الحمل... قرار الرجل أم المرأة؟
الرياض – شروق هشام
يمثّل الحمل رباطاً قوياً بين الزوجين، فهو رباط بيولوجي ونفسي وإجتماعي يقوّي حياتهما الزوجية، ولا شك أن قرار الحمل قرار مشترك يتخذه الزوجان سوياً، ولكن قد يخضع مثل ذلك القرار إلى اعتبارات متعددة من وجهة نظر أحد الطرفين أو كلاهما، فتتولد بينهما نقطة خلاف تتمثل في السؤال التالي:
هل اتخاذ قرار الحمل بيد الزوج أم الزوجة؟
طرحت "هي" هذا السؤال على بعض الأزواج والزوجات السعوديين، فكانت ردودهم كما يلي:
الزوجات
قالت هيفاء سعيد، وهي أم لطفلين: "اتفقت أنا وزوجي منذ بداية زواجنا على ترك فترات متباعدة بين أطفالنا، حتى يتسنى لنا العيش في أجواء جميلة من الرومانسية، بعيداً عن المسؤوليات، التي تقيّد وتعيق حرية الزوجين، بوجود الأطفال وضوضائهم، فقد أنجبت طفلي الأول بعد الزواج بعامين، ثم قررت إنجاب طفلي الثاني عندما أصبح عمر طفلي الأول 4سنوات، وزوجي متفهم لهذه الفكرة ويترك لي حرية القرار في هذا الموضوع، فلا يناقشني إطلاقاً فيه".
وأكدت ثريا عبدالمجيد، وهي أم لأربعة أبناء، أن قرار الحمل هو حقّ مشترك لكلي الزوجين لا يملك أحدهما منع الآخر منه بغير رضاه، ولكن موعد تنفيذ هذا القرار بيد الزوجة وحدها، فهي أعلم بالوقت الأنسب لها، ففترة الحمل متعبة من بدايتها وحتى نهايتها، وعلى المرأة أن تتهيأ من جميع النواحي النفسية والمزاجية والصحية لهذه الفترة، هذا بالإضافة إلى تهيئة ظروف عملها أيضاً لهذا الحدث.
الأزواج
قال سالم صالح وهو أب لأربعة أطفال: "لو ترك القرار بيد الزوجة وحدها فلن تُقدم على اتخاذ هذا القرار إلا كل عشر سنوات مرة واحدة، بسبب أعباء الحمل من ناحية وبسبب التزامات الأمومة المُقيدة من ناحية أخرى، بينما نحن الرجال نحب كثرة الأطفال، ويجب أن نضع في الاعتبار أيضاً ضغوطات الأهل وتأثيرها على الزوجين، فحين يقرر أحدهما أو كلاهما تأجيل الحمل لمدة معينة، يعمد الأهل إلى التنغيص عليهما من خلال الأسئلة الفضولية، والمقارنات المستمرة مع من تزوجوا بنفس الفترة، ولا يعني ذلك أنني اتخذ هذا القرار لوحدي، بل أبين لزوجتي رغبتي في ذلك وأحاول اقناعها، والحقيقة أنها تخضع في النهاية لرغبتي، فهي لا تتردد في إرضائي".
وأكد محمد سليمان وهو أب لطفلين، إن هذا القرار يجب أن يكون قرارا مشتركا بين الطرفين، فالقرار المناسب لأسرة معينة ليس بالضرورة أن يكون مناسباً لأسرة أخرى، وأن هناك العديد من العوامل التى يجب أن توضع فى الاعتبار عند اتخاذ قرار إنجاب طفل وخاصة صحة الزوجة، عمرها، ظروف عملها، والحالة الاقتصادية للأسرة ومدى استقرارها.
وباستشارة الإخصائية الاجتماعية جيهان توفيق حول هذا الموضوع، قالت: "إن قرار الحمل والإنجاب من الأمور التي تحدث باتفاق وتوافق بين الزوجين، وهذا القرار يحتاج لتحضيرات نفسية واجتماعية ومادية، كما يتطلب وعياً صحياً وإلماماً بكيفية الاعتناء بالطفل من كافة النواحي، لذا لا بد من المصارحة بين الزوجين في هذا القرار، وأن يتطاوعا ولا يختلفا، وأن يتعاونا على تحقيق ما فيه المصلحة لهما ولأولادهما، ويفضل أن يتفق الطرفان على تأجيل الإنجاب مدة من الزمن لمصلحة أو دفع مضرة، كأن يشق الحمل المتوالي على الزوجة، لضعف صحتها أو كثرة أولادها، بينما تأخير قرار الحمل لدواعي أخرى مثل إكمال الدراسات العليا، أو حتى يستمتع الزوجان بحياتهما من دون أطفال، هي مبررات غير مقبولة، فوجود الأطفال لا يشكل عائقاً أمام تلك الطموحات والأمنيات".