الشيف أنجيلو موسى لـ"هي": مهنة الطهي تحولت إلى شغف.. وأحد أفضل الحرفيين في فرنسا هو أفضل وصفٍ لي
يلمعون كنجوم السماء المضيئة حتى في ظلمات الليل؛ يحملون أدواتهم الصغيرة خلف الكواليس، يُصيغون فيها أجمل الأطباق وأشهى الأكلات التي يتحدث عنها الكثيرون.
إنهم الطهاة، أصحاب المريلة البيضاء والقبعة المترامية طولًا؛ أصدقاء المطبخ وأدوات التحضير، بين أيديهم تتحول المكونات البسيطة إلى أعجوباتٍ في الشكل والطعم. بعضهم يأخذ مهنة الطهو إلى مناحي جديدة وعاليه، ليحلق فيه ومعه في فضاءاتٍ لا مثيل لها، وليحفر إسمه بين مئات الأسماء المتميزة في إعداد ألذ الأطباق لمُحبَي التذوق.
من هؤلاء، نذكر الشيف أنجيلو موسى؛ حصل Angelo Musa على ألقابٍ مرموقة، وهو بطل العالم للمعجنات وأفضل حرفي في فرنسا. يُعيد تحديد معالم صناعة المعجنات باستمرار وكان في طليعة تطوير التقنيات الفنية التي أحدثت ثورةً في هذه الصناعة. وفي عام 2019، حصل الشيف أنجيلو على وسام فارس من وسام الفنون والآداب، وهو اللقب الذي يُكافئ مساهمته في هذه المهنة في فرنسا وخارجها. وكان أيضًا الفائز بكأس فرنسا في عام 2001، وكذلك قائد الفريق الفرنسي لكأس العالم للمعجنات (2003) حيث ابتكر الحلوى الفائزة - بابيليو (التي تعني عائلة الفراشات بالفرنسية).
للغوص أكثر في عالم هذا الشيف الفذَ واستكشاف بعضٍ من أسراره، كان لنا هذا اللقاء الجميل معه في دبي، حيث قامبافتتاح مطعمين له في فندق The Lana Dorchester Collection في دبي، هما Bonbon Cafe و The Gallery.
من هو الشيف أنجيلو موسى، أخبرنا المزيد عنك.
باعتباري أحد أفضل الحرفيين في فرنسا وأبطال العالم في صناعة المعجنات؛ أعملُ كرئيس طهاة المعجنات التنفيذي في بلازا أتينيه في باريس وذا لانا في دبي، بينما أعمل أيضًا كمستشارٍ دولي. وخارج مسيرتي المهنية، أنا أبٌ لطفلين، شغوفٌ بالجري والسفر وفن الطهو.
كيف تصف رحلتكَ في عالم المعجنات حتى الآن؟
لقد كنت طاهي معجنات لمدة 34 عامًا. وطوال مسيرتي المهنية، شاركتُ في العديد من المسابقات. على مر السنين، تحولت مهنتي إلى شغفي؛ومن خلال لقاءاتٍ مختلفة في عالم المعجنات، سواء كنت أعمل في متاجر البوتيك، أو أقوم بالتدريب على المعجنات في جميع أنحاء العالم، أو التطور في مجال الضيافة الفاخرة، لا سيما في Plaza Athénée وThe Lana Dorchester Collection، اكتسبتُ مهاراتٍ ومعارف متنوعة.
لماذا اخترتَ هذا المجال؟ من أو ما الذي شجعك على ذلك؟
لقد اخترتُ هذا المجال بفضل إلهام وتشجيع السيد كلود بورغينيون، الذي التقيتُ به في عام 1989، مما سمح لي بتغذية شغفي وتصميمي.
لديك الكثير من الألقاب؛ أيها يصفكَ بشكلٍ أفضل، ولماذا؟
من بين ألقابي، كوني واحدًا من أفضل الحرفيين في فرنسا هو أفضل وصف لي؛ لأنه يرمز إلى الصرامة والتصميم المطلوبين في هذه المهنة الصعبة.
حدثنا أكثر عن هذا اللقب "فارس وسام الفنون والآداب".
لقد حصلتُ على هذا اللقب في عام 2019، إنه وسامٌ فخري يُمنح في فرنسا تقديرًا للمساهمات الرائعة في مجالات الفنون والثقافة. وقد تمَ تكريمي لالتزامي ومساهمتي في مجال المعجنات وفن الطهو. لقد كانت لحظةً لا تُنسى، مليئةً بالبهجة والعاطفة؛ لحظةٌ مهمة جدًا ولا تُنسى في حياتي.
ما هي تقنياتكَ لصنع معجنات لا تُنسى؟
لتحضير هذا النوع منالمعجنات التي لا تُنسى، أركزُ على تحقيق التوازن المثالي بين القوام المختلف لتقديم تجربة تذوقٍ استثنائية لعملائي.
أخبرنا المزيد عن تحفتكَ الفنية (بابيليو)؛ من أين حصلت على الإلهام، وكم من الوقت استغرقت للخروج بها، المكونات المستخدمة، وما إلى ذلك.
تحفتي الفنية "بابيليو" نابعةٌ من فكرةٍ لبطولة العالم للحلويات في عام 2003، والتي كان موضوعها يدور حول الطبيعة، وبالتالي اخترتُ الفراشة. استغرق الأمر حوالي 6 أشهر من البحث، ويتكون من كعكة شوكولاتة مُعززة بمكوناتٍ منعشة من خلال الكراميل، مع اللوز المقرمش وقاعدة فلور دي سيل، مما يُعزَز نكهتها حقًا.
إذا أعادتكَ آلة الزمن إلى الوراء، ما الذي ستُغيَره في حياتكَ المهنية، وما الذي ستحتفظ به؟
إذا تم إعطائي آلة الزمن، فلن أغير أي شيءٍ في مسيرتي المهنية؛ ولكني سأعيش كل لحظةٍ بمزيدٍ من القوة.
كم عدد الإخفاقات التي يجب على المرء أن يواجهها حتى يحقق النصر في النهاية؟
في بداية مسيرتي التنافسية، واجهتُ إخفاقًا واحدًا أو اثنين. وبطبيعة الحال، تسببَ ذلك في مشاعر الانزعاج والتهيج لديَ. ومع ذلك، كنت دائمًا أرتد إلى الوراء، مدركًا أن النكسات ما هي إلا جزءٌ من عملية تحقيق النجاح. أراها فرصًا للتعلم والتطوير الشخصي، مما يتيح لي التقدم.
ما هي قطعة المعجنات/الحلويات التي لن تستغني عنها، ولماذا؟
باعتباري طاهي معجنات، لن أستطيع الاستغناء عن الشوكولاتة، وهي مادةٌ أجدها رائعةً للعمل بها من حيث المذاق والمهارة الفنية. باعتباري صانع معجنات وشوكولاتة، فإنني أستمتعُ كثيرًا باستكشاف إمكانياتها وصنع الحلويات التي تُظهر ثرائها وتعقيدها.
هل تعتقد أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي من شأنهما تحسين عالم الطهي، أم أنه لن يناسب هذا المجال؟
هذه المهنة صعبة، لكنني مقتنع بأن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهما في تعزيز عالم الطهي من خلال تبسيط مهامٍ معينة وفتح إمكانياتٍ إبداعية جديدة. على سبيل المثال، توفر لنا آلات ضخ المياه القدرة على إجراء عمليات قطعٍ دقيقة وفعالة، مما يُسهَل عملنا في المطبخ.
ما هي قواعدك الأساسية في عالم المعجنات؟
قاعدتي الأساسية هي عدم التغاضي أبدًا عن جودة المكونات.
بماذا تنصح طهاة المعجنات الجدد أن يبدأوا به أو يعتمدوا عليه في حياتهم المهنية؟
أنصح طهاة المعجنات الشباب بالمثابرة في جهودهم والإيمان بأحلامهم. الصبر ضروري، لأن اكتساب المهارات التقنية اللازمة يستغرق وقتًا وممارسةً وتكرارًا. العمل الجاد يؤتي ثماره دائمًا في النهاية.
الكلمة الأخيرة لقارئات"هي".
أدعوهنَ لزيارة مقهى Bonbon وThe Lana لاكتشاف المزيد عن عالمي.