بولد توكس / 2012 : التحفيز الفكري غذاء للعقل والروح
شهد مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون أمس السبت فعالية "بولد توكس / 2012"، أو "أحاديث جريئة"، التي استضافت مجموعة من المتحدثين العالميين المتسمين بالجرأة والذكاء، تحدثوا في مواضيع تراوحت بين أحداث ساخنة ألهبت أجواء العالم أيام قيام جدار برلين خلال الحرب الباردة، واستعباد الأطفال في صناعة الشوكولاته في إفريقيا.
واستطاع هذا الحدث السنوي إثبات حضور قوي في دبي في خطوة تهدف إلى دفع المجتمع إلى الانخراط في بيئاتهم المحيطة والتفاعل معها ومع ما يحيط بهم.
افتتح "بولد توكس" الصحافي ومعد البرامج الوثائقية الحائز على الجوائز ميكي مستراتي، بحديث حول فيلمه الوثائقي "الجانب المظلم من الشوكولاته"، الذي صوّر فيه بسريّة عمالة الأطفال غير الشرعية في مزارع الكاكاو سيئة السمعة في ساحل العاج، ما استجلب له الجوائز من عالم السينما والعداء من شركات إنتاج الشوكولاته.
وفي حديثها حول الديبلوماسية الثقافية، أثارت السفيرة الأمريكية السابقة والأستاذة الشهيرة في الممارسات الديبلوماسية في جامعة جورجتاون، د. سينثيا شنايدر، نقاشاً محتدماً حول القيمة الحقيقية والتأثير الديبلوماسي ضمن سياق ثورات الربيع العربي.
وأذهل العبقري روديغر غام، المعروف على نطاق واسع باسم "الحاسوب البشري"، الحضور في "بولد توكس"، بقدراته الذهنية الخارقة، إذ استطيع حلّ عدد من المعادلات الرياضية المعقدة باستخدام ذهنه فقط وبشكل لحظي، قبل أن يُطلع الجمهور على فرص تعظيم الاستفادة من إمكانات الدماغ.
واكتمل عقد الحدث بحديث للجندي الأمريكي السابق والمخضرم فيرن بايك، عرض من خلاله تجربته الشخصية كأول ضابط يعمل في مهمة الإشراف على نقطة التفتيش التاريخية "تشارلي"، وهي معبر حدودي كان واقعاً على جدار برلين، خلال فترة الحرب الباردة.
وقال تامر النحاس، مبتكر فعالية "بولد توكس" ومديرها، إن الهدف الأساسي لهذه الأحاديث هو فتح العقول والقلوب على أفكار جديدة، معرباً عن سعادته بنجاح هذه الفعالية مرة أخرى. وأضاف: "الاستجابة للمتحدثين المشاركين في "بولد توكس" هذا العام، والنقاشات المباشرة التي تمّت بينهم وبين الجمهور، كانت رائعة".
تعتبر هذه الفعالية محايدة كربونياً، فالمسؤولية المجتمعية هي جانب أساسي من جوانب روح هذا الحدث منذ انطلاقته في العام 2010. وإضافة إلى ذلك، تكرّم جوائز "بولد توكس" إسهامات الأفراد أو المؤسسات تجاه حماية البيئة وكوكب الأرض. ومن الفائزين في جوائز هذا العام مؤسسة "ميك اي ويش" Make-A-Wish، التي تعمل على تحقيق أمنيات أطفال يعانون من مصاعب مرضية خطرة تهدد حياتهم، ومبادرة "أكوا"، وهي شركة لتنظيم الفعاليات الخيرية وجمع التبرعات لصالح منظمات غير حكومية حول العالم. كما قدّمت "بولد توكس" جائزة تقدير خاص إلى راعي الحدث "إينوك" عن دورها في تشجيع الجمهور على المشاركة وحضور الفعالية لأجل بناء مجتمعات أكثر صحة وأرقى تعليماً وأكثر تحمّلاً للمسؤولية المجتمعية.
وانتهى الحدث بإزاحة الستار عن اثنين من الأعمال الفنية من إعداد الفنانين أمارتي غولدينغ وليلى المصري، اللذين لجآ إلى مواهبهم الفنية لوضع قراءتهما الخاصة لبرنامج "بولد توكس" على لوحتين من القماش. وسيتم التبرع بثمن اللوحتين لصالح صندوق إغاثة أطفال فلسطين.
واتسمت إفادات الجمهور بكونها إيجابية بالإجماع. فقد قال الممثل عن صندوق إغاثة أطفال فلسطين دانييل أورايلي: "من غاية اللطف أن تقدّم فعالية "بلود توكس" الدعم لصندوق إغاثة أطفال فلسطين بهذه الطريقة المبتكرة، وهو أمر يُبرز التنوع الذي يتمتع به هذا الحدث. لقد سمعنا من متحدثين من جميع أنحاء العالم، واطلعنا على كثير من وجهات النظر المختلفة، وبالتأكيد سأفكّر مرتين بشأن الشوكولاته التي أشتريها".
وقال محمد شاه، البريطاني المقيم في دبي منذ عشر سنوات: "إنها المرة الأولى التي أشارك فيها في "بولد توكس"، وهي مبادرة رائعة لتبادل الأفكار والخبرات وبناء المجتمع، وأتطلع منذ الآن إلى المشاركة في الدورة التالية من الحدث".
ورددت الفنانة البلجيكي المقيمة في دبي منذ عشر سنوات، سارة سيليس، أحد الشعارات الأساسية التي قامت تحتها فعالية "بولد توكس"، فقالت: "التمكين يجب أن يأتي من داخل كل فرد. دعونا نتحمّل مسؤولية عالمنا".
يمكن لمن فاته الاشتراك في الحدث، متابعة عرض الفيديو على الرابط التالي: http://www.boldtalks.com/en/section/video-talks
لمزيد من المعلومات عن "بولد توكس" يرجى زيارة الموقع www.boldtalks.com.