رولا سعادة.. من أزقة بيروت إلى قصر الرئاسة الأفغاني

عبرت السيدة الأولى في أفغانستان رولا سعادة، اللبنانية الأصل عن أملها في توظيف التعددية الثقافية لديها، لخدمة أفغانستان، حيث ترفض الانزواء في القصر الرئاسي بل تصر على لعب دور في الحياة العامة.
 
نبذة سريعة عن رولا سعادة
رولا البالغة من العمر 66 عاما عاشت في الولايات المتحدة وفي باريس وتأثرت بالثورة الطلابية في مايو من العام 1968، وتعرفت على مقاعد الدراسة بأشرف غني الذي شغل في ما بعد منصبا رفيع المستوى في البنك الدولي قبل أن يصل إلى سدة الرئاسة في بلده خلفا لحميد كرزاي.
 
جذور ودراسة رولا سعادة
رولا سعادة ولدت ونشأت في أسرة مسيحية مارونية في لبنان، درست في "دير الناصرة"، وانتقلت بعدها إلى فرنسا حيث أكملت دراستها الثانوية، لتعود بعدها إلى لبنان وتعمل في مجال الصحافة وتحديدا في وكالة الأخبار الفرنسية، وبعد فترة رجعت الى مقاعد الدراسة، فدخلت الجامعة اليسوعية حيث درست الاقتصاد لمدة سنة، لتقرر تغير تخصصها ودراسة العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، وقد ساعدت أعمال الشغب الطلابية التي اندلعت في عام 1968 ببيروت واعتقالها  خلالها في إشعال جذوة الاهتمام السياسي في داخلها.
 
رولا سعادة وأشرف غني
تعرفت رولا على أشرف غني في 1970 في نفس الجامعة حيث كان يدرس علم الإنسان، وعندما عرضت موضوع رغبتها في الارتباط بأشرف تقبّلت عائلتها الأمر كونها عائلة منفتحة، وقبل أن تتزوج، تعرفت على عائلته وهي من قبيلة البشتون التي لها وزنها في البلد ومن المثقفين وملاك الأراضي حيث كان والده يملك أراضي شاسعة ومصالح زراعية وصناعية، وبعد التخرج عاد غني وزوجته عام 1974 إلى أفغانستان للتدريس في جامعة كابول، وحصل خلالها على منحة لمتابعة دراسته في الخارج.
 
وتلقت سعادة علومها الجامعية في كلية العلوم السياسية في باريس، قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة لتعيش فيها ثلاثين عاما لم تحل دون الحفاظ على لكنة فرنسية ممتازة، وهي تشعر أن واحدة من هوياتها هي الهوية الفرنسية.
 
رولا سعادة وأشرف غني من واشنطن إلى كابول
وبقيت العائلة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث شغل أشرف مناصب مهمة في هيئات تابعة للأمم المتحدة، ومنها البنك الدولي، بعدما غزا افغانستان الاتحاد السوفياتي عام 1979، وتلاه نظام طالبان، وعندما تم تعيين أشرف وزيرا للمالية في عام 2002، عاد إلى أفغانستان، وهناك في كابول، تطوعت رولا لمدة ست سنوات في مؤسسة "أشيانا"، وهي منظمة غير حكومية تقدم الخدمات لأسر الأطفال الذين يعملون في الشوارع، والكثير منهم من عوائل النازحين.
 
كم عام امضت سعادة في افغانستان؟
تعيش رولا في أفغانستان منذ نحو 12 عاماً وفق الاصول المتبعة، وساهمت في بناء المنزل في كابول مع حديقته، وتتولى الاشراف بنفسها على تفاصيل الحياة كما لم تتخلى رولا عن ديانتها.
 
ثقافة رولا سعادة.. لبنانية أميركية بهوية أفغانية
يلجأ الخصوم السياسيون حاليا إلى هجمات مباشرة، لأنهم يعتقدون أن مجرد وجود، سيدة أولى مولودة في الخارج، في القصر الرئاسي خطر على الدولة، ويقول قاضي نذير أحمد حنفي، نائب المحافظ في إقليم هيرات: "نحن بحاجة إلى رئيس مسلم ويجب أن تكون عائلته مسلمة، وإذا حاول السيد غني أن يعيش مع زوجته الأجنبية، فإن الأمة ستعرف ذلك، وفي النهاية الناس سوف تذهب إلى القصر وتدمره". 
 
اشاعات واتهامات .. ورولا تواجه
وزعم خصوم آخرون، مثل اعطا محمد نور حاكم ولاية بلخ شمالي افغانستان إلى حد القول "أن أطفال غني وزوجته ليسوا من الأفغان"، وحاولت رولا، التي تحمل الجنسية الأفغانية واللبنانية والأميركية، الابتعاد عن مثل هذه الانتقادات واتخذت في الآونة الأخيرة اسما أفغانيا هو، بيبي جول، بعد استخدام زوجها خلال الحملة الانتخابية الاسم الأخير لقبيلته،  لتذكير الناخبين بجذوره البشتونية.