قصص حب ملكية ظلت معلقة لسنوات

بعضها وصل لـ 30 عاما.. قصص حب ملكية ظلت معلقة لسنوات

خلود الليثي
13 فبراير 2023

هناك أحداث في حياتنا أقرب إلى الخيال، وخاصة فيما يتعلق بقصص الحب الملكية وحكياتها، إذ أن هناك قصص حب شهيرة تحدت الزمن، وظلت صامدة لعقود قبل أن تٌكلل بالزواج.

ومن ضمن الحكايات التي سنتعرف عليها فيما يلي قصة الأميرة ليليان والأمير بيرتل التي ظلت معلقة لمدة 30 عاما.

الملك هارلد الخامس والملكة سونيا

الملك هارلد الخامس والملكة سونيا
الملك هارلد الخامس والملكة سونيا

فِي عام 1959، التقى الأَمير هارالد الخامس ولي عهد مملكة النروِيج حينذاك وسونيا هارلدسن، وكانت علاقتهما في البداية مثيرة للجدل بسبب انحدارها من أُسرة غير ملكية، ولكن الحب انتصر في النهاية.

كانت قصة حبهما واحدة من أشهر قصص الحب الملكية في ستينيات القرن الماضي، والتى بدأت عندما التقي ولي عهد النرويج الأمير هارلد بفتاة جميلة من الطبقة المتوسطة في النرويج وبدأت بينهما قصة حب قوية استمرت حوالي 9 سنوات بسبب أن سونيا لم تكن من أصول ملكية، وكان هناك قانون يمنع أفراد العائلة المالكة من الزواج من العامة.

الملك هارلد الخامس والملكة سونيا في حفل زفافهما
الملك هارلد الخامس والملكة سونيا في حفل زفافهما

وحصل الزوجان على موافقة الملك أولاف على الزواج بعد أن تعهد هارالد ولي العهد حينذاك بعدم الزواج مطلقا إذا لم يستطع الزواج من سونيا، وفي يوم 29 أغسطس من عام 1968 تزوجا في كاتدرائية أوسلو الواقعة في قلب مملكة النرويج، بحضور 850 شخصًا.

ولإظهار الدعم لزوجة ابنه الجديدة، رافق الملك أولاف سونيا إلى الكاتدرائية وسار معها في الممر أثناء حفل الزفاف، لأن والدها توفى في عام 1959

الملك هارلد الخامس والملكة سونيا امتدت قصة حبهما لـ 9 سنوات
الملك هارلد الخامس والملكة سونيا امتدت قصة حبهما لـ 9 سنوات

بعد تبادل عهود الزواج خرج ولي العهد الأمير هارالد وزوجته الأميرة سونيا من الكنيسة وسط الحشود المنتظرة وقام الحرس الملكي بإطلاق 21 طلقة تحية، ثم تجول الزوجان في شوارع أوسلو في سيارة مكشوفة لاستقبال والتلويح للحشود التي جاءت لتحيتهم.

وأنجب الزوجان اثنين من الأبناء هما مارثا لويز والأمير هاكون الذي أصبح ولياً للعهد منذ عام 1991 بعد تولي والده العرش.

الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال

الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال في حفل زفافهما
الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال في حفل زفافهما

وقعت الأميرة السويدية فيكتوريا ولية عهد السويد، في حب مدرب اللياقة البدنية الخاص بها، دانيال ويستلينج، ليتزوجا في عام 2010، بعد قصة حب دامت نحو 8 أعوام، وواجها رفض والدها الملك كارل السادس عشر غوستاف ملك السويد، لهذا الزواج، إذ إنه لا ينتمي لأحد العائلات الملكية، ولكن في النهاية انتصر الحب، وأصبح بعدها دانيال أميرًا يحمل لقب دوق فسترغوتلاند.

تمت مراسم زواج الأميرة فيكتوريا من دانيل ويستلينغ، الذي يكبرها بـ 4 أعوام، في كاتدرائية بالعاصمة ستوكهولم.

الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال قصة حب تحدت الصعاب
الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال قصة حب تحدت الصعاب

وعقب الاحتفال في الكاتدرائية استقل العروسان عربة مكشوفة تجرها الخيول عبر مدينة ستكهولم، حيث اصطف الآلاف على جانبي الطريق، وعزفت 17 فرقة موسيقية على طول الطريق.

قامت الأميرة فيكتوريا والأمير دانيال بجولة بحرية في زورق ملكي قبل الانتقال إلى القصر الملكي. وحضر العٌرس حوالي 1100 مدعو من العائلات الملكية والشخصيات العامة من جميع أنحاء العالم.

أنجبت ولية عهد السويد وزوجها الأمير دانيال، ابنتهما الأميرة أستل، والتي متوقع أن تكون الملكة القادمة بعد والدتها، وابنهما الأمير أوسكار.

الأميرة ليليان والأمير بيرتل

الأميرة ليليان والأمير بيرتل
الأميرة ليليان والأمير بيرتل

ولدت الأميرة ليليان في 30 أغسطس 1915 في ويلز ببريطانيا، لأسرة من الطبقة المتوسطة، عملت كعارضة أزياء عندما بلغت الـ 16 عاما، وفي عام 1940 تزوجت من الممثل ايفان كريغ.

وبعد وقت قصير من زواجهما انضم ايفان كريغ للجيش البريطاني في الحرب العالمية الثانية، وفي هذه الفترة عملت ليليان ديفيز كممرضه لإسعاف جرحي الحرب، حينما قابلت الأمير بيرتل الوريث الثالث لعرش السويد في لندن، وبدأت بينهما قصة حب قوية عام 1943.

و بعد عامين من لقائهما، طٌلقت ليليان من زوجها البريطاني، ولكن في الوقت نفسه توفي شقيق بيرتل الأمير غوستاف أدولف وترك ابنه وريث العرش وهو رضيع مما جعل ترتيب عمه الثاني في ولاية العهد حتي يبلغ الأمير الصغير سن الرشد.

الأميرة ليليان والأمير بيرتل قصة حبهما وصلت لـ 30 عاما قبل الزواج
الأميرة ليليان والأمير بيرتل قصة حبهما وصلت لـ 30 عاما قبل الزواج

لذا واجهت قصة حبهما اعتراضات شديدة، إذ كان الأمير بيرتل من المرشحين لاعتلاء العرش وكانت ليليان مطلقة ومن عامة الشعب، وفي ذلك الوقت كان هناك قانون يمنع أفراد العائلة المالكة السويدية من الزواج من العامة ومن يفعل ذلك يتخلي عن لقبه وترتيبه في الوصول للعرش ويعيش في المنفي.

عرض الأمير بيرتل علي ليليان أن يتنازل عن لقبه من أجل أن يتزوجا، لكنها رفضت أن تجعله يترك بلاده وعائلته وأن يعرض عرش المملكة لخطر الفراغ، وفضلت أن تبقي في الظل علي أن تتزوجه وتعيش بذنب تركه لعائلته من أجلها.

الأميرة ليليان حزينة في جنازة زوجها الأمير بيرتل
الأميرة ليليان حزينة في جنازة زوجها الأمير بيرتل

ورفض الأمير بيرتل أن يتزوج غيرها ولو حتي من أجل الواجب وظلت هي تنتظره لمدة 30 عاما، عندما كانا الاثنان على مشارف الستينيات من عمرهما، ولم تتغير الأوضاع إلا بعد وفاة والده الملك غوستاف ادولف وتولي حفيده الملك الحالي كارل السادس عشر غوستاف الحكم في 1973.

مٌنح العروسان الإذن بالزواج في ديسمبر عام 1976، خلال عهد الملك كارل السادس عشر غوستاف، بعد أكثر من 3 عقود من الانتظار، ومنذ ذلك الحين أصبحت ليليان أميرة للسويد ومٌنحت لقب دوقة هالاند.

شاركت زوجها الأمير بيرتل العمل العام واكتسبت شعبية كبيرة وسط الشعب السويدي الذي تعاطف مع قصتهما.

وفي عام 1997، توفي زوجها المحب الأمير بيرتل، وعلى الرغم من حزنها الشديد عليه لكنها استمرت في العمل العام حتي عام 2005، لكنها أصيبت بألزهايمر واعتزلت الحياة العامة في 2010.

وتوفيت الأميرة ليليان في استوكهولم في مارس 2013، ونكست الأعلام وحظيت بجنازة مهيبة حضرتها العائلة المالكة في السويد والكثير من دول العالم، ودفنت كما أوصت بجوار زوجها وحب حياتها الأمير بيرتل.

لتنتهي قصة حب صمدت في وجه الزمن والعادات والتقاليد لتخلد ذكرى امرأه عشقت أميرا وانتظرته 30 عاما، وأحبت عائلته وبلاده فأحبتها السويد ولا تزال.

الصور من AFP والانستقرام