كيف واجهت مادونا التفرقة العمرية وضغوط الشهرة بعد تجاوزها الستين؟.. مواقف ورسائل قوية تكشف طريقتها
مادونا، نجمة الغناء الملقبة بـ"ملكة البوب" أو "ملكة التجديد"، أصبحت مثالاً مع مرور السنوات في تحدى العمر والاستمرارية على القمة لسنوات طويلة، وكذلك في الوقوف ضد التنمر والتفرقة العمرية والانتقادات بسبب عمرها، وأحدثها في ظهورها اللافت الأخير في حفل "جرامي" الذي أثار زوبعة كبيرة.
مادونا توجه رسالة قوية للمتنمرين على عمرها في حفل جرامي
وتعتبر النجمة مادونا حالة استثنائية في عالم الغناء، وذلك بسبب استمرارها في الصدارة والنشاط الفني رغم بلوغها 64 من عمرها، وأصبحت مع مرور السنوات مثالاً يحتذى به في الاستمرارية والحيوية ومواكبة العصر، خاصة في عالم الموسيقى والغناء، وذلك رغم الضغوط التي تواجهها النجمات في ذلك المجال بعد تقدمهن في العمر، خاصة في أجواء المنافسة الشديدة والانتقادات والمعايير الشكلية الصارمة التي يفرضها البعض على نجمات البوب.
وكانت أحدث المواقف التي تعرضت لها مادونا في مواجهة هذه النوعية من الضغوط والانتقادات، في حفل توزيع جوائز جرامي مؤخراً، حيث أطلت مادونا بإطلالة مختلفة، وصفها البعض بالمثيرة للجدل، خاصة بعد ظهور مادونا في بعض الصور بملامح مختلفة عن عادتها، بالإضافة إلى تعرضها لانتقادات على اختياراتها في إطلالتها على مسرح جرامي، وهو ما جعلها توجه رسالة قوية جديدة ضد المنتقدين وتكشف من خلالها عن فلسفتها في مواجهة هذه الضغوط.
مادونا تنتصر على ضغوط الشهرة والتفرقة العمرية
وكعادتها، واجهت مادونا هذه الزوبعة بنشر المزيد من الصور والفيديوهات العفوية لها من ظهورها الأخير في حفل جرامي، ولذلك للتأكيد على تصالحها مع عمرها ومع مرحلتها الحالية بالإضافة إلى إطلالتها في الحفل، وكعادتها أيضاً وجهت رسالة قوية كشفت بها عن موقفها الدائم من هذه الانتقادات وقالت: "بدلاً من التركيز على ما قلته في حديثي الذي كان يتعلق بتقديم الشكر لشجاعة الفنانين، اختار العديد من الأشخاص التحدث فقط عن صور مقربة لي التي تم التقاطها بكاميرا ذات عدسة طويلة بواسطة مصور صحفي يمكنه تشويه وجه أي شخص".
وتابعت مادونا في رسالتها: "مرة أخرى أقع في وهج التفرقة العمرية وكره النساء الذي يتغلغل في العالم الذي نعيش فيه، عالم يرفض الاحتفال بالنساء بعد سن 45 ويشعر بضرورة معاقبتها إذا استمرت في الإرادة القوية والعمل الجاد والمغامرة، لم أعتذر أبدًا عن أي من الخيارات الإبداعية التي قمت بها ولا الطريقة التي أبدو بها أو أزيائي ولن أبدأ.. لقد تعرضت للإهانة من قبل وسائل الإعلام منذ بداية مسيرتي المهنية، لكنني أفهم أن هذا كله اختبار ويسعدني أن أقوم بالريادة حتى يتسنى لجميع النساء ورائي الحصول على وقت أسهل في السنوات القادمة".
واختتمت مادونا رسالتها القوية معلنة تحديها لكل هذه الضغوط والانتقادات وقالت: "على حد تعبير بيونسيه "لن تحطم روحي"، إنني أتطلع إلى سنوات عديدة أخرى من السلوك التجريبي ودفع الحدود والوقوف في وجه النظام الأبوي، والأهم من ذلك كله الاستمتاع بحياتي".
مواقف كشفت عن قوة مادونا في مواجهة الحديث عن تقدم عمرها
ولا يعتبر ذلك الموقف الأول الذي تكشف من خلاله مادونا عن طريقتها وفلسفتها في مواجهة الانتقادات المتعلقة بعمرها، وربما أشهرها في خطابها الشهير عام 2016 قبل بلوغها الستين، حيث ألقت كلمة ملهمة بعد تكريمها في حفل "بيلبورد"، وقالت في خطابها: "شكرًا لكم على الاعتراف بقدرتي على مواصلة مسيرتي المهنية لمدة 34 عامًا في مواجهة التمييز الصارخ وكراهية النساء والتنمر المستمر والإساءة المستمرة.. لا توجد قواعد- إذا كنت فتى أو إذا كنت فتاة- عليك أن تلعب اللعبة.. وأخيراً لا تتقدم في العمر، لأن التقدم في السن خطيئة، سيتم انتقادك، وسيتم ذمك، وبالتأكيد لن يتم تشغيلك على الراديو".
وردت مادونا بعد عام من هذا الخطاب على الحديث المستمر حول اعتزالها وانتقادات استمرارها في الغناء، وقالت: "هل يسأل شخص ما ستيفن سبيلبرغ لماذا لا يزال يصنع الأفلام؟ ألم ينجح بما فيه الكفاية؟ هل ذهب شخص ما إلى بابلو بيكاسو وقال له عمرك 80 عاما ألم ترسم ما يكفي من اللوحات؟ سأتوقف عن فعل كل ما أفعله عندما لا أرغب في القيام بذلك بعد الآن، سأتوقف عندما تنفد الأفكار"، وأصبحت مقولة مادونا في خطابها الشهير من المقولات الشهيرة والتي تعبر عن مسيرتها وفلسفتها في الحياة، حيث قالت وقتها: "يقول الناس إنني مثيرة للجدل، لكنني أعتقد أن أكثر الأشياء إثارة للجدل التي فعلتها على الإطلاق هو البقاء".
ولم يبدأ اهتمام مادونا بمواجهة هذه الأفكار مع تقدمها في العمر فقط، ولكنها كانت تتحدث عنها حينما كانت في الثلاثينيات من عمرها في بداية التسعينيات، وقالت في تصريحات قديمة لها وقتها: "بمجرد بلوغك سنا معينة، لا يسمح لك بالمغامرة، وأعتقد أن هذا أمر شنيع إلى حد ما، قال الكثير من الناس هذا مثير للشفقة آمل ألا تفعل ذلك بعد 10 سنوات.. من يهتم؟ ماذا لو كنت كذلك؟ هل هناك قاعدة؟ هل من المفترض أن تموت عندما تبلغ الأربعين من عمرك؟"
أسلوب مادونا في مواجهة ضغوط الشهرة
ورغم تصالحها مع عمرها ومواجهتها الأفكار السلبية حول التقدم في العمر في المجال الفني منذ بداية مسيرتها إلى الآن، إلا أن مادونا أيضاً تعتبر من أبرز النجمات اللاتي حافظن على شبابهن وحيويتهن سواء الفنية أو الشكلية، ويعتبرها جمهورها نموذج للشباب الدائم، وكشفت في عدة لقاءات قديمة لها عن التزامها الصارم بنظام غذائي صحي وبأداء تدريبات رياضية شاقة لكي تحافظ على رشاقتها على المسرح، ولكنها خففت قليلاً من تدريباتها الرياضية في السنوات الأخيرة، بسبب تعرضها لإصابة على المسرح وإصابتها بعدة كسور وقتها.
وبالإضافة إلى ذلك، تفاجيء مادونا جمهورها باستمرار في تقديم الأفكار الفنية الجديدة في مسيرتها، بالإضافة إلى مواكبتها الوسائل الجديدة في الترويج لأعمالها مثل منصة "تيك توك"، التي تنشط عليها مادونا، وكذلك انستقرام وتويتر، وفاجأت مادونا الجمهور في المرحلة الأخيرة باستغلال أرشيفها الغنائي القديم وتقديمه بنسخ جديدة مواكبة للعصر، وتتعاون مع عدد من النجوم الشباب في إعادة تقديمه، بالإضافة إلى إعلانها عن جولة غنائية ضخمة للاحتفال بأرشيفها، وهي الأمور التي تجعلها متجددة وباقية دائماً في المنافسة بعد أكثر من 40 عام على مسيرتها الأسطورية.
مادونا مواليد 16 أغسطس 1958 وهي فنانة استعراضية ومغنية وراقصة وكاتبة أغاني وملحنة ومنتجة أغاني ومنتجة تنفيذية ومنتجة أفلام ومخرجة أفلام وممثلة وعارضة أزياء وكاتبة وكاتبة سيناريو وسيدة أعمال وناشطة إنسانية أمريكية من أصول إيطالية. وُلِدَت في باي سيتي ميشيغان. وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية، هي واحدة من الرموز الثقافية الأكثر أهمية، وقد وصلت إلى مستوى غير مسبوق من القوة.. وقد حققت أغانيها نجاحاً شعبياً كبيراً وشهرةً واسعة، وكانت أغانيها المصورة تُعرض في جدول زمني محدد على قناة إم تي في. وعُرفت بأنها كانت تهدف باستمرار إلى إعادة اكتشاف الموسيقى، والاحتفاظ بنمط مستقل في صناعة الموسيقى. وقدمتها صحافة الموسيقى بمدح مختلف، وأدى ذلك أيضا إلى عدة مناقشات عن إنتاج الموسيقى المبتكرة. وتركت مادونا تأثيراً كبيراً على الكثير من الفنانين في مختلف أنحاء العالم. كما امتازت مسيرتها الفنية بنجاح كبير في المجال الموسيقي. كما اشتهرت الفنانة باستخدامها لأساليب الإثارة. لقبت مادونا بلقب «ملكة البوب»، لأنها كانت من أنجح المطربات الذين اشتهروا في مجال أغاني البوب. بالإضافة إلى تحقيقها نجاحاً كبيراً في أنواع موسيقية أخرى مثل: موسيقى الرقص واليورودانس وموسيقى الديسكو والآر إن بي والروك البديل والبوب روك والجاز.