الفلسطيني خالد نصار :ابني اكتشفت موهبتي بالصدفة

لا تخلو لوحات الفلسطيني خالد نصار من إحساس القضبان بخطوطها الرأسية النافذة والحجارة بأحجامها العضوية المتأرجحة بين الهندسية الحادة والطبيعية  والتي استمدت خطوطها بفعل قسوة الزمن والبشر حيث تحمل تفاصيل الحجارة دقات قلوب شعب صامد في وجه القمع والحصار والتعذيب، على مر السنوات هي التقت التشكيلي خالد نصار في معرضه الذي افتتحه مؤخرا أ.د.صلاح المليجي ، رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصري تحت عنوان "صرخة لون" بمتحف محمود سعيد

  مارست الفن وعمرك  ووصلت لمرحلة هامة من الإبداع فكيف اكتشفت موهبتك ..؟

في عام 1997 كنت أعانى من بعض المشاكل الصحية والمادية وأعيش  وضعا صعبا وكان عمري وقتها 38 عاما وفي أحد الأمسيات مع عائلتي كنت أتابع التلفزيون في انتباه ، ولم أكن منتبه لما كنت أفعله فكنت أعبث بخطوط غير مفهومة في كراس أحد أبنائي وبعد وقت قصير وجدت ابني ينظر لخطوطي مشدوها ووجدتني رسمت بورتريه لمذيع كان بالتلفزيون واندهشت كثيرا من حبكة الخطوط وقوتها واستشعرت أن بداخلي  شيئا   أريد التعبير عنه ويومها قررت أن ألتحق بمرسم وأخذت ارسم وارسم بدون انقطاع وتحولت  الطاقة السلبية كلها بداخلي لخطوط وألوان  وخربشات  وبعد فترة عرضت رسوماتي بجمعية الفنانين التشكيليين وقد بهروا بها تماما وشجعوني كثيرا والتحقت بدورة لتعلم الرسم وقواعده وانطلقت بعد ذلك بلا حدود وشاركت في العديد من المعارض الجماعية بالداخل والخارج وأغلبها كان بقطاع غزة

تعيش فلسطين في وجدان كل عربي وبصفتك فنان فلسطيني كيف يعبر الفن عن قضيتك ..؟

تجربتي كفنان فطري تلقائي لم أدرس الفن أكاديميا وخرجت من شريحة البسطاء الممثلة للسواد الأعظم من الشعوب أو قاعدة الهرم العملاقة وحاولت التعبير كفنان فلسطيني عن معاناة الإنسان البسيط وعما يجول بخاطره.. أوهامه وأحزانه وآلامه وإرهاصاته.. الإنسان الفلسطيني بكل تحولاته وقلقه من المستقبل وخوفه من المجهول وظمأه للحرية وللوطن ..والأشكال التي أصوغها هي عصارة المخزون البصري والثقافي لدي. وأرى التزامي بالقضية الفلسطينية هو التزامي بالصدق الفني لكي أكون جزءاً من النسيج الثقافي الفلسطيني فهوية الشعوب تتكون من خلال صدق الأفراد مع  ذاتهم ، وتعبيرهم بصدق وإخلاص وموضوعية عن القضايا التي تشغل بال أوطانهم

وماذا عن معرضك الأخير صرخة لون..؟

صرخة لون هي تجربة فلسفية لونية محضة وهي تمثل أحد مراحل تجربة استمرت لسنوات بدأت بمرحلة "صراع مع اللون" ثم "حوار اللون" ثم "في أعماق اللون" حتى وصلنا "لصرخة لون" فهناك الكثير من الصرخات خرجت من أفواه الكثيرين لتعلن عن غضبها المحتدم من الفساد والظلم ، خاصة الشعب الفلسطيني حيث فلسطين تصرخ وتئن منذ فترات طويلة تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي ولا مجيب.. فغزة تئن بشدة تحت وطأة الحصار ، فالصرخة أضحت صرخة موحدة بين الشعوب المتطلعة للحرية الحقيقية

 وكيف ترى المرأة التشكيلية الفلسطينية وهل إبداعها أقل زخما من الرجل في تناول القضية الفلسطينية..؟

الحديث عن تجارب المرأة في الفن التشكيلي الفلسطيني لا يعني البحث عن حركة تشكيلية نسائية منغلقة على ذاتها فالواقع أن فصل تجربة فن المرأة عن فن الرجل محاولة فاشلة فكلا المرأة والرجل كيان أنساني واحد له فكر يعبر عنه وتجارب المرأة الفنانة في الفن الفلسطيني المعاصر، لا تقل فاعلية وأهمية وحضورا عن تجارب الرجل، وثمة إبداعات تشكيلية للمرأة الفلسطينية توزعت على مختلف المراحل التي مر بها الفن الفلسطيني

 من كل هذا الواقع المؤلم فهل ترى أمل في المستقبل القريب..؟

هناك أشياء كثيرة في الحياة تستحق أن نعبر عنها ونخلص من اجلها، فالشعب الفلسطيني الذي يناضل منذ سنين طويلة. يناضل حبّا للحياة، وقد تفوق الفلسطيني على المعاناة التي يعيشها لأنه يحب الحياة، ونحن نحب الحياة، وهناك أشيئا كثير نحبها وتستحق ان نعيش من اجلها. وعلى الرغم من كل مشاعر اليأس والإحباط فما زال هناك بصيص أمل يبثه في جزء من لوحاته...والأمل يتفاوت وشمس الحرية لن تغيب أبد الدهر.