تنتابه مجموعة من المشاعر المتداخلة هو سعيد جدا برؤيته إلا أن الخوف من المسؤولية والدور الجديد الذي ألقى على كاهله يعيق فرحته قليلا، ويحدث ذلك في حالات قليلة، كما أن القلق على الطفل والخوف من عدم القدرة على تلبية إحتياجاته قد تكون أحد الأسباب التي تؤدي بالأب إلى الإكتئاب، وفي بعض الأحيان ينعزل الرجل قليلا ويفكر فيما حل به الآن فقد كان وحده مالكا للأم (زوجته) ومتمتعا بكافة الإهتمام والرعاية، أما الآن فأصبحت الأم منشغلة عنه بعض الشيء لحاجة مولودها الجديد لها.
 
وهو شعور لا إرادي يشعر به الرجل في بعض الأحيان، ولكنه سرعان ما يزول بعد أن يكبر طفله قليلا ويبدأ في التعلق به، ويظهر حبه له بقوة، فعاطفة المرأة تسبقها في كل شيء، أما الرجل فيحتاج لوقت حتى يترجم ما يشعر به، وهذا ما يميز قلب الأم.
 
ونفسيا وفي حالات شديدة ونادرة يكون فيها الخوف من المسؤولية أمرا مبالغا فيه، ما يفاقم من حدة المشكلة وقد يؤدي في كثير من الأحيان إلى هروب الأب بعيدا عن الأم، وطفله لعدم قدرته على إستيعاب الموقف الجديد. 
 
وقد أكدت الدراسات إصابة الآباء بإكتئاب ما بعد الولادة موضحة أن هناك حالة من بين 10 حالات يصيبها هذا النوع من الإكتئاب. كما أكد المتخصصون زيادة فرص الإصابة به بين صفوف الآباء الذين تزوجوا في عمر صغيرة لشعورهم بالقلق والخوف من المرحلة الجديدة.
 
وهنا يتجلى دور الأم، للتخفيف من حدة ذلك على الأب ودعمه وتخفيف الأمرعليه ومشاركته القلق والخوف وإظهار الجوانب الإيجابية للإنجاب في عمر مبكر، كما ينبغي عليها إشعاره بالأبوة، فعلى الأم أن تقرب بين المولود الجديد والأب، بحمله وبالمكوث معه أحيانا عندما تنشغل بإعداد أمر آخر، وعليها أن تشعره بأن الأمر طبيعي، والخوف منه عارض مؤقت وسرعان ما سيزول.
 
كما أنه يتعين على الأب أن يحمد الله تعلى ويتذكر قلوبا تتلهف شوقا لإنجاب طفل ورؤيته، بل أن منهم من على إستعداد لفعل المستحيل ليرزق بطفل مثله، وعليه أن يهدأ وينتظر رزق مولوده بصدق الإيمان وحسن الشكر على النعم.