سونيا غاندي ملحمة الدم والنار
عمرو رضا
لا يمكن اختصار السيدة سونيا غاندى في منصب رئيس حزب المؤتمر الحاكم في الهند، فهي أكبر من هذا بكثير لأنها باختصار آخر حلقات ملحمة الدم والنار التي شهدتها شبه القارة الهندية منذ كفاح غاندي في مقاومة الإستعمار البريطاني، وحتى الان ودفعت ثمنها العائلة الشهيرة الكثير من الدم.
سونيا مينو الشهيرة بلقب غاندي، ولدت في 9 ديسمبر 1946، في "أورباسانو" بالقرب تورينو، إيطاليا، تغير مسار حياتها عندما التقت راجيف غاندي أثناء دراستها للغات في جامعة كمبريدج البريطانية، وتزوجا في 1968 ثم انتقلت للعيش معه في مسكن امه، رئيسة وزراء الهند انذاك انديرا غاندي، ليرتبط اسمها بالعائلة التي حكمت الهند أغلب سنوات الاستقلال.
بعد خمس عشرة سنة كاملة من زواجها أصبحت مواطنة هندية في عام 1983، وتخلت عن جنسيتها الإيطالية التي كانت تمثل عائقا أمام طموحات زوجها السياسية التي انتهت باغتياله في 21 مايو 1991، وكان عليها أن تواجه ضغطاً كبيراً من حزب المؤتمر حتى تدخل عالم السياسة، حيث جرت العادة أن يتولى أحد أفراد عائلة الزعيم الهندى نهرو رئاسة الحزب، لكنها رفضت في البداية مواجهة مصير من سبقوها وأغلبهم مات في حوادث اغتيال.
بعد سنوات من العزلة رضخت سونيا غاندي للضغوط وعادت إلى عالم السياسة، وتولت زعامة حزب المؤتمر عام 1998، ثم فازت بمقعد بالبرلمان الهندي عام 1999، وساهمت في استعادة الكثير من شعبية الحزب بمساعدة ابنها راهول وابنتها بريانكا ورغم منعها من تولي رئاسة الوزراء بسبب أصولها الايطالية، اختيرت السيدة الأكثر نفوذا في ثاني أكبر بلد في العالم من حيث عدد السكان، لتحتل بعدها بجدارة موقعها في أكثر شخصيات العالم تأثيرا للعام 2013.