السعودية: خصوصيَّة الخادمات والسائقين على الـ«بلاك بيري» والـ«آي فون»

جدة – إسراء عماد قد تستغربين استخدام عاملة المنزل والسائق لجميع وسائل التكنولوجيا عبر الـ«إنترنت»، والدخول إلى عالم «الدردشة»، والتواصل الاجتماعي، عبر أجهزة الـ«بلاك بيري» والـ«آي فون»، والـ«جالكسي» وغيرها، لكنك تعتقدين أنَّ ذلك قد يفيدك ربما كثيراً في التواصل معهما من دون تكلف، لكن في الوقت نفسه عليك أن تحذري ولا تأمني لهما كثيراً فقد تكون النتيجة بخلاف ما تتوقعين وما لا يحمد عقباه. «هـي» التقت عدداً من السيدات اللاتي يستخدم السائقين لديهن وعاملات المنازل، وسائل الاتصال الحديثة عبر الإنترنت، ليطلعننا هل هنَّ على علم بما يجري، ويدفعهن الفضول لذلك، أم أنَّهنَّ لا يتدخلن باعتبار الأمر خصوصيَّة. لا أتدخل في خصوصياتها عاملة السيدة خلود زين لديها «لاب توب»، وجهاز «آي فون» وآخر «جالاكسي S3» وجهاز «بلاك بيري». وعن ذلك تقول السيدة خلود: أهديتها هذه الأجهزة كمكافأة سنويَّة لها على مكوثها لدي منذ فترة طويلة. وأضافت: "أنا لا أتدخل في خصوصياتها، لأضع حداً في التعامل بيننا". لا حاجة لإجازة طويلة من جانبها أوضحت العاملة يوسنية، أنَّها وبعد استخدامها لهذه الأجهزة أصبحت تتواصل مع أهلها وأقاربها في إندونيسيا من خلال «سكايب»، وهو ما أعانها على الجلوس لفترة أطول هنا، ولم تعد تحتاج لإجازات طويلة للسفر إلى بلدها، خاصة أنَّها يومياً تتواصل مع عائلتها وترى أبناءها وتطمئن عليهم. سائق بحسٍّ صحفي أما سائق السيدة م. س.، التي تعمل في مجال الصحافة، فهو يقوم بمساعدتها في رصد كل ما هو جديد وتصوير الأحداث من حوله، لمساعدتها في عملها، وتفاجأت حين قام بإضافة والدتها على ال «فيس بوك»، وأخبرها أنه اشترى جهاز «بلاك بيري» وتعلم طريقة استخدامه. كلمة السر بينما تقول أم لمار: "العاملة لدي تستخدم جهاز الـ«بلاك بيري»، وتقوم بالدردشة طيلة الوقت مع أصدقائها، وأذكر في أول يوم بدأت فيه العمل كان أول استفسار لها ما هي كلمة السر الخاصة بالإنترنت؟ بدلاً من السؤال عن غرفة أدوات التنظيف". المطبخ للتواصل تستخدم عاملة أم سارة برنامج الـ «واتس آب» للتواصل مع عاملات من أقاربها وتقول: :كنت أجدها تمكث في المطبخ لساعات عديدة إلى أن اكتشفت أنَّها تقوم بالكتابة عبر الجوال لصديقاتها". تكتيك محكم لكن الأمر كان مختلفاً مع السيدة رشديَّة علوي التي قالت: "سُرِقَ منزلي بسبب عاملاتي، حين خَرَجَت معنا للسهر خارجاً، ولاحظت أنَّها ممسكة طوال الطريق بالجوال وكأنَّها تَصِف تحرُكاتنا لشخص ما، وحين العودة وَجَدْت المنزل مسروقاً من دون كسر للباب الخارجي، لذلك مَنَعْت أي خادمة لدي من استخدام الأجهزة الشخصيَّة". عفويَّة طفلة وصُدِمَت السيدة رنا عفيف حين أخبرتها ابنتها بعفويَّة أنَّ العاملة لديها حساب على الـ«فيس بوك»، وأنَّها تقوم بوضع صورها وصورهنَّ عليه، وعلى الفور طلبت منها مسح صور بناتي من حسابها وفوراً. عصابات منظمة مدير عام الشؤون الاجتماعيَّة بحائل، سالم سبعان، أوضح أنَّ السبب الرئيسي لكثرة هروب العاملات هو استخدامهنّ للأجهزة الإلكترونيَّة بمختلف أنواعها، فقبل انتشار الأجهزة الإلكترونيَّة لم تكن تأتينا أي شكاوى من هروب خادمات أو عمليات سطو. فالعاملات الآن أصبحن وقبل قدومهنَّ يَتَّفِقن مع عصابات تُوَفِّر لهنَّ إغراءات ماليَّة بمنحهنَّ 5000 ريال شهرياً بدلاً من الـ800 نظير خدمتهنَّ داخل المنزل، وبالتالي يستجبن ويهربن، والسبب توفر أجهزة الاتصال التي تربطهنَّ بأفراد العصابة، والمواطن هو الضحيَّة. لذلك يجب على المواطنين منع خصوصيَّة استخدام العاملات للأجهزة، على أن يتوفر للعاملة وسيلة للتواصل مع أهلها، سواء عن طريق خط الهاتف المنزلي أو أي وسيلة أخرى تحت إشراف أهل المنزل، فهي قادمة للقيام بعمل داخل المنزل ولا تحتاج إلى أجهزة بحوزتها. خادمات مودرن وأوضحت موَرِّدة العاملات أم محمد أنَّ العاملات الآن لم يعدن كما عهدناهنَّ سابقاً من الطبقات غير المتعلمة، فالكثير منهن، سواء من داخل المملكة أو ممن يستقدمن من الدول الأخرى، خاصةً من جنوب شرقي آسيا، منفتحات على العالم، وبخاصة من الجنسية الفيليبينية اللاتي يسرفن في تدليل أنفسهنّ حتى بأبسط الإمكانات، ونجدهنَّ في أيام العطلات يذهبن إلى أفضل الأماكن للتسوق والأكل والتواصل مع صديقاتهنَّ، هذا بخلاف وسائل الاتصال التي أصبحت متاحة لهنَّ لمزيد من الخصوصيَّة وربما القيام بفعل أشياء يكون آخر من يعلم بها أفراد الأسرة التي يعملن بها.