الشيف جان إمبير لـ"هي": الأكل يجمع الناس معًا.. ولم أختر مهنة الطهي بل كانت بداخلي منذ البداية
يتفاخر الناس بالحديث عن لقاءاتهم مع المشاهير والفنانين وصانعي المحتوى في الوقت الحاضر، والتباهي بصورهم وفيديوهاتهم المسجلة معهم في مناسباتٍ مختلفة. أما أنا، فأعيشُ الشغف والإثارة في الحديث إلى الطهاة المشهورين المحليين والعالميين، خصوصًا الطهاة الحاصلين على نجوم ميشلان. ولا تكتمل التجربة سوى بتذوق أطباق بعض هؤلاء "المبدعين" في مجال إعداد وتحضير أشهى وأجمل الأطعمة والحلويات بنكهاتٍ وتوليفاتٍ متنوعة.
آخر هذه المغامرات كانت أثناء حضوري افتتاح فندق The Lana Dorchester Collection الذي يضم مجموعةً مميزة من المطاعم والمقاهي التي تحمل بصمات أشهر الطهاة ومنهم الشيف جان إمبير Jean Imbert.
جان إمبير طاهٍ فرنسي مشهور، حائز على نجمة ميشلان؛ وهو نجم بلازا أتينيه Plaza Athenee، أحد أكثر الفنادق شعبية في باريس، والذي يستضيف العديد من المشاهير بانتظام أمثال بيونسيه، جاي زي، فاريل ويليامز، دوا ليبا وغيرهم الكثير.
أطلق الشيف جان لأول مرة مفهومين جديدين تمامًا لتناول الطعام في فندق Lana في وقتٍ سابق من هذا العام، هما Riviera by Jean Imbert وHigh Society. والحقيقة أن المطعمين يتمايزان في الشكل والديكور، لكنهما يجمعان أفضل تجارب تذوق الطعام والاستمتاع بأجواء الصيف والسهر في دبي.
يقع مطعم Riviera by Jean Imbert في فندق لانا - الذي تمَ افتتاحه في الخليج التجاري عام 2024؛ وهو أول فندقٍ تبع لمجموعة دورتشستر في دبي - ويقدم مأكولات البحر الأبيض المتوسط الطازجة والمبتكرة من الساعة 7 صباحًا يوميًا. في حين أن High Society وطبقًا لاسمه، يُبهر رواده بالطاقة القوية والتفرد في أعلى قمة The Lana. حيث تنتظرهم إطلالات برج خليفة المذهلة، بينما يقوم الشيف جان إمبير بإعداد قائمةٍ من الوجبات الخفيفة الانتقائية أمام أفق المدينة المتلألئ.
تم اختيار جان إمبير سابقًا كأفضل طاهٍ لهذا العام من قبل مجلة GQ، وكواحدٍ من أكثر 50 شخصًا فرنسيًا ذو تأثير من قبل مجلة Vanity Fair. كما عمل الشيف الأربعيني بشكلٍ وثيق مع نجم الهيب هوب فاريل ويليامز في العديد من مشاريع تذوق الطعام.
بمناسبة إطلاق الفندق ومطعمي Riviera by Jean Imbert وHigh Society، وللإطلاع أكثر على خفايا وأسرار هذا الطاهي الوسيم الذي استطاع في فترةٍ وجيزة، إحراز إعجاب ومتابعة الكثيرين من عشاق الطعام؛ كان لموقع "هي" هذا اللقاء الجميل معه..
شيف جان، لماذا اخترت هذا المجال؟ ومن أو ما الذي شجعك على ذلك؟
أشعرُ وكأنني لم "أختر" الطبخ، بل أحسُ أنه كان بداخلي منذ البداية. لقد ساعدني الطبخ مع والدتي وجدتي على اتخاذ القرار بأن أصبح طاهيًا.
متى اكتشفتَ شغفكَ بالطهي؟
عندما كنت صغيرًا جدًا - أولاً كنتُ أشاهد جدتي وهي تطبخُ للعائلة؛ وبعد ذلك عندما أُتيحت لي الفرصة لأطبخُ بنفسي.
الأمهات والجدات هم دائمًا أول لقاء لنا مع عالم المطبخ؛ كيف ساهمت كلًا من والدتكَ وجدتكَ في صقل شغفكَ بالطهو؟
ما أعجبني في طهي والدتي وجدتي هو أنهما كانا يفعلان ذلك من أجل العائلة، حتى يتمكن الجميع من قضاء وقتٍ ممتع معًا. تلك لحظاتٌ وذكرياتٌ ثمينة بالنسبة لي، وأحبُ أن أعتقد أن الطهو يجمع الناس معًا.
ما الذي يُميَز المطبخ الفرنسي والذي ترغب في مشاركته مع الآخرين؟
المنتجات، على ما أعتقد. في فرنسا، لدينا مواسم "حقيقية" وجميع السلع اللذيذة منها، مثل الهليون في الربيع، والكمأة في الشتاء، والطماطم في الصيف... وأيضًا، لدينا الكثير من العناصر الإقليمية الرائعة، مثل المأكولات البحرية الرائعة في فرنسا بريتاني، التي أستمتعُ حقًا بطهيها أثناء وجودي هناك.
أخبرنا المزيد عن إنجازاتكَ في عالم الطهو وألقابكَ المختلفة.
أودُ فقط أن أعربُ عن مدى فخري برحلتي، بدءًا من افتتاح مطعمي الأول بمفردي عندما كان عمري 22 عامًا وحتى الفوز بجائزة Top Chef؛ والآن أصبحتُ رئيس الطهاة في Plaza Athénée وجميع الأماكن الرائعة الأخرى. أشعرُ بسعادةٍ غامرة حيال كل هذه الإنجازات.
ما هو جوهر فلسفتكَ الطهوية (الأساسيات)؟
احترام كلٍ من المواسم والمنتجات. بالنسبة لي، المطبخ الجيد يبدأ بالمنتجات الجيدة.
ماذا تخبرنا عن تجربتكَ في متجر كريستيان ديور التاريخي؟
يشرفني أن الفرصة أُتيحت لي للطهو في هذا المكان المميز، وأتمنى أن يكون السيد ديور قد استمتع بذلك. لتطوير القائمة، قمنا بالبحث عن نطاقٍ واسع في الأرشيفات، بما في ذلك كتاب الطبخ الخاص بكريستيان ديور. أعشقُ عندما يكون للأماكن تاريخ؛ فهذا يُحفَزني ويُلهمني كثيرًا.
إذا كان لكَ أن تصف رحلتكَ الطهوية حتى الآن، ما هي المصطلحات التي قد تستخدمها؟
أعتقد أنني سأقولُ حلمًا؛ لأن جميع مشاريعي كانت أحلامًا، عملتُ جاهدًا لتحقيقها.
ما هي أدوات المطبخ الثلاثة التي لا يمكن لجان إمبير الاستغناء عنها في أي مكان وزمان؟
سكينة جيدة ومقلاة موفيل وملعقة.
هل تعتبر التكنولوجيا جيدة أم سيئة لعالم الطهو، لماذا وكيف؟
لا أعتقدَ أن التكنولوجيا سيئةً بشكلٍ عام لأنها تفيد الناس، وبالتالي الطهاة؛ لدينا أفرانٌ أفضل، وأدواتٌ أكثر دقة، وما إلى ذلك. وبهذه الطريقة، يمكن أن يساعد؛ ولكن بالنسبة للباقي، ما زلنا بحاجة إلى اليد البشرية.
ما الذي تنصحُ به الطهاة الجدد للبدء به أو الاعتماد عليه في حياتهم المهنية؟
اتبعوا أحلامكم دائمًا، ولكن حافظوا في الوقت ذاته على تركيزكم، واعملوا بجد لتحقيقها. بالإضافة إلى ذلك، لا يُعتبر المطبخ أمرًا مفروغًا منه؛ فهو جهدٌ يومي لا يتوقف.
كيف تصف لقارئات "هي" تجربتكَ في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا دبي؟
في الوقت الحالي، يُعتبر فندق Lana رائعًا حقًا، كما يبدو كل من Riviera وHigh Society رائعين. إنه لمن دواعي سروري العمل مع فرقي هنا أيضًا، فهم جميعًا جيدون حقًا ويسهل التعامل معهم.