السياحة الدينية في السعودية.. جولة على أشهر المعالم المقدسة

تعتبر السياحة في المملكة العربية السعودية أحد أسرع القطاعات نموا، كونها تمثل أحد المحاور الهامة لرؤية السعودية 2030..

ووفقاً لتقرير منظمة السياحة العالمية "باروميتر"، الصادر في يناير 2024، فقد حققت المملكة تعافيًا بنسبة 156% في أعداد السياح الوافدين خلال العام 2023 مقارنةً بالعام 2019..

وفي مارس 2024، كشفت البيانات الرسمية، أن المملكة حققت رقمًا قياسيًا هو الأعلى في تاريخها في إنفاق الزوار القادمين إليها من الخارج خلال العام 2023 بما يصل إلى 135 مليار ريال بنسبة نمو قدرها 42.8% مقارنة بعام 2022..

فإضافة للمخزون التاريخي والتراثي الكبيرين، والتنوع الطبيعي والثقافي للمملكة، تعد أرضها مهبط الوحي، ومهد الدين الإسلامي، ما جعلها محل جذب سياحي ديني كبير، حيث يقصد المسجد الحرام والمسجد النبوي ملايين المسلمين لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة كل عام..

وقد احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الأولى في أكثر الوجهات العربية تفضيلا من قبل السياح المسلمين..

فرغم وجود أكثر من 10 آلاف موقع تراثي وثقافي في الممكلة، منها 500 ذكرت في الشعر العربي الجاهلي، ونحو 400 موقع آخر ورد ذكرها في السيرة النبوية، لكن تظل مكة المكرمة أكثر مدن المملكة العربية السعودية جذباً للزوار، تليها المدينة المنورة..

ولابد من الإشارة هنا إلى أن المملكة العربية السعودية ترفض إطلاق تسمية "السياحة الدينية" على زوار بيت الله الحرام، حيث رفض الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة تسمية الحج والعمرة بالسياحة الدينية، وقال: لا يوجد سياحة دينية في مكة المكرمة، بل إنها مكان للحج وللعبادة، وكل من يقصد بيت الله الحرام هو لأداء الفروض الإسلامية، والسياحة خارج حدود مكة والمشاعر المقدسة..

أشهر المعالم الدينية في المملكة

تزخر المملكة العربية السعوجية بالعديد من المعالم الدينية والتاريخية التي تجذب الزوار المسلمين من مختلف بلاد العالم، وسنذكر هنا بعضا من أهم هذه العالم..

المسجد الحرام

قبلة المسلمين، يقع في قلب مدينة مكة المكرمة، ويضم الكعبة المشرفة، أول بيت وضع للناس للعبادة، ويتسع لملايين المصلين، ويمثل مركزًا رئيسيًا للحج والعمرة، وفريضة دينية واجبة على كل مسلم، مرة في العمر لمن استطاع إليه سبيلًا..

المسجد النبوي الشريف

ويقع في المدينة المنورة، ويضم قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وهو وجهة رئيسية للزيارة والسياحة الدينية، حيث يأتي إليه الزوار من مختلف أنحاء العالم..

جبل أحد

وهو أحد الجبال الشهيرة في المدينة المنورة، ويُمثّل معلما تاريخيا وجغرافيا مهما، فعنده وقعت معركةُ أُحُد الشهيرة في بدايات الإسلام بين المسلمين وقريش، واحتضنت أرضه 70 شهيدًا من الصحابة الذين استشهدوا في المعركة، وهو يبعد عن المسجد النبوي الشريف 4 كلم، ويعتبر أحد أهم الأماكن التي يحرص زوار المدينة المنورة على زيارتها..

مسجد القبلتين

وقد شهد هذا المسجد لحظة تاريخية فارقة في تاريخ الإسلام، حين تحول المسلمون في صلاتهم من التوجه نحو المسجد الأقصى إلى التوجه نحو الكعبة المشرفة، ويعتبر هذا المسجد التاريخي من أهم المعالم الدينية في المدينة المنورة..

وتكون المسجد من قبتين ومئذنيتين، ويقع على بعد حوالي 4 كيلو مترات من المسجد النبوي الشريف، ويشغل مساحة تصل إلى أكثر من 3900 متر مربع..

متحف مكة المكرمة

يفتح متحف مكة المكرمة لزواره نافذة ثقافية تأخذهم في رحلة رائعة عبر تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة، وهو من أهم المتاحف في المملكة العربية السعودية، حيث يضم في قاعاته معروضات متنوعة تجسد روائع الحضارة الإسلامية في مختلف المجالات والعصور..

ويقع متحف مكة المكرمة في حي الزاهر على طريق المدينة المنورة، مما يجعله وجهة سهلة الوصول للزوار الراغبين في استكشاف تاريخ الحضارة الإسلامية العريقة..

غار حراء

وهو يقع في الجهة الشماليّة الشرقيّة من المسجد الحرام، في أعلى جبل النور، بمكة المكرمة، وقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يلجأ إلى غار حراء قبل البعثة، ويجلس فيه اللّيالي المتواصلة يتفكّر في الكون من حوله ويتعبّد إلى ربّه..

ولغار حراء مكانة رمزية كبيرة في الإسلام، فقد نزل فيه الوحي على النبي _صلّى الله عليه وسلّم_ أول مرّةٍ، ويزوره عشرات الآلاف من المسلمين كل عام.

غار ثور

وهو يقع في الجهة الجنوبيّة من مكة المكرمة، وهو عبارة عن صخرة فيها تجويف تقع أعلى الجبل الذي يحمل نفس الاسم، وله فتحتان؛ فتحة في مقدّمته والأخرى في مؤخّرته، وقد اختاره النبي _صلّى الله عليه وسلّم_ ليمكث فيه حين غيّر الطريق المعتادة خلال هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، هو وصاحبه أبو بكر الصّديق _رضيَ الله عنه_..

مسجد قباء

وهو يقع في المدينة المنورة، وهو أول مسجد أسسه الرسول _صلى الله عليه وسلم_ عندما وصل إلى المدينة المنورة مُهاجراً إليها من مكة المكرمة، وشارك في وضع أحجاره الأولى ثم أكمله الصحابة _رضوان الله عليهم_.

ويحظى مسجد قباء اليوم برعاية واهتمام كبيرين، حيث يعد من أكبر مساجد المدينة المنورة بعد الحرم النبوي الشريف، ويُعد مقصداً لزوار وسكان المدينة المنورة، تتم ملاحظته من أماكن عدة بالمدينة نظراً لموقعه المميز والمرتفع بعض الشيء..

البقيع

وهي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي _صلى الله عليه وسلم_، وتعتبر أشهر المقابر على مستوى العالم الإسلامي، ويدفن فيها كل من توفي في المدينة المنورة، سواء من أهلها أو من المجاورين والزائرين..

وتقع مقبرة البقيع شرق المسجد النبوي الشريف، ودفن بها أكثر من عشرة آلاف صحابي، منهم ذو النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين، كما دفن بها عدد كبير من آل بيت النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأمهات المؤمنين زوجات النبي _صلى الله عليه وسلم_ عدا السيدة خديجة والسيدة ميمونة رضوان الله عليهما..

وهذه المقبرة يقصدها بالزيارة كل من زار المدينة المنورة من الحجاج والمعتمرين، تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يزورها ليلاً ونهاراً ويدعو ويستغفر لأهلها..