الخيانة الزوجية والهاتف المحمول
مفهوم جديد للخيانة الزوجية غير التقليدية!! إنها الخيانة التكنولوجية أو الخيانة بواسطة التكنولوجيا، هذه الطريقة التي اقتحمت حياة الشريكين دون استئذان. والسؤال: ما الذي تبدل في العلاقة الزوجية في زمن الإنترنت والستالايت والكومبيوتر والفيديو والهاتف النقال ووسائل الإعلام التي تستهدف الغريزة من دون العقل وكأنها تخاطب حيواناً لا إنساناً؟
يبدو السؤال متشعباً وسط كل هذه الفوضى التكنولوجية التي امتلكتنا بوسائلها المتعددة ولم نستغل تلك التكنولوجيا في برمجة حياتنا بشكل حضاري وعصري، على العكس ربما لم نأخذ من تلك التكنولوجيا إلا مساوئها، وإذا ما أخذنا الأسرة نموذجا سنرى كم من العائلات تفسخت وتحطمت علاقاتها وروابطها وحدث الطلاق بين الزوجين نتيجة هذا الطارئ الثقيل الجديد الذي يسمى "التكنولوجيا العصرية".
ولأن السعادة الزوجية تقوم على المودة والمحبة والألفة والاجتماع بين أفراد الأسرة والحوار اليومي واللقاء كل ساعة أو دقيقة بين الرجل والمرأة وبين الأسرة بعضها مع بعض فإن ما حدث من غزو هذه الوسائل لمختلف البيوت قد دمر خطوط الاتصال بين الزوج وزوجته وتلاشت خطوط التواصل والتفاهم بين أفراد الأسرة الواحدة، فقد تجد ضمن الأسرة الواحدة ومع كل فرد هاتفا نقالا على الأقل حتى ان افراد الاسرة يتواصلون مع بعضهم البعض عبر الهواتف داخل المنزل.
لعل الوقوع في الخيانة سببها الرئيس الفراغ العاطفي وضعف الإيمان والوازع الديني الذي يمنع الوقوع في هذه المخالفات فغياب هذه الضوابط وراء السقوط في الخيانة الزوجية.
ويقال "أن الرجل يتزوج بامرأة واحدة كي يهرب من سائر النساء، ثم يطارد سائر النساء لينسى تلك الواحدة"، ويقول المثل الصيني: "إن زوجات الآخرين هن الأفضل دائما". ويقول سليمان الحكيم: "المرأة العاقلة تبني بيت زوجها والسفيهة تهدمه، ولكي يكون الزواج سعيدا هنيئا يجب أن يكون الرجل أصم والمرأة عمياء".
من خلال تلك المقولات السابقة يمكننا القول إن ثمة أسرة في وقت ما كانت تعيش بذاك الشكل وثمة رجال حافظوا على كيان أسرتهم وثمة سيدات أوصلن سفينة الأسرة لبر الأمان لكن كثيرين آخرين يقولون عن تلك الأسر التي نجحت سابقا وليس الآن أنه لم تكن التكنولوجيا قد وصلت إلى زمنهم القريب البعيد. فالرجل كان حقا أصما والمرأة عمياء في حبهما لبعضهما البعض ولتلك المؤسسة الصغيرة الجميلة التي كان اسمها أسرة ذات يوم.