الموظفات السعوديات صائمات عن العمل
هي – شروق هشام
تعتمد معظم الموظفات السعوديات شهر رمضان موعدا لأخذ إجازتهن السنوية مع أن ساعات العمل فيه قليلة، فهل يعني ذلك أن شهر رمضان هو شهر الصيام عن العمل أيضاً أم أن هناك أسباب أخرى لتوقيتهن الإجازة خلال شهر رمضان؟
طرحت "هي" هذا السؤال على بعض الموظفات السعوديات، وأوضحت ردودهن أن الأسباب الرئيسية لتوقيتهن الإجازة خلال شهر رمضان يمكن حصرها في النقاط التالية:
شهر العبادة
أوضحت نورة عبدالله، موظفة تسويق، أنها اختارت إجازتها السنوية في رمضان لأنها ترى أن التفرُّغ في رمضان للأعمال الصالحة والانصراف للعبادة أولى من أي وقت أخر، حيث تستفيد من وقتها في إحياء الليل بالصلاة وقراءة القرآن والذكر ونحو ذلك.
وأكدت ذلك منى رشيد، موظفة علاقات عامة، وشددت أيضاً على أهمية الإجازة لتتمكن من أداء العمرة وقضاء جزء من العشر الأواخر في مكة المكرمة ففي ذلك من الأجر والثواب شيء عظيم.
شهر الالتزامات العائلية
يتضاعف التعب والإرهاق عندما يبدأ "مسلسل ولائم رمضان"! هذا ما أشارت إليه السكرتيرة سلوى جاسم، وموظفة البنك موضي صالح. وبينت أن السهر لوقت متأخر في أعمال المنزل بعد الوليمة ثم النهوض باكرا للعمل والعودة لبداية حلقة جديدة لوليمة جديدة، هو إرهاق وتعب مضاعف لا يمكن أن يتوافق مع الذهاب إلى العمل، خاصة وأن مسلسل الالتزامات العائلية والولائم لا ينتهي إلا بنهاية رمضان!
شهر اللمة العائلية
أكدت الممرضة خلود سالم، أنها بسبب ظروف وأوقات العمل التي عادة ما تمتد اليوم بأكمله بسبب الطوارئ لا تجتمع بأسرتها إلا نادراً، كما أن كل فرد أصبح مشغولا بعمله وبمسؤولياته العائلية الخاصة ولا يجد الوقت للتواصل مع أفراد عائلته، ويعد رمضان فرصتها الوحيدة للاجتماع بأسرتها وقضاء الوقت معهم، خاصة وأن أخواتها المقيمات خارج الرياض يقضين شهر رمضان معهم، وهي خاصية جميلة من خصائص رمضان لن تضيعها بسبب العمل.
وأوضحت ريهام محمد بائعة في إحدى المحلات أن زوجها موظف حكومي وهو في إجازة رسمية خلال شهر رمضان، كما أن أولادها يتمتعون أيضاً بالإجازة الصيفية الخاصة بالمدارس خلال هذه الفترة، ولن تجد وقتاً أنسب من هذا الشهر لأخذ إجازة تقضي فيها وقت أكبر مع عائلتها.
عدم القدرة على التحمل!
وكانت إجابة موظفة الاستقبال سعاد محمد وزميلتها شهد سلمان غريبة بعض الشيء ولكنها صريحة!
قالت سعاد: "بصراحة أنا لا أقوى على العمل واستقبال المراجعين لإنجاز معاملتهم وأنا جائعة وأغضب لأتفه الأسباب، لذا فأنا أفضل البقاء في منزلي لأسلم أذى الناس وأسلمهم من أذيتي، وأحافظ على صيامي بدون شجار أو خصام، وهذا ما أفعله كل عام منذ أن دخلت الوظيفة".
وأكدت على ذلك شهد: "عملنا كموظفات استقبال في مستوصف طبي يعني أننا غالباً ما نقابل مراجعين قد يتصرفون بطرق غير لائقة، وغالباً ما نتغاضى عن تصرفاتهم، ولكن هذا يمكن ألا نحتمله من شخص صائم ونحن صيام أيضاً، لذا فالأفضل لنا الجلوس والراحة في البيت لكي لا نشتم أحدا وحينها سنخسر عملنا ونجرح صومنا".