ماذا يأكل الناس حول العالم.. احتفالًا بقدوم العام الجديد؟
للاحتفال بليلة رأس السنة، لوداع السنة الحالية واستقبال السنة الجديدة؛ تكثر الولائم والعزومات بين الناس وفي المطاعم والمقاهي، حيث يجتمع الناس حول مأدبة الطعام الغنية بأشهى وأجمل الأطباق والحلويات.
لكن ما لا يعرفه كثيرون، أن هناك أطباقًا تقليدية يتناولها الناس حول العالم ليلة رأس السنة؛ وهي تعكس تراثهم الذي توارثوه من الأجداد والآباء، كما تُمثَل قيَمًا معينة مثل الاحتفال بالبدايات وغيرها.
ومع نهاية العام الحالي واحتفال كافة شعوب العالم اليوم بليلة رأس السنة، أحببنا في قسم تذوق، تسليط الضوء على احتفالات الغذاء الخاصة بالشعوب حول العالم، كي يتسنى لكِ عزيزتي التعرف على هذه التقاليد والعادات.
ماذا تأكل شعوب العالم ليلة رأس السنة؟
أفرد موقع "سي إن إن" عربية، لسلسلةٍ من الأطباق الخاصة باحتفالات رأس السنة، والتي يتناولها الكبار والصغار في مختلف دول العالم للاستمتاع بمذاقها الشهي، والتمني بأن تحمل السنة الجديدة الخير والصحة للجميع.
ولكل نوعٍ من الأكلات مدلولٌ خاص ؛ فالمعكرونة الطويلة مثلًا تُجسد طول الحياة، والبازلاء تُمثَل العملات النقدية، في حين ترمز الرنجة إلى الوفرة.
وهنا بعض المأكولات التقليدية الشائعة خلال الاحتفال بليلة رأس السنة حول العالم:
-
Hoppin’ John أمريكا الجنوبية
من الأطباق التقليدية الرئيسية في هذه المنطقة، يجري تحضيره من اللوبياء مع اللحم؛ وعادةً ما يتم استخدام اللوبياء ذات العيون السوداء، والتي ترمز للعملات المعدنية. يُقدم هذا الطبق مع الأرز والملفوف وخضروات مطبوخة أخرى لونها مماثلٌ للون العملات النقدية؛ بالإضافة إلى خبز الذرة الذي يرمز للذهب.
تعود جذور هذا الطبق إلى إفريقيا وغرب الهند، ويرمز للحظ السعيد الذي يتمناه الناس مع بداية العام الجديد. وأول مرة ظهر فيها هذا الطبق، كان في كتاب "ربة منزل كارولينا" بقلم سارة روتيلدج في وقتٍ مبكر من العام 1847، لكن الطهاة عمدوا خلال السنين على إدخال بعض التعديلات عليه.
-
12 حبة عنب، إسبانيا
عادةً ما يتجمع الاسبانيون أمام برج الساعة في ميدان بويرتا ديل سول في مدريد، لمتابعة الاحتفال بالسنة الجديدة. وسواء كان السكان الأسبان يحتفلون في المنزل أو في الميدان، فهم جميعًا يتناولون 12 حبة عنب مقابل كل قرعة جرس من الساعة. كما يعمد البعض لنزع بذور وقشرة حبات العنب، للاستمتاع بها في منتصف الليل.
عن بدايات هذا التقليد، تشير المصادر إلى أنه بدأ مطلع القرن العشرين؛ ويُشاع إنّ منتجي العنب ابتكروا هذا التقليد في الجزء الجنوبي من البلاد، نظرًا لتوفر محصول وفير من العنب. ومن وقتها، بات هذا التقليد ساريًا في معظم الدول الناطقة بالإسبانية.
-
التامال، المكسيك
من الأطباق المكسيكية التقليدية التي يتناولها الناس جميعًا في البلاد، احتفالًا بقدوم السنة الجديدة. وتجتمع النساء عادةً لإعداد كمياتٍ كبيرة من هذا الطبق وتوزيعه على الأهل والأصدقاء والجيران.
التامال المكسيكي هو عبارة عن عجينةٍ مصنوعة من الذرة ومحشوة باللحم والجبن وإضافات أخرى لذيذة؛ ويتم لفها بورق الموز أو قشور الذرة. والحقيقة أن هذا الطبق أساسيٌ في أي مناسبة خاصة يحتفي بها الناس في المكسيك، لكنها تكثر خلال موسم العطلات ورأس السنة، حيث يُقدم التامال مع حساء مينودو، وهو حساء أمعاء مكسيكي تقليدي يُحضّر خلال الاحتفالات العائلية.
-
أوليبولين، هولندا
كراتٌ مقلية وساخنة، يُحضَرها بائعو العربات المتنقلة في شوارع هولندا، تُعرف بإسم "أوليبولين"؛ وهي طبقٌ تقليدي لمناسبة ليلة رأس السنة، كما يتم تناوله في المعارض الاحتفالية الخاصة.
أوليبولين هو نوعٌ من الزلابية التي تشبه حلوى الدونات، تُحضّر عن طريق إسقاط مغرفةٍ من العجين الممزوج بالكشمش أو الزبيب في مقلاةٍ عميقة، ثم غمرها بمسحوق السكر قبل تقديمها وتناولها وهي ساخنة.
-
نودلز سوبا، اليابان
يهوى اليابانيون عند منتصف ليلة رأس السنة، تناول شعيرية سوبا بالحنطة السوداء، والمعروفة بإسم توشيكوشي سوبا؛ وذلك بغية توديع العام المنصرم والترحيب بالعام الجديد. وهو تقليدٌ يعود بالتاريخ إلى القرن السابع عشر، وترمز السوبا وهي معكرونة طويلة، إلى طول العمر والإزدهار.
هناك تقليدٌ آخر مرتبط باحتفالات رأس السنة، حيث يقضي أفراد الأسرة والأصدقاء اليوم السابق لرأس السنة في تحضير كعكات الأرز المعروفة بإسم "موتشي"؛ وهي عبارةٌ عن أرزٍ لزج وحلو، يُنقع ويُطهى على البخار ويُطحن في كتلة ناعمة، ثم يتناوب الضيوف على تقطيعه لصنع كعكات صغيرة يتم تناولها لاحقًا كحلوى.
-
فطيرة الملك، جميع أنحاء العالم
ويأتي تقليد هذا النوع من الفطائر الحلوة من ثقافات متعددة؛ فالإغريق لديهم كعكة Vasilopita، والفرنسيون لديهم gateau أو galette des rois، والمكسيكيون لديهم Rosca de Reyes، بينما يستمتع البلغار بالبانيتسا.
عادةً ما يتناول الناس هذه الأنواع من الكعكات في منتصف الليل عشية رأس السنة الجديدة، رغم أن بعض الثقافات تقطع كعكاتها في عيد الميلاد أو عيد الغطاس، تاريخ 6 يناير/ كانون الثاني، وتتضمن عملة ذهبية مخفية، ترمز إلى عام مزدهر لمن يجدها في قطعته.
-
كوتشينو، إيطاليا
طبقٌ تقليدي يتناوله الإيطاليون عادةً ليلة رأس السنة؛ وهو عبارة عن سجق وحساء عدس، يُقال إنه يجلب الحظ السعيد.
-
الرنجة المُخللة، بولندا والاسكندنافيا
تتوافر أسماك الرنجة في بولندا وبعض الدول الاسكندنافية؛ وبسبب لونها الفضي، يتناول الكثير من الأشخاص في تلك الدول سمك الرنجة المخلل منتصف الليل، طلبًا لعامٍ من الرخاء والمكافأة. كما يهوى البعض تناول الرنجة المخللة مع صلصة الكريمة، فيما يتناولها آخرون مع البصل.
وخلال ليلة رأس السنة البولندية الجديدة، يتمَ تحضير رنجة مخللة خاصة تحمل إسم Sledzie Marynowane؛ وتُحضَر عن طريق نقع رنجة مُملحة كاملة في الماء لمدة 24 ساعة، ثم وضعها على شكل طبقات في وعاءٍ مع البصل والبهارات والسكر والخل الأبيض.
-
كرانسيكاج، الدنمارك والنرويج
أو كعكة إكليل الزهور، تأتي على شكلٍ مخروطي، وتتألف من حلقات كعكٍ عدة توضع فوق بعضها؛ وتُحضَر ليلة رأس السنة أو خلال المناسبات الخاصة الأخرى في الدنمارك والنرويج.
تصنع الكعكة الزهور هذه من المرصبان أو معجون اللوز، ويتم تزيينها أحيانًا برقائق البسكويت.