سامر المصري لـ"هي": كواليس تصوير "ستيلتو" كانت مرهقة وشخصية "لؤي" منتشرة في المجتمع العربي

نورهان طلعت

15 يناير 2023

سامر المصري النجم السوري الكبير، خاض تجربة ناجحة بمسلسل "ستيلتو"، والذي انتهى عرض حلقاته الـ90 مُنذ أيام قليلة، عبر منصة "شاهد" الإلكترونية، ونجح بشخصية "لؤي" في التنوع والتحول الكبير مقارنة بنوعية الأدوار التي يؤديها، ليقدم للجمهور نموذج الزوج العربي الذي يعيش حياة مُستقرة روتينية لكنه يختار أن يختبر تجربة أخرى بعيدًا عن زوجته، فتتصاعد الأمور، وتخلق صراعًا داخليًا لديه.

وفي حوار خاص لـ"هي" يتحدث سامر المصري عن نجاح "ستيلتو" مع الجمهور العربي، وعن الانتقادات أيضًا التي واجهها العمل، ومخاوفه في البداية من العمل، والمواقف الصعبة التي عاشها، وأيضًا الكواليس مع نجوم المسلسل، وعن تجربته مع فيلم "نزوح" الذي عرض مؤخرًا بالدورة الثانية من مهرجان البحر الأحمر بجدة.

انتهت رحلة مسلسل "ستيلتو" والتي امتدت لـ90 حلقة.. فحدثنا عن ردود الفعل المُختلفة التي وصلتك من الجمهور سواء الإيجابية أو السلبية؟

وصلتني الكثير من ردود الفعل والآراء، سواء أثناء أوبعد انتهاء عرض المسلسل؛ فكانت كبيرة للغاية، ومن وجهة نظري وبإعتقادي الشخصي أن هذه الردود سواءً التي أشادت بالعمل أو التي انتقدت بعض أحداثه هي إنعكاس لنجاحه وما حققه، ولا يمكن أن يكون هناك إجماع على نجاح عمل بشكل مُطلق؛ فالعمل الناجح يجذب الجمهور، ويحرك أقلام النقاد.

ومن وجهة نظرك لماذا نجح العمل في لفت الأنظار إلي هذا الحد ..هل بسبب افتقاد الجمهور للمسلسلات لاجتماعية التي تجمع بين الرومانسية والخيانة وقضايا المُجتمع المُختلفة؟

المسلسل سلط الضوء من خلال تسلسل أحداثه وبين سطوره على قضية مهمة في المُجتمع، والتي لم يسبق أن تم التطرق لها بهذا الوضوح؛ فالنماذج المُختلفة للشخصيات وطريقة تفكيرهم هي صورة مُصغرة عن المُجتمع وطبيعة علاقات أفراده ببعضهم البعض بشكل عام.

كما استعرض عن قرب تفاصيل العلاقات الزوجية وماتحمله بين طياتها من خلاف واختلاف، حب وملل، مشاكل وتوافق، والأهم من ذلك ما الذي يدفع الرجل لخيانة زوجته وبمعنى أدق استسهال ذلك دون الشعور بالذنب، فكان لابد من استعراض ماتسببه هذه التصرفات من تفكك أسري ومشاكل نفسية للأطفال وغيرها، لعلها تكون رادعًا للرجال.

شخصية "لؤي" كانت من الشخصيات المهمة في العمل .. فحدثنا عن أكثر ما لفت نظرك بها؟

الشخصية في حد ذاتها لفتت نظري كثيرًا؛ فلؤي نموذج للشخص المتزوج والذي يحب زوجته بحكم العشرة الطويلة بينهما؛ لكن في بعض الأوقات تصبح علاقته بها علاقة روتينية، وهو ما يؤدي لما يحدث في علاقتهما؛ فيحاول هو كسر هذا الروتين بالنسبة له مع فتاة جميلة، ولكن بعد فترة يعيش صراعًا داخليًا بين القلب والعقل، نزوات الرجل وعاطفة الأب.

تبتعد الشخصية تمامًا عن نوعية الأدوار التي شاهدك فيها جمهورك من قبل.. ألم تقلق أو تخشى من رد أفعالهم تجاه هذا الدور؟

اختار أدواري بعناية فائقة، ودائمًا ما أفضل لعب الأدوار التي تلامس الجمهور، وتقترب منهم بواقعيتها، وتخوفت في البداية، وهذا التخوف ليس من رد فعل الجمهور، وعدم تقبله لشخصية "لؤي، وإنما من تجربة الإلتزام بتصوير مسلسل طويل، ويضم كل هذه الحلقات، إلا أن شخصيات المسلسل والأحداث الشيقة، وشخصية لؤي الموجودة بكثرة في المجتمع محت ذلك الخوف، وشجعتني نحو خوض غمار هذه التجربة.

قضية "لؤي" وزوجته في العمل أصبحت تواجه كثير من الأسر .. فكيف يمكن معالجة هذه القضية الاجتماعية في مجتمعنا العربي؟

أرى أن علاج هذه القضية الاجتماعية الهامة يكون بالتوعية من مخاطر هذه الظاهرة، وما يمكن أن تسببه من تفكك أسري ومشاكل لحظية ومُستقبلية، وبإعتقادي الشخصي أبرز طرق التوعية هذه هي الدراما.

بالتأكيد ضم العمل الكثير من المواقف والمشاهد الصعبة على مدار 90 حلقة..فحدثنا عن أصعب ما واجهك من مشاهد في "ستيلتو"؟

أبرز الصعوبات التي واجهتني هي الإرهاق وقلة النوم على مدار عشرة أشهر، بالإضافة إلي تقلبات الطقس في إسطنبول؛ فكما هو معروف عن هذه المدينة، ففي اليوم الواحد تعيش الفصول الأربعة، مما يتسبب في تناول الأدوية نتيجة المرض والإرهاق.

وما هي أبرز الكواليس المميزة مع باقي فريق العمل؟

ماكان يخفف كل تلك الصعوبات السابقة التي تحدثت عنها هو الأجواء الجميلة والعائلية والكواليس الرائعة التي كنا نعيشها خلال التصوير، وفي النهاية كل تلك الصعوبات والإرهاق تلاشى مع الأيام الأولى لعرض العمل والقبول الذي حظى به عند الجمهور والنجاح الذي حققه طيلة عرضه، وردود الأفعال التي وصلتنا بعد انتهاء العرض وتصلني حتى الأن.

لنتحدث عن فيلمك "نزوح" الذي شارك في مهرجان البحر الأحمر السينمائي مؤخرًا.. فكيف استقبل الجمهور عرض الفيلم الأول في العالم العربي؟

فيلم "نزوح" كان تجربة مهمة بالنسبة لي، وحظى بمتابعة واسعة خلال مهرجان البحر الأحمر، وتفاعل الجمهور معه وتقلبت مشاعرهم أثناء المشاهدة بين الحزن والفرح، الضحك والألم، وهو تأكيد على نجاحه وأن الفيلم تمكن من مخاطبة قلوبهم، وملامسة مشاعرهم.

فيلم "نزوح" نجح مع فيلم "السباحتان" في رصد معاناة السوريين وفي تصدر الأفلام العربية بالمهرجانات بـ ٢٠٢٢.. فهل كانت هذه رسالة للفت أنظار العالم نحوها؟

فيلم "نزوح" كان في غاية الأهمية لنا كسوريين؛ فاعتصرت قلوبنا على ماحل في بلدنا من أزمات وكان الخاسر الأكبر فيها الإنسان السوري البسيط، لذلك كان لابد من تسليط الضوء على جزء بسيط من هذه المأساة الإنسانية؛ وهنا يأتي دور الفن والسينما ودورنا كممثلين، فالأفلام السينمائية ليست تلك التي ترسم الابتسامة على وجوه المشاهدين فقط، وإنما تسلط الضوء على القضايا الإنسانية حول العالم أيضًا.

حدثنا عن فيلمك الجديد "البخاري" والذي تنتظر عرضه؟

انتهيت من تصوير فيلم "البخاري" مُنذ مدة؛ فهو فيلم روائي طويل يروي سيرة أحد أبرز علماء الحديث في التاريخ الإسلامي وهو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، وأنا أجسد شخصية البخاري منذ سن الأربعين حتى وفاته.

والفيلم يمر بثلاث مراحل زمنية؛ وهي نشأة البخاري، بالإضافة إلى حياته الأسرية التي كان لها دور أساسي في مسيرته العلمية، إضافة إلى النهضة العلمية التي سادت في ذلك العصر.

حققت نجاحات عدة في عام 2022 لكن ما هي أبرز أمنياتك وتتمنى أن تحقق في عام 2023؟

أتمنى أن يكون عام سعيد على الجميع، عام مليء بالحب والسلام وتحقيق الأهداف، وأن يسود السلام بالعالم بشكل عام، وبدولنا العربية بشكل خاص.