الحمل الكاذب.. رفض للواقع أم حنين خرج عن السيطرة؟
يعد الحمل الكاذب من أقسى التجارب التي تتعرض لها كل من طال إنتظارها للحمل، وهفت روحها شوقا ولهفة على إنجاب طفل ينير حياتها ويكون سببا في سعادة كبيرة لا تقارن بأي من مغريات الحياة، ربما كان السبب فيه حنينها للأمومة، ورغبتها الملحة في الحمل بجنين ينبض في أحشائها، أو ربما رفضا للواقع الذي ثقل عليها تقبله، فتارة شاكرة، وتارة باكية، وحائرة.
فالحمل الكاذب علميا هو حالة تصيب النساء اللاتي يبحثن عن الإنجاب، حيث تتشابه أعراضه مع أعراض الحمل الحقيقي كانقطاع الدورة الشهرية وانتفاخ في البطن ولكنه في هذه الحالة يكون بسبب تراكم الدهون على جدارها، وتبدو فيه حركة الأمعاء كحركة الجنين وتزامن ذلك مع حدوث تغييرات في الثديين فتظن المرأة أنها حامل، وأن الوقت قد حان لتصبح أما.
والآن ما هي أسباب ظاهرة الحمل الكاذب علميا؟
حتى الآن لم يتعرف الأطباء على سبب علمي لحدوثه، ولذلك يتم تعليل حدوثه بسبب نواحي نفسية وإنفعالية ناتجة على شوق المرأة للحمل والأمومة، فيبدأ جسمها بترجمته ما تلح فيه نفسيتها وحسها الأمومي، ما يؤدي إلى إرتفاع هرموني الإستروجين والبرولكتين، المسببين لهذه الأعراض، والتي تماثل أعراض الحمل الحقيقي تماما، وفي حالات عديدة قد يحدث نفس الأعراض للمرأة التي لم ترزق بأطفال، وقربت من سن اليأس.
ما هي خطورته؟
تكمن خطورته في خطأ التشخيص الذي قد يعرض المرأة لمخاطر صحية، وصدمات نفسيا، فعدم إكتشاف الأمر قد يؤدي إلى تجاهل مشكلة صحية ناتجة عن فهم خاطئ لما يحدث من آلام في البطن أو غيرها وربطها بالحمل، وكذلك تعرض المرأة لصدمات نفسية عنيفة فهي تحلم بموعد الولادة ورؤية جنينها.
ما هي الفحوصات اللازمة للكشف عنه؟
يعد الفحص النسائي وفحص الموجات فوق الصوتية للرحم أهم الفحوصات التي تجرى خلال فترة الحمل الطبيعي للكشف عن الجنين ومشاهدته، فالجنين لا يظهر فيها ولا يمكن سماع دات قلبه، وفي هذه الحالة يسهل التأكيد بأنه حمل كاذب، ولكن ما يزيد المشكلة تفاقما أن أنه في بعض الحالات، قد لا يستطيع الطبيب التعرف على الحمل الكذب، وذلك بسبب حدوث بعض التغيرات مشابهة لتلك التي تحدث اثناء الحمل الطبيعي، حيث يجد الطبيب الرحم متضخما فيظن أنه يحتضن جنينا داخله.
والآن عزيزتي الحنونة الحالمة بالأمومة ماذا عليك فعله وكيف تتعاملين مع الأمر؟
أقدر معاناتك ولكن إعلمي شيئا واحدا هو كفيل بتقبلك لهذا الأمر، هو أن الله تعالى هو من قدر لك ذلك، وهو قادر على تحقيق أمنيتك ولكنه يختار لنا ما ينفعنا ولا يضرنا، فكم من أماني تمنيناها ولم ننال منها إلا ما أختاره الله لنا.. فانتظري وإرضي بقضائه سبحانه وتعالى.
أعلم أن الأمر قاس ولكن الله رؤوف رحيم...