كينج الحلبة ..كوميديا سعودية في كواليس المصارعة الحرة
وسط ضحكات الجمهور في قاعات سينما "فوكس رد سي" بمدينة جدة أطلق المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب فيلمه الثاني "كينج الحلبة" عن الشاب السعودي "مصعب" الذي يعاني من عدم تحقيق أحلامه ويجد في لعبة المصارعة الحرة بابا للخروج من أزمته الذاتية ليتحول في النهاية إلى بطل لكن خارج الحلبة وليس بداخلها .
بمشاركة العديد من الممثلين من عدة دول عربية قدم المخرج محمد سعيد حارب صاحب مسلسل الكارتون الشهير "فريج" شريطه الثاني "كينج الحلبة" في عرضه الأول عالميا ضمن قسم السينما السعودية الجديدة بالدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، وهو المهرجان الذي بات فرصة لتعريف الجمهور بالعديد من المشروعات السينمائية العربية الجديدة سواء تلك التي عرضها صناعها للمرة الأولى خلال الدورة أو اكتفوا بالتنويه عنها عبر مؤتمرات صحفية شهدت عرضت الإعلانات التشويقية لهذه الأفلام .
يمكن تصنيف فيلم "كينج الحلبة" بالإجتماعي الكوميدي، حيث يحمل بين طياته رسالة تخص الجيل الحالي من الشباب الذي افتقد في طفولته التربية الرشيدة سواء في المنزل، أو خارجه، حيث الطفل مصعب يعاني من زيادة في الوزن عكس أخيه الأصغر أحمد الناجح بعد ذلك عمليا واجتماعيا، مصعب اعتاد الجلوس إلى جواره والده مدمن المصارعة الأمريكية الحرة التي تعتمد بشكل أساسي على التمثيل بين المصارعين لكن المتفرج العربي في الثمانينيات كان يستمتع بها دون الوقوف على حقيقتها أو لنقل الاعتراف بتلك الحقيقة، اكتفى الأب باقناع "مصعب" بأهمية تلك اللعبة لكنه لم يساعده على أن يتخلص من وزنه ومن مخاوفه، في الوقت نفسه كان مدرب اللياقة البدنية أكثر قسوة على الطفل الصغير صارخا في وجهه بأنه "لن يكون بطلا أبدا"، وأن لا وقت ليضيعه مع طفل بهذه البدانة، هذا المشهد المفتاحي كان لافتا تقديم عكسه تماما في ختام الفيلم بعدما أصبح "مصعب" بطلا بالفعل لكن خارج حلبة المصارعة بعدما وجد نفسه في المهنة التي يحب .
بعد البداية التي نر فيها الطفل "مصعب" تمر أكثر من 20 سنة لنراها وقد بلغ التاسعة والعشرين من عمره لكنه يعمل موظف لدى أخيه الذي يتنمر عليه طوال الوقت، ولا يجد مصعب – جسده ياسين غزاوي- حلا إلا في المصارعة الحرة حيث يعثر على نادي مصارعة شبه مهجور بعد تعرض مؤسسه للعديد من الأزمات، بجانب أزمة موازية لأزمة مصعب وأبيه بين مؤسس النادي المدرب علي – جسده محمد لطفي- وولديه سلمي – جسدتها سلمي أبو ضيف – وتامر – شادي ألفونس، اللذان يفشلان في نيل رضا الأب، خصوصا تامر المصارع الفاشل .
تتطور الأحداث عندما يوافق المدرب على تدريب "مصعب" فقط من أجل استخدامه في مباراة استعراضية يمولها مستثمر يهدف لادخال لعبة المصارعة إلى السعودية، يتدرب مصعب بجدية في الحلبة وأيضا يأخذ مكانة أفضل في شركة أخيه التي يسند لها تنظيم الحدث، يرتدي مصعب في المباراة "قناع فرعون" فلا تعرفه أسرته إلا وهو على وشك الهزيمة بعدما يخالف المصارع المنافس الاتفاق المكتوب مسبقا، لينزع القناع ويصل إلى ذروة التحدي وينتصر في النهاية لكن بعد تعرضه لاصابات بالغة.
الفيلم الذي تبلغ مدته 85 دقيقة، تميز بالايقاع السريع والعديد من المواقف المضحكة وأخيرا برسالة مفادها أن كل منا يحمل بداخله بطلا يجب العثور عليه دون اللجوء للأكاذيب والتمثيليات كما كان يفعل أبطال المصارعة الأمريكية، وهو ما تجسد في مشهد النهاية بعدما تحول "مصعب" إلى مدرب يشجع طفلا بدينا على الصمود عكس ما جرى معه في البدايات .