الحياة الزوجية "ملكية خاصة"
شروق هشام
احدى الأمور التي تسبب التوتر وتشعل الخلافات في الحياة الزوجية "الاستحواذ" أو ما يطلق عليه "حب التملك" سواء كان حب تملك الزوجة لزوجها أو حب تملك الزوج لزوجته، وذلك عندما يزداد الشعور بالحب من قبل أحدهما ويتضخم الى حد قد يخنق أنفاس المحبوب ويقيد حركته.
فهل تعتبر العلاقة بين الزوجين "ملكية خاصة"؟ أم من حق كل طرف منهما أن يمتلك بعض الحرية والخصوصية؟
هذا السؤال الذي طرحته "هي" على بعض الزوجات والأزواج، فكانت الأراء متناقضة بشكل كامل بين الجنسين، فمعظم الزوجات تشعرن بالذعر لمجرد وجود أدنى شبهة أن الزوج قد يستقل عنهن بخصوصياته، بينما يعتبر الأزواج أن الخصوصية حق لكل طرف منهما، ولكن الزوجات لا تتقبلن هذه الفكرة.
الزوجات
أكدت شيماء عبدالله 30سنة ان "المرأة بطبيعتها تهتم بزوجها وبكل أموره الصغيرة والكبيرة، وربما يشعر بعض الرجال أن ما يصدر منها من هذا الجانب هو حب للتملك أو التحكم، وهذا أمر قد يضايق عينة من الرجال الذين من طبعهم التصرف كما يحلو لهم بعيدا عن المشاركة الزوجية الحقيقية".
ووافقتها الرأي منال أحمد 28سنة، مبينة أنها لا تستطيع تصديق فكرة أن يكون لزوجها حرية أو خصوصية بعيداً عنها.
وقالت سناء محمد 37سنة: "عندما تتزوج المرأة تلغي حياتها الخاصة وتنحي اهتماماتها جانبا لتضع رجلها في مركز اهتمامها فترقب كل افعاله وتترصد كل حركاته، وحتى لو كان هذا التصرف خاطئاً من قبل المرأة، إلا أن ذلك أفضل فـ الرجال مالهم أمان".
الأزواج
قال عامر الريس 38سنة: "زوجتي معطاء للعناية بكافة أموري فتخدمني بعينيها ولا تطيق أن تتأخر عني في تلبية أي طلب، لكنها مع الأسف لا تساوم في بعض المسائل فمثلاً تريد مرافقتي دائماً وتغتاظ إذا ما شعرت أن أحداً من أصدقائي استرق بضع ساعات من وقتها، فأحس بأنها تتشبث بي كظلي فحبها خانق، وأخاف أن يسبب ذلك يوماً ما اشتعال حرب بيننا لا هدنة فيها!"
أما محمد الحامد 40سنة، فقال: "أكبر معاناة للرجل أن تحاول المرأة السيطرة على مساحة الحرية التي يحتاجها من وقت لآخر، وزوجتي تفسر محاولتي الابتعاد قليلاً أنه دليل على عدم الحب، بينما أنا أترك لها بعض الخصوصية مع أهلها وصديقاتها، لأن الواقع أن كل شخص منا يحتاج إلى مساحة من الحرية والخصوصية".
علقت الإخصائية الاجتماعية جيهان توفيق على هذا الموضوع بقولها: "إن محاولة تملك أحد الزوجين للآخر تخنق مشاعر الحب، فالمرأة التي تحب زوجها لدرجة التملك تخنقه بالسين والجيم ولا تترك له مساحة للحرية يتنفس من خلالها هواء الانفراد بنفسه ومع أصدقائه، وكذلك الرجل المسيطر الذي يحاول جهده أن يبقي زوجته داخل قمقم لا تخرج منه أبداً، بينما كل شخص منهما يمر بأوقات يريد فيها أن يختلي بنفسه، وأن يحتفظ ببعض الحرية بدون مشاركة الطرف الآخر، فالزواج لايعني انقياد طرف للآخر ومن يفعل ذلك يغامر بابتعاد الثاني عنه ولو بعد حين".
وأضافت: "الحقيقة أن المرأة هي المساهم الأكبر في هذه المعضلة الزوجية، وعلى المرأة الواعية أن تضع حدا لأنانيتها فلا تطلق العنان لرغبتها الجارفة في الملكية المطلقة لزوجها حتى لا تسمح لذلك التصرف بتدمير علاقتهما، فحتى لو كانت تحب زوجها بجنون وترغب في قربه، عليها أن تدرك أهمية حصول كل طرف على بعض الخصوصية والاستقلالية".